هو وهي| سندريلا

د. هبة يس

د. هبة يس

كاتب صحفي

مين فينا ميعرفش قصة سندريلا الجميلة، والأمير الوسيم اللي خطفها من واقعها المرير إلى السعادة اللانهائية؟.. حيث عاشا في تبات ونبات، وخلّفوا صبيان وبنات، وفضلوا يحبوا بعض إلى الأبد؟.. كلنا سمعناها مرارًا و تكرارًا حتى إنّها أصبحت جزءًا من "اللاوعي" اللي بندوّر عليه طوال الوقت من غير ما نحس!.

كلنا بنحلم بالحب اللي مبيّقلش، وبالحبيب اللي مبيتغيرش، مهما حصل، وتحت أي ظروف، كلنا بندوّر على الحب "غير المشروط"، واللي هو ولسوء الحظ محض خيال، اللهم إلّا لو كنا بنتكلم عن حب الأم لولادها، وحتى ده بقى مشكوك فيه كمان اليومين دول.

طب خلونا نتخيل كده الحال لو كانت سندريلا من الستات اللي بيزيد وزنها  كام كيلو حلوين كده بعد كل ولادة، أو لو كان- اسم النبي حارسه- جوزها الأمير موظف مرتبه مبيكفيش لنص الشهر، أو لو كان عندهم ابن معاق أو مريض أو حتى طباعه صعبه حبتين، أو لو كانت واحدة من الحموات الفاتنات بتتدخل في حياتهم وبتنغص عليهم عيشتهم، أو لو كان واحد فيهم عصبي ولا لسانه زالف ولا إيده طرشة، كان هايبقى إزي الحال؟؟؟.

الإجابة ببساطة كانت هاتبقى الحكاية واقعية، وعادية، وغير مشوّقة أو مثيرة بأي شكل من الأشكال، وده اللي إحنا لا عايزينه ولا بنتمناه، مكنتش هاتبقى سندريلا حلم كل زوج، ولا كان هايفضل الأمير أمنية كل زوجة.

إذا فكّرنا على مهلنا شويّة في حياتنا وزيجاتنا هنكتشف أنّه من الظلم أننا نقارنها بقصة سندريلا، ومن السذاجة أن نتوقع دوام الحب والغرام فيها كده من غير جهد، وأنه درب من دروب الخيال إننا ننتظر كل السعادة والإشباع والهنا إذا فضلنا مكتفيين بالأحلام وبس، يا عالم يا هووووه، فوقوا، الحب والسعادة مش بالسذاجة والتلقائية اللي في قصة سندريلا دي، ده حتى سندريلا نفسها كانت هتعاني لو كانت نزلت إلى أرض الواقع و عاشت بيننا.