جمعية «الصعيد للتنمية»: القرى «الأكثر فقراً» أولى بالرعاية

07:14 م | السبت 30 أبريل 2016

فى أحد الأحياء القديمة بالقاهرة تقع جمعية الصعيد للتربية والتنمية فى منطقة «الضاهر»، مبنى قديم، ذو طابع مميز، معظم العاملين به قضوا سنوات طويلة من أعمارهم فى خدمة المجتمع، وذلك على مدار 75 عاماً، لعبت جمعية الصعيد للتربية والتنمية دوراً فى تقديم خدماتها للبسطاء، وذلك على مستوى محافظات الصعيد، خاصة القرى الأكثر فقراً، تاريخ الجمعية يبدأ منذ عام1940، عندما مد الأب هنرى اليسوعى يديه لأطفال الفلاحين، وقام بتعليمهم مجاناً، وعلى مدار السنوات تنوعت أنشطة الجمعية التنموية.

{long_qoute_1}

ويقول بلال أبوالنجا، مستشار إعلامى لعدد من منظمات المجتمع المدنى، إن جمعية الصعيد للتنمية تتميز بطابع خاص، حيث تفتح بابها للجميع دون تمييز أو تفرقة، ومن أهم المشروعات التى تبنتها الجمعية خلق نظام تعليم موازٍ وغير نظامى، بمعنى أن الجمعية أدركت أن من أكبر الأزمات التى يواجهها الصعيد هو انتشار الأمية بشكل ملحوظ، بين أجيال مختلفة، ولذلك أنشأوا نظاماً للتعليم الموازى، وأنشأوا مدارس لتعليم الشباب والنساء والرجال، الذين فقدوا الفرصة فى الانضمام للتعليم النظامى، بأن يجدوا فرصة من خلال تلك المدارس لتلقى فرصتهم فى تعلم القراءة والكتابة، وبالفعل تم توفير فرص التعليم البديل لحوالى 1200 طفل، من أعمار 9 - 15 سنة، وذلك فى 18 مدرسة موازية، بالإضافة إلى برنامج «تعلم تحرر»، الذى اختص بمحو أمية الكبار، كما ذكرت الجمعية عبر تقريرها السنوى لعام 2013 - 2014.

ويقول بلال: «جمعية الصعيد تسمح بعقد شراكات بينها وبين جمعيات أخرى، ولذلك فتحوا لمبادرة «أنا هنا»، لعقد عروض أفلام وثائقية، التى تعزز مفهوم حقوق المرأة، وذلك من خلال أنشطة جابت 15 قرية من قرى الصعيد»، ويضيف بلال: كما دعمت جمعية الصعيد للتنمية وجود 14 مكتبة عامة بقرى الصعيد، كما قدمت الجمعية برنامجاً صحياً شمل 3600 طفل من الأطفال الملتحقين بمدارس الجمعية، و400 طفل من الملتحقين بالمدارس الموازية الخمس بالمنيا، وتضمن البرنامج الصحى إجراء كشف وتحاليل طبية، وتقديم وجبات غذائية لهم بمعدل من 3 - 5 وجبات أسبوعياً، وتقديم علاج مناسب للأطفال الذين يعانون من أنيميا، كما قدموا أنشطة تعبير فنى للأطفال، مثل المسرح، والغناء والرسم. {left_qoute_1}

وتقول مى مصطفى، مؤسسة عدد من المبادرات التنموية، فى محافظة المنيا، «دور جمعية الصعيد للتنمية مشهود له، حيث قاموا بدورهم فى قرى فقيرة لم تشهد أى أعمال تنموية من قبل، واهتموا ببرامج التعليم، وقد أقيم عدد كبير من دورات وتدريبات الشباب فى مقر جمعية الصعيد، كما تم منح قروض صغيرة لمساعدة الأسر التى وقعت تحت خط الفقر، كما تفتح مقر ضيافة جمعية الصعيد أبوابها أمام الوافدين»، وتضيف مى قائلة: «وجود مثل تلك الجمعيات التى تدعم المجتمع يعزز ثقافة تقبل الآخر، ومبادئ الإخاء والمحبة فى المجتمع، لأن المحتاج لا يتوقف لينظر إن كانت اليد التى تقدم له العون مسلمة أم مسيحية، وقرى الصعيد تشهد فقراً مدقعاً، وتحتاج لمزيد من تلك الخدمات، وتحتاج تضافر مؤسسات الدولة بجانب المؤسسات التنموية، حتى يقضوا على الفقر والجهل والمرض المنتشرين، والأهم من ذلك القضاء على الأفكار المتطرفة، حيث كان الصعيد منبعاً من منابع الإرهاب خلال فترة التسعينات التى شهدتها مصر».

وأضافت رانيا جورج، مسئولة برامج تنموية، «أن جمعية الصعيد للتنمية تضم عدداً من البرامج التنموية المختلفة، منها أنشطة تعليم حرفى، وتعليم موازٍ للأطفال الذين لم يحصلوا على أى قدر من التعليم، كما تجتهد الجمعية لتعيدهم مرة أخرى إلى مرحلة التعليم الإعدادى، وتقوم بتلك الأنشطة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، كما تقدم جمعية الصعيد رعاية وتوعية صحية للنساء فى الصعيد، خاصة المقبلات على الزواج، وتعزز دور المرأة الاقتصادى، وكل تلك الخدمات تقدم لأهالى القرى سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين على حد سواء».