بالصور| أمسية دينية في مسجد الفتح عن "سوء الظن وأثره على الفرد والمجتمع"

كتب: وائل فايز

بالصور| أمسية دينية في مسجد الفتح عن "سوء الظن وأثره على الفرد والمجتمع"

بالصور| أمسية دينية في مسجد الفتح عن "سوء الظن وأثره على الفرد والمجتمع"

نظّمت وزارة الأوقاف، أمسية دينية في مسجد الفتح برمسيس، بعنوان "سوء الظن وأثره على الفرد والمجتمع"، برعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.

حاضر في الأمسية، الشيخ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف في القاهرة، والشيخ صفوت نظير وكيل المديرية، والدكتور محمد قرني مدير الدعوة، وقدّم للأمسية الشيخ عمرو الشال إمام وخطيب المسجد.

وافتتحت الأمسية بتلاوة لآيات من القرآن الكريم للشيخ الشحات شاهين، واختتمت بالابتهالات الدينية للشيخ حسين الإسكندراني، وحضرها جمع غفير من رواد المسجد .

وفي بداية اللقاء قال الشيخ أحمد ترك مدير عام التدريب بالوزارة، إنّ القرآن الكريم نزل لتقويم الإنسانية وإصلاحها، مبينًا أنّ الناس أنواع: صالح في نفسه ومصلح لمجتمعه، وفاسد في نفسه ومفسد لمجتمعه، موضحًا أنّ الكلمة الطيبة هي طريق لإصلاح الأعمال وغفران الذنوب وبناء الأمم ، يقول تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"، فالمصلحون يبغون بناء الأمم، والمفسدون يهدمون الأمم، متخذين من الكلمة الخبيثة وسوء الظن ونشر الشائعات وسائل لأغراضهم الخبيثة .

وأشار ترك إلى أنّ حفظ الأمن الفكري من الأصول الشرعية الواجبة، ونشر الشائعات وسوء الظن يهدد الأمن الفكري للمجتمع، مؤكدًا أنّ تسميم الفكر أخطر من تسميم الطعام والشراب، ويعتبر من الكبائر، فلا بد من الكلمة الطيبة وحسن الظن طريقًا للبناء والتنمية للوطن والمواطن، داعيًا الله تعالى أنّ يحفظ مصر من كل مكروه وسوء، وأن يجعل رايتها عالية خفاقة.

وقال الدكتور نوح عبدالحليم العيسوي مدير عام بحوث الدعوة في الوزارة، إنّ سوء الظن هو أحد الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى هدم المجتمع، لما له من أثر سلبي في توتر العلاقات بين الناس، ولذلك حذر منه الإسلام ونهى عنه، فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ "، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا".

وأكد العيسوى، أنّه لا يجوز لأحد أن يظن بأخيه سوءًا، فسوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات، وتقطع الصلات بين الناس، ومن ثمَّ  بين أفراد المجتمع، فكم أوقع سوء الظن من فراق بين المتحابين، وقطيعة بين المتواصلين، وبناء على ذلك فإن المسلم مأمور بأن يحسن الظن بإخوانه، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن إلى يقين جازم، فالله عز وجل أمرنا بالتثبت فيما يصدر من الآخرين، فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، ونبينا  صلى الله عليه وسلم أمرنا بحسن الظن، فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جَابِر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثٍ، يَقُولُ: "لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ".

ودعا إلى الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام في حُسن الظن بالله، وحسن الظن بالناس، وعدم تعجّل الحكم على الآخرين، ولنطبق هذا المنهج القويم في حياتنا وسلوكنا، كما طبقه الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً"، قائلًا: "لو تخلقنا بخلق المصطفى عليه الصلاة والسلام لمنعنا الكثير من الأذى وقطيعة الرحم، وتفكك الأسر، وبالتالي تفكك المجتمع".

 

 


مواضيع متعلقة