د. حازم ياسين لـ«الوطن» عن الكتاركت والليزك والقرنية المخروطية: أزيلوا «المياه البيضاء» مبكراً بمجرد ظهور أعراضها

كتب: خالد منتصر

د. حازم ياسين لـ«الوطن» عن الكتاركت والليزك والقرنية المخروطية: أزيلوا «المياه البيضاء» مبكراً بمجرد ظهور أعراضها

د. حازم ياسين لـ«الوطن» عن الكتاركت والليزك والقرنية المخروطية: أزيلوا «المياه البيضاء» مبكراً بمجرد ظهور أعراضها

المياه البيضاء.. زيادة وتيبس تدريجى فى مادة العدسة والتى تسبب تغيمها، فيتم تشتيت الضوء أو يتعذر وصوله إلى قاع العين. كيف نزيل المياه البيضاء ومتى تحديداً.. هذا ما يجيبنا عنه الدكتور حازم ياسين أستاذ طب العيون بجامعة القاهرة. والذى أكد أن إزالة المياه البيضاء كانت تتم فى الماضى بعمل فتحة جراحية فى المنطقة بين الصلبة والقرنية. مضيفاً أنه فى الماضى كان طبيب العيون يطلب من مريض المياه البيضاء أن يؤجل إزالتها حتى تنضج.. وإلى نص الحوار:

■ كيف كانت تتم إزالة المياه البيضاء فى الماضى؟

- إزالة المياه البيضاء (الكتاركت) كانت تتم فى الماضى بعمل فتحة جراحية فى المنطقة ما بين الصلبة والقرنية، وذلك بعد سحب الملتحمة للخلف، وعندما يصل الجرّاح إلى منطقة العدسة البللورية كان يتم إزالة الحفاظ الأمامى للعدسة واستخراج نواتها من المحفظة ثم من الفتحة الجراحية (حوالى 1 سم) إلى خارج العين. ويقوم الجرّاح بغسيل بقية العتامة الموجودة داخل المحفظة عن طريق أنبوبة بها فتحتان إحداهما تقوم بشفط المياه البيضاء والأخرى تضخ ماء شفافاً داخل العين. وبعد الانتهاء من هذه الخطوة يتم زرع عدسة صلبة داخل العين، ويقفل الجرح بغرز دقيقة، ثم تعاد الملتحمة إلى مكانها بواسطة عمل غُرز دقيقة أيضاً.

{long_qoute_1}

وكان المريض يمكث فى المستشفى عدة أيام.. ولكنه قد يعانى من وجود احمرار «مكان غرز الملتحمة» ودموع وإحساس بوجود غرز فى العين.

وكانت هذه الغرز تؤدى إلى حدوث ما يُعرف بالاستجماتيزم (وهو عدم تساوى تحدُّب القرنية فى جميع الاتجهات)، مما كان يؤدى إلى احتياج المريض لنظارة تعالج الاستجماتيزم.. ناهيك عن قائمة طويلة من المحظورات مثل عدم الانحناء وعدم حمل أشياء ثقيلة وتجنب الحزق والسعال الشديد.. إلى آخره.

كما كانت تستلزم هذه الطريقة مخدراً عاماً وكلياً أو مخدراً موضعياً عن طريق وخز المريض أمام الأذن لشلّ حركة الجفن ووخزه حول وخلف العين لشلّ حركة عضلات العين وتخدير الألم بها.

{long_qoute_2}

ولما كان أغلب مرضى المياه البيضاء هم من كبار السن (وهم يعانون من انتشار أمراض السكر والضغط والقلب والكلى والكبد) فقد كان استخدام المخدر العمومى يحمل مخاطر لهم ويحتاج إلى قائمة طويلة من الفحوص للتأكد من خلوّهم من هذه الأمراض.

وكان استخدام المخدر الموضعى يحمل كثيراً من القلق النفسى للمريض مع انتظار لاختراق حقنة المخدر خلف عينيه وأمام أذنيه، إلا أن هذه الطريقة كانت هى الشائعة فى إزالة المياه البيضاء، ورغم وجود هذه الفتحة الجراحية الكبيرة كان هناك تهديد فى بعض الحالات ببروز القزحية خارج العين وحدوث نزيف داخل العين.

■ متى يجب إزالة المياه البيضاء؟؟

- فى الماضى كان طبيب العيون يطلب من مريض المياه البيضاء أن يؤجل إزالتها حتى تنضج، وعلى حسب التعبير الشائع «تستوى»، وذلك عندما كانت تتم إزالتها بالجراحة. ولكننى أؤكد وبشدة على أن المياه البيضاء يجب أن تُزال مبكراً جداً، وبمجرد أن يشعر المريض بأعراض المياه البيضاء، حيث إن الوقت الذى تستغرقه الموجات الصوتية لإزالة العدسة ذات المياه البيضاء المبكرة أقصر بكثير من الوقت الذى تستغرقه عملية إزالة العدسة ذات المياه البيضاء الناضجة، مما يطيل من فترة النقاهة وعدم تحسن النظر مباشرة، وذلك لحدوث بعض الارتشاح فى قرنية العين، عندما يطول استخدام الموجات فوق الصوتية عن دقيقة إلى دقيقة ونصف. {left_qoute_1}

لذا أكرر وأنصح بشدة مرات ومرات بإزالة المياه البيضاء مبكراً. والواقع أننى قابلت فى حياتى المهنية أشخاصاً كثيرين ممن انتظروا على إزالة المياه البيضاء لفترات طويلة لاعتقادهم الخاطئ بوجود قطرات توقف نمو المياه البيضاء وتعالجه، فيؤجلون وقت إجراء العملية حتى يحين الوقت الذى يأخذون قراراً بإجرائها ويجدون أنها أسهل مما كانوا يتصورون، لذا فإننى أطلب من مريض المياه البيضاء الذى لم يُجر العملية بعدُ أن يتناقش مع مريض آخر أجراها حديثاً ليعرف منه كيف أجراها وبماذا شعر أثناء وبعد العملية.

■ هل تعود المياه البيضاء مرة أخرى؟؟

- هذا هو السؤال الملح والشائع جداً بين المرضى. ما يؤكده الواقع أنه لا يمكن أن تعود المياه البيضاء مرة أخرى بعد إزالتها، لأن نواة العدسة وأنسجتها وأليافها المصابة بالعتامة قد أزيلت ويتم تنقيتها ويتبقى من العدسة المحفظة الشبيهة بقشرة حبة الترمس. كما أن الجزء الأمامى من المحفظة، أو ما يطلق عليه الحفاظ الأمامى للعدسة، يُزال جزء دائرى منه قطره من 5-6 مللم، ولا يتبقى من المحفظة إلا الجزء الطرفى من الحفاظ الأمامى وأيضاً الحفاظ الخلفى بكامله.. علماً أن العدسة اللينة المزروعة داخل المحفظة تفصل الحفاظ الأمامى عن الخلفى ثم تزحف بعض الخلايا وتواصل نموها على الحفاظ الخلفى، مما يؤدى إلى بعض التعتيم الذى يؤثر على حدّة الإبصار، مما يدعو المريض إلى الاعتقاد خطأ بأن المياه البيضاء قد ارتجعت. ولكن هذا ليس بصحيح لأن النسبة التى تحدث فيها عتامة الحفاظ الخلفى ضئيلة مقارنة بحالات المياه البيضاء المزالة والتى لا تحدث بها تلك العتامات.

وثانياً، وهو الأهم، فإن علاج تلك الحالة من تعتيم الحفاظ الخلفى يتم عن طريق فتحة بشعاع يسمى «ياج ليزر YAG Laser» فى أقل من دقيقة واحدة دون الحاجة لغرفة عمليات أو حتى إلى استخدام أى مخدر.

ومن خلال ممارستى لجراحة العيون سمعت الكثير من المصطلحات المبتكرة، سواء من المرضى أو الأطباء لوصف هذه الحالة المعروفة بتعتم الحفاظ الخلفى للعدسة البللورية، فما بين قائل بأنها مسح بالليزر، إلى آخر يقول إنها تلميع السطح الخلفى للعدسة بالليزر أو عمل شباك بالحفاظ الخلفى.. إلخ.

وفى بعض الأحيان إذا احتاج المريض لهذا الإجراء فإنه قد يعانى من رؤية «الذبابة الطائرة»، وتفسير ذلك أن بعض أجزاء الحفاظ الخلفى للعدسة تتناثر فى الجسم الزجاجى وعند تحركها يتحرك ظلها على الشبكة فتعطى المريض هذا الإحساس الذى يزول بعد فترة عندما تُمتص هذه الأجزاء.

ملاحظة: أدوية البروستاتا تؤثر بشدة على نتيجة عملية المياه البيضاء بسبب عدم اتساع الحدقة، وبروز القزحية خارج العين، وتحرك القزحية لأعلى وأسفل كموج البحر.

 

 

 


مواضيع متعلقة