«تحت القبة»: مشاغبون بـ«صوت عال».. وصامتون مثل «أبوالهول»

كتب: محمد يوسف

«تحت القبة»: مشاغبون بـ«صوت عال».. وصامتون مثل «أبوالهول»

«تحت القبة»: مشاغبون بـ«صوت عال».. وصامتون مثل «أبوالهول»

لو كانت جلسات مجلس النواب تذاع على الهواء بالبث المباشر لكان «على بدر» نائب بنى سويف أشهر الأسماء فى الشارع المصرى، حيث لا تمر جلسة إلا وينادى الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، عليه بعبارته الشهيرة «اقعد يا على يا بدر».

رغم مرور 100 يوم على مجلس نواب 2016، فإن المجلس أصبح واضح المعالم، فهناك المشاغبون، وهناك صامتون استحقوا لقب «أبوالهول».

أبرز الصامتين فى المجلس هم من المعينين، وكان من غير المتوقع أن تكون تلك الأسماء هى الأصوات الصامتة تحت القبة، رغم أنها أصوات مشهود لها بالطلاقة والبلاغة، وأشهرهم الكاتبة لميس جابر، التى عينها الرئيس عبدالفتاح السيسى بالبرلمان، ولم تتكلم «لميس» منذ أداء اليمين الدستورية بالجلسة الأولى.

«أسامة الأزهرى» مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، هو ثانى أكثر النواب صمتاً، رغم أنه يخرج يومياً على الفضائيات خطيباً وناصحاً وداعية ولكنه لم يتكلم تحت القبة، وهو من المعينين من الرئيس أيضاً.

أما الشخصية الثالثة المثيرة للدهشة، فهو تامر الشهاوى، الضابط السابق الذى أخلف توقعات الجميع الذين كانوا ينتظرون صولاته وجولاته، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث. {left_qoute_1}

دينا عبدالعزيز، سندريلا البرلمان، هى إحدى المثيرين للجدل بصمتها، إذ إن نائبة حلوان التى أشعلت مواقع التواصل الاجتماعى عندما تحدثت فى المرة الوحيدة التى ظهر فيها صوتها فى المجلس، خلال أداء اليمين الدستورية، وأُطلق عليها «سندريلا البرلمان» نظراً لرقة أسلوبها، لكن منذ ذلك اليوم انقطع صوت السندريلا وانزوت «دينا» فى ركن بالشرفة العليا للبرلمان ولم تتحدث مرة أخرى وتجلس بمفردها دائماً.

نائبة صامتة أخرى هى «مى المصرى» نائبة بورسعيد، التى لم تتكلم منذ القسم الدستورى، على غرار النائبة آمنة نصير، التى تكلمت 3 مرات فقط، لكنها تعد من «النائبات الصامتات» حيث كان يتوقع الجميع أن تكون لها كلماتها الدائمة تحت القبة.

مضابط مجلس النواب الحالى أثبتت حتى أول أبريل الحالى، أن هناك أكثر من 100 نائب لم يتحدثوا إلا مرتين، الأولى «واجبة» عند أداء اليمين، والثانية فى التصويت على إسقاط عضوية توفيق عكاشة.

تراجع الرقم مع إلقاء بيان حكومة المهندس شريف إسماعيل أمام المجلس، حيث بلغ عدد من يحملون لقب «أبوالهول» 20 نائباً، بعد أن طلب الكلمة فى «جلسة بيان الحكومة» نحو 460 نائباً، وهناك أكثر من 200 نائب لم يتحدثوا أكثر من 3 مرات خلال المائة يوم الأولى للبرلمان، إضافة إلى أداء القسم الدستورى، أى إن برلمان 2016 به أكثر من 300 نائب ما بين صامت أو تحدث من مرة لـ4 مرات فقط، وفق مضابط مجلس النواب.

نواب مشاغبون

منذ بداية الجلسة الأولى «الإجرائية»، طلب الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، تأجيل إجراء الانتخابات على منصبى وكيلى المجلس، وهو ما قوبل بعاصفة من الرفض، ثم توالت حالات الانفعال والصخب التى أصبحت تُميز نواباً عن آخرين «تحت القبة»، وتجلى ذلك فى جلسات بعينها، منها جلسة مناقشة قانون الخدمة المدنية، وجلسة اقتراح تشكيل لجنة لدراسة تقرير هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات السابق.

ومع مرور الوقت تم تحديد المشاغبين الذين تجمعوا يسار المنصة، ليكون مركزاً لتحركاتهم، وبدا نشاطهم واضحاً فى اليوم الأخير للتصويت على القرارات بقوانين، الذى تم فيه طرد 3 منهم، وقال رئيس المجلس إنه رصد منذ اليوم الأول مجموعة من النواب يفتعلون الضوضاء، ويسعون إلى إفساد الجلسات، وذكر منهم أحمد الطنطاوى، صاحب أول حالة طرد فى المجلس، بسبب واقعة الملابس الشبابية، وتكرر طرده بعد ذلك بسبب مشادات وتحدى طنطاوى لرئيس المجلس.

ضياء الدين داود، نائب بندر دمياط، انضم لقائمة المشاغبين البرلمانيين، الذين تجمعوا فى مكان واحد، ومعظمهم منتمون لـ«اليسار والناصريين والاشتراكيين»، وعدد كبير منهم من الشباب، وهؤلاء كانوا دائمى الاعتراض، واحتلوا مقاعد المعارضة، لكن رئيس مجلس النواب اعتاد وصفهم بـ«المشاغبين» لأنهم تعمدوا إثارة الشغب أثناء الجلسات، حسب قوله، ومنهم النائب محمد عبدالغنى، الذى وزع المنشورات فى جلسة مناقشة قانون الخدمة المدنية وسط اعتراض رئيس المجلس والنواب، إضافة إلى النائب خالد عبدالعزيز شعبان، نجل القيادى الراحل بحزب التجمع عبدالعزيز شعبان، وأحد أبرز المعترضين على كافة قرارات المنصة، علاوة على النائب هيثم الحريرى وهو نجل البرلمانى الراحل «أبوالعز الحريرى» الذى اعتاد الانفعال على المنصة بشكل دائم، وفى معظم القرارات، ومعظم هؤلاء يسعون لتشكيل ائتلاف «20/ 30» أو ما كان يحمل سابقاً اسم «ائتلاف العدالة الاجتماعية».

أما المخرج السينمائى، النائب خالد يوسف، فانضم لفريق المشاغبين وانتقل للجلوس فى الركن المخصص لهم أثناء الجلسات الأخيرة، رغم أنه اعتاد الجلوس بجانب قيادات «ائتلاف دعم مصر» فى بداية الجلسات، كما انضم إلى فريق المشاغبين كل من النواب «أسامة شرشر، ومى محمود نائبة المصريين الأحرار، وسعيد حفنى شبايك، ومهدى العمدة نائب مطروح، وعلى بدر نائب بنى سويف، الذى لا تخلو جلسة من مناداة رئيس المجلس له بـ(اقعد يا على يا بدر)».

الدكتور على عبدالعال اتهم النواب المشاغبين بمحاولة إفساد الجلسات وإظهار المنصة على أنها غير قادرة على إدارة أى جلسة بشكل جيد، وهو ما رد عليه بطرد عدد من النواب من بين الأسماء السابقة.

أما الاسم غير المتوقع للمشاغبين فكان للنائب المخضرم محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، الذى ساءت علاقته برئيس مجلس النواب مؤخراً، واتهمه الأخير أكثر من مرة بـ«تأليب» النواب وتحريضهم على الفوضى، إلا أن «السادات» هاجمه مؤخراً مهدداً بالاستقالة.

ولا يمكن الحديث عن المشاغبين فى مجلس النواب دون الحديث عن النائب الذى أُسقطت عضويته «توفيق عكاشة»، الذى بدأ شغبه قبل بدء جلسات البرلمان، حيث أثار الجدل فى واقعة عزل الأمين العام السابق لمجلس النواب «خالد الصدر» وتعيين المستشار أحمد سعد، ومع الجلسات تنوعت مشاغبات «عكاشة» بداية من طلب الكلمة وهجومه على منصة رئيس المجلس ومقولته الشهيرة لرئيس المجلس «انت جيت هنا غلط»، حتى طرد النائب السابق أكثر من 3 مرات ليجلس فى البهو الفرعونى واضعاً شريطاً لاصقاً على فمه مكتوباً عليه «ممنوع من الكلام»

النهاية تكون مع المشاغب الأكبر، النائب مرتضى منصور، الذى يثير الجدل كلما تحدث، وتنتهى دائماً كلمته بمشاجرة مع زملائه النواب أو رئيس المجلس، ومنها تهديده للنائبة هالة السعيد التى طلبت منه التوقف عن تصفية حساباته الشخصية داخل المجلس، قائلاً لها: «هوريكى يا هالة» وهو ما أصاب النائبة بالذهول.

 

 


مواضيع متعلقة