"دكور" لـ"الوطن": القانون الإسرائيلي لا يحمي المعتقلين من التعذيب أثناء التحقيق

كتب: محمد علي حسن

"دكور" لـ"الوطن": القانون الإسرائيلي لا يحمي المعتقلين من التعذيب أثناء التحقيق

"دكور" لـ"الوطن": القانون الإسرائيلي لا يحمي المعتقلين من التعذيب أثناء التحقيق

في العام 1991 صادقت إسرائيل على "اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة" وتُعرِّف هذه الاتفاقية الدولية "التعذيب" في المادة رقم (1) كما يلي: "أي عمل يتم بموجبه إيقاع ألم شديد أو معاناة سواء كانت بدنية أم نفسية، يلحق عمدا بشخص ما، بقصد الحصول من هذا الشخص أو من شخص ثالث معلومات أو أعتراف أو معاقبته على عمل ارتكبه هو أو شخص ثالث، أو تخويفه أو إرغامه هو أو شخص ثالث"، وتفرض هذه الاتفاقية (المادة 2) حظرًا تامًا على استخدام التعذيب أو التنكيل (معاملة قاسية أو مهينة أو لا إنسانية) ولا تسمح للدول بتجاوز هذا الحظر في أي ظرف كان حتى في ظروف وحالات قاهرة وطارئة كالحرب أو عدم استقرار سياسي، وإن المسؤولية في حالة انتهاك الحظر ليست فقط على الدولة بل أيضا على من يرتكب ذلك، وهو معرض للمحاكمة في بلده أو خارجها.

نبيل دكور ناشط في الدفاع عن حقوق المعتقلين والأسرى الفلسطينيين، شرح لـ"الوطن"، أساليب التعذيب التي ينتهجها جهاز الشاباك الإسرائيلي في التحقيق مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، حيث قال :"من الأساليب الاعتيادية التي يتعرض لها غالبية المعتقلين والتي تهدف غالبا إلى تحطيم معنوياتهم وبالذات عندما يتعرض لها المعتقل متراكمة ومندمجة ببعضها، يُذكر منها الانقطاع عن العالم الخارجي، ومنع اللقاء مع محام، والعزل في زنزانة خانقة تفوح منها روائح كريهة، وتكبيل الأيدي إلى الخلف من وراء مسند كرسي التحقيق بصورة مؤلمة على مدار كل ساعات النهار، والتحقيق مع المعتقل وهو في هذه الوضعية لمدة أسابيع، والسماح للمعتقل أن يخلد للنوم في ساعات متأخرة ليلاً لأوقات قصيرة على فرشة رقيقة وقذرة، وداخل زنزانة ضيقة مُضاءة ليلًا ونهارًا بنور باهت مُتعب للنظر، واللّطم والركل والضرب والبصق والشّتم والتهديد واستعمال كلمات وألفاظ نابية، واعتقال الأقارب كوسيلة ضغط، والتنكيل على يد أسرى ومعتقلين متعاونين".

ويضيف أنّ بالنسبة لأساليب التعذيب من الصنف الخاص، يُستدل من الإفادات الواردة أمام منظمات حقوق الإنسان التي تعنى بمناهضة التعذيب والتنكيل أن هناك أنماطا خاصة قاسية يستخدمها المحققون بشكل متكرر، بالإضافة إلى الأساليب الاعتيادية، وذلك في حالات خاصة يَدّعي المحققون ضرورة استخدامها لما يحمل المعتقل من معلومات خطيرة وعاجلة، أهمها: حرمان المشتبه به من النوم لمدة طويلة تزيد عن يوم، واستعمال القيود بصورة مؤلمة وشدها لدرجه تمنع سريان الدم، وأسلوب الهز- يقوم المحقق بشد الجسم إلى الأمام ثم دفعه إلى الوراء مرة تلو الأخرى من خلال الإمساك بالصدر حيث الأيدي مكبلة بمسند الكرسي إلى الخلف، واحناء الجسم بشكل قوس على مقعد بدون مسند وتسمى هذه الوضعية "الموزة"، وإجبار المعتقل على جلوس القرفصاء على أطراف أصابعه المصحوب بالدفع وتسمى هذه الطريقة "بالضفدع"، والتعرض للبرد بشكل متواصل عن طريق عزل المشتبه به مكبل اليدين والرجلين في غرفة صغيرة يعمل فيها مكيف لتبريدها بشكل شديد طوال النهار، وشدّ الذراعين الى الوراء ووضعهم عل طاولة حيث اليدين مكبلات الى الخلف، وتسليط ضوء ساطع على العينين، والتعرّض للموسيقى الصاخبة بشكل متواصل مما يؤثّر على الحواس.

ويتابع دكور: "في دراسة أعددتها عن إمكانية ملاحقة محققي الشاباك قانونيا ومحاكمتهم لارتكابهم التعذيب بحق الذين يتم التحقيق معهم، وجدت إن القانون الإسرائيلي بوضعه الحالي لا يحمي المعتقلين من التعذيب أثناء التحقيق معهم، وليس هذا فحسب، وإنما يوفر للمحققين التغطية والحماية الكافية من ملاحقتهم قانونيا، وما يساهم أيضا في حماية مُنفّذي التعذيب ويسهل عليهم تنفيذ مآربهم - الأمر الذي يحظى بدعم ملحوظ من قبل محكمة العدل العليا - هو تخويل محققي المخابرات صلاحية منع اللقاء بين المشتبه به وبين محاميه لمدة أسابيع، وإعفاؤهم من ضرورة توثيق التحقيقات بالصوت أو بالصورة".


مواضيع متعلقة