"الوطن" تنشر نص كلمة السيسي في ذكرى تحرير سيناء: قوى الشر لن تنال من مصر

02:51 م | الأحد 24 أبريل 2016

{long_qoute_1}

ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، كلمة إلى الشعب المصري، هنأه خلالها بمناسبة الذكرى الـ34 لعيد تحرير سيناء.

وتنشر "الوطن"، نص كلمة السيسي، والتي جاءت كالتالي:

استهل الرئيس خطابه بتحية المصريين، قائلا: "شعب مصر العظيم، أيها الشعب الأبي الكريم، أتحدث إليكم اليوم في الذكرى الـ34 لتحرير جزء عزيز من أرض مصر الغالية، سيناء الحبيبة، الأرض الطاهرة، معبر الأنبياء، التي قال عنها الراحل العظيم جمال حمدان (سيناء قدس أقداس مصر)".

وتابع السيسي، قائلا: "مسيرة استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض، تمثل ملحمة وطنية رائعة، ومصدر فخر للأمة المصرية، التي ضربت مثالا في الإصرار على الثأر للكرامة الوطنية، والتمسك بالحفاظ على التراب الوطني، وستظل هذه الملحمة علامة مضيئة في تاريخ شعبنا العظيم، ومنبعا تنهل منه الأجيال القادمة معاني العزة والكرامة والحفاظ على أرض الوطن".

وأضاف الرئيس: "أحد أهم مظاهر عظمة هذه الملحمة، يتجلى في بلورة معاني الوحدة الوطنية، فعلى أرض سيناء الطاهرة اختلطت دماء مسلمي ومسيحيي مصر، لتحرر كل شبر من هذه الأرض، كما ضربت معركة استرداد سيناء ومن بعدها استعادة طابا، مثلا لتكامل القدرات المصرية العسكرية والدبلوماسية والقانونية؛ فلا حق دون أن تصونه قوة، ولا قوة دون أن يوجهها عقل راجح قادر على تحديد وتوظيف أدوات الدولة وعناصر قوتها، للحفاظ على أمنها القومي واستعادة حقوقها المسلوبة كاملة غير منقوصة".{left_qoute_1}

وأوضح السيسي: "أؤكد للجميع وبكل الصدق، أن القوات المسلحة المصرية التي هي من الشعب ومن أجل الشعب، وكافة المؤسسات الوطنية المصرية، تعي وتقدر أهمية الحفاظ على التراب الوطني، وهي جميعا، لم ولن تفرط في حبة رمل واحدة من أرض مصر، وتتخذ جميع الإجراءات ولا تدخر جهدا للحفاظ على أرض مصر وصونها وتنميتها، فذلك الوطن الذي يعيش في وجدان كل مصري، سيظل محميا بإرادة من الله ينفذها أبناؤه الأوفياء، الذين يضحون بحياتهم في سبيل رفعته وكرامته".

وقال الرئيس: "شعب مصر العظيم، لا يكتمل احتفالنا بذكرى تحرير سيناء الغالية من كل عام، دون أن نتذكر معا شهداء مصر الأبرار، نحيي أرواحهم الطاهرة، ونقدر دماءهم الزكية، ونقول لهم أبدا لن ننساكم أو ننسى أبناءكم وعائلاتكم، فمصر تقدر تضحيات أبنائها من رجال القوات المسلحة البواسل ورجال الشرطة الأوفياء، الذين تتكاتف جهودهم معا من أجل تطهير أرض سيناء من آفة الإرهاب والتطرف".

{long_qoute_2}

وأضاف السيسي: "أطمئن الجميع بأن نشاط التنظيمات الإرهابية ينحسر، ولن تنجح جميع المحاولات الخبيثة في النيل من عزيمتنا، وما سيمكث في الأرض هو العمل الطيب والجهود المُخلصة، التي ستثمر عن تنمية مستدامة وإعمار حقيقي لتلك الأرض الغالية".

وتابع الرئيس: "تبنت مصر خيار السلام، الذي حققته بانتصارها وجاءت إليه بخطى واثقة، في أنه سلام يقوم على الحق والعدل وصون كرامة الوطن، فإنها ستظل ملتزمة به، تحميه بقدرة قواتها المسلحة الباسلة، وجهود تطويرها وتعزيز قوتها المستمرة، وتبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط، السلام الذي يقضي على أحد أهم الذرائع التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية، ليس فقط لتبرير أفعالها، ولكن أيضا لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها، السلام الذي يفتح أبواب الأمل ويدعم تحقيق التنمية وإرساء الأمن والاستقرار للأجيال القادمة".

{left_qoute_2}

وأكد السيسي: "آن الأوان لتنعم أرض سيناء المباركة بثمار تحريرها، وأن تشهد حضارة ونموا وعمرانا يحقق آمال أهل سيناء الشرفاء، وبدأت الدولة في تنفيذ برنامج طموح لتنمية سيناء، يشمل إنشاء منطقة اقتصادية حرة و17 تجمعا سكنيا، و13 تجمعا زراعيا، إضافة إلى توفير المياه اللازمة للري بكافة الوسائل الممكنة، كما تواصل الدولة تنفيذ العديد من المشروعات ومنها استكمال شبكة الطرق، وإنشاء أنفاق أسفل قناة السويس تربط سيناء بالوادي، ومشروعات أخرى في مجالات التعدين والزراعة والثروة السمكية، بما يوفر فرص عمل لشباب سيناء ومدن القناة، ويساهم بشكل فعال في تنمية الوطن كجزء عزيز منه ولا يتجزأ عنه".

وأوضح الرئيس: "نعيش في منطقة صعبة تموج بالأزمات والتحديات والمخاطر، لا نملك الانعزال عن قضاياها أو تجاهل انعكاساتها على الأمن القومي المصري، نعي ارتباط أمن مصر القومي بأمن واستقرار الشرق الأوسط، وبأمن الخليج العربي والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط، والأوضاع في الدول الإفريقية، ولا سيما دول حوض النيل، ولن تقبل مصر بتهديد أمنها القومي، ولن تسمح لأي قوى تسعى لبسط نفوذها أو مخططاتها على العالم العربي بأن تحقق مآربها".

{long_qoute_3}

وتابع السيسي، قائلا: "علينا أن نستلهم من تلك الذكرى دروسا وعِبَر، أهمها الإيمان والأخذ بأسباب العلم والعمل، والتغلب على دعاوى التشكيك والإحباط، ومحاولات زعزعة الثقة في الدولة ومؤسساتها الوطنية، وستظل مصر بأبنائها يدا واحدة وقلبا واحدا، صفا واحدا يواجه التحديات، يبني ويعمر، ويسعى لتحقيق التنمية الشاملة، وستبقى ذكرى تحرير سيناء بإذن الله يوم عيد لكل المصريين، تخليدا لذكرى النصر والسلام القائم على الحق والعدل، وبرهانا على قوة العسكرية المصرية، وبراعة الدبلوماسية المصرية في الحفاظ على تراب الوطن وصون كرامته".

واستطرد الرئيس: "شعب مصر العظيم، اسمحوا لي في نهاية هذه الكلمة، أن اتحدث إليكم باختصار في بعض الموضوعات، أولها موضوع ارتفاع أسعار السلع الاساسية وتأثيرها على الفئات محدودة الدخل.. طلبت من الحكومة والقوات المسلحة بذل الجهود للحفاظ على استقرار أسعار السلع الأساسية وعدم ارتفاعها، رغم تذبذب وارتفاع أسعار العملات الأجنبية، وكلفت الحكومة بحساب الفرق في أسعار السلع الأساسية، وأن تبدأ اعتبارا من الشهر القادم إضافة نقاط من خلال منظومة التموين لصالح الفئات محدودة الدخل، تعادل أو تزيد عن حجم ما شهدته الأسعار من ارتفاع، كما كلفت القوات المسلحة بتوزيع ما مجموعه 2 مليون من السلع الأساسية على الفئات محدودة الدخل بمختلف المناطق والمحافظات". {left_qoute_3}

وقال السيسي: "الموضوع الثاني خاص بالجهود الكبيرة التي بُذلت خلال السنوات الماضية لتحقيق الأمن والاستقرار، بدأنا بالشعور بثمار تلك الجهود، إلا أننا نلاحظ سعي البعض للتأثير على ما تحقق من أمن واستقرار، وأوكد للشعب المصري أن المحافظة على أمن البلاد واستقرارها وعدم ترويع الآمنين، هي مسؤولية مشتركة للجميع".

وأضاف الرئيس: "الموضوع الثالث يتعلق بما شهدته البلاد خلال السنوات الماضية من إعادة بناء مؤسسات الدولة، حيث تم إقرار الدستور وانتخاب مجلس النواب بنزاهة وشفافية، إلى جانب وجود الحكومة ومؤسسة الرئاسة، فلا بد من المحافظة على تلك المؤسسات بما يصون الدولة المصرية، فبقاء هذه المؤسسات يعني بقاء الدولة المصرية، ولن تنجح قوى الشر في مساعيها للنيل من مصر أمام اصطفافنا جميعا من أجل الحفاظ عليها، وقمنا بالتأكيد على إعلاء دولة القانون ودولة المؤسسات، ومعا سنستطيع الحفاظ عليها، ولن نسمح بأن يتم المساس بأمن مصر واستقرارها، تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".