رغدة: «الأم شجاعة» صرخة فى وجه الشعوب العربية وبيروقراطية مسرح الدولة عطلت العرض

كتب: سحر عزازى

رغدة: «الأم شجاعة» صرخة فى وجه الشعوب العربية وبيروقراطية مسرح الدولة عطلت العرض

رغدة: «الأم شجاعة» صرخة فى وجه الشعوب العربية وبيروقراطية مسرح الدولة عطلت العرض

تعود الفنانة «رغدة» إلى خشبة مسرح الدولة، بعد غياب امتد لـ5 سنوات، من آخر أعمالها فى عرض «بلقيس»، للكاتب محفوظ عبدالرحمن، وذلك من خلال بطولتها لمسرحية «الأم شجاعة»، التى تقام عروضها على خشبة مسرح ميامى، بعد أن واجهت معوقات كثيرة، منذ الإعلان عن العمل عليها من خلال مؤتمر صحفى فى سبتمبر الماضى، لتتوقف بروفاتها أكثر من مرة، فضلاً عن تأجيل افتتاحها المتكرر، وفى حوارها، لـ«الوطن»، تكشف «رغدة» عن أسباب تأخر افتتاح العرض، والأزمات التى لاحقته، بداية من تعسر صرف ميزانيته، وحتى انسحاب عدد من الممثلين، وتحدثت عن تجربتها الدرامية فى مسلسل «جراب حواء»، إلى جانب تفاصيل فيلمها الجديد «شارع جامعة الدول».

{long_qoute_1}

■ متى بدأت الاستعداد لـ«الأم شجاعة»؟

- بداية العمل على المسرحية كانت فى مطلع عام 2014، بعد أن تلقيت طلباً من المخرج محمد عمر، للمشاركة فى بطولة العرض، معلناً عن رغبته فى تحويل الرواية التى كتبها الألمانى بروتولد بريشت، إلى عمل مسرحى بعد أن يعيد صياغتها باللغة العامية، بما يحاكى الواقع الذى نعيشه الآن، وبعد تغيبه لفترة، انتهى من العمل وقدم لى النص بعد تعديله، ووافقت على الفور، وبدأنا المشوار الفعلى للبروفات فى صيف 2015.

■ وما أهم الأفكار التى يطرحها العرض؟

- العرض صرخة نقدم من خلالها كوميديا سياسية سوداء، ويحمل رسالة للشعوب العربية، ندعوهم من خلالها لأن يستفيقوا من غفوتهم، فالعرض تجسيد للواقع العربى، وأحداثه ترصد أسباب الصراع والتفكك الذى تسعى أمريكا من خلاله لنهب الثروات، وفى النص الأصلى لـ«بريشت»، نجد رصداً لفترة الصراع الدينى بين مذهبى البروتستانت والكاثوليك، وما نشب بينهما من حروب على خلفية ذلك الصراع، لكن المخرج محمد عمر لم يهتم بفكرة الزمان والمكان ليتركها مفتوحة، ولم يحدد نوعية المذهب أو مسماه، حتى رجل الدين أطلق عليه «المذهبجى»، ليرصد العرض أفعال «داعش»، ويجيب العرض عن سؤال «ماذا لو أصبحنا هكذا؟».

■ ما سبب التأجيل المتكرر لافتتاح العرض رغم العمل عليه لأكثر من عامين؟

- الإجراءات البيروقراطية التى يتبعها مسرح الدولة وتحكمها اللوائح والقوانين، إضافة إلى تأخر صرف الميزانية، كلها أسباب ساهمت فى تأخير العرض، بجانب انصراف عدد كبير من الممثلين عن المشاركة بعد عقد المؤتمر الصحفى الذى أقيم فى سبتمبر الماضى، والاستعانة بفريق عمل جديد، ثم التوقف مرة أخرى بسبب إقامة مهرجان المسرح القومى، ثم بدء عرض محمد رمضان «رئيس جمهورية نفسه»، وأعقبه عرض للشاب مازن الغرباوى، لم يكتمل ولم يكن له جمهور، وفى كل حالة من هذه الحالات كنا مطالبين بإخلاء المسرح، و«اتخنقنا» لأن المخرج لم يعرف موعداً محدداً للعرض، حتى يبدأ تصميم الديكور، وهو ما كان سبباً فى انصراف الممثلين عن العرض، بعد خوض شوط كبير فى البروفات، ليأتى ممثلون جدد، ويبدأ المخرج فى تدريبهم من جديد، فكانت هناك حالة تراخٍ، إلى أن تم الاستقرار على فريق عمل جيد وملتزم.

■ وما الذى دفعك للتمسك بالعرض رغم المعوقات المتكررة؟

- تجاوزت جميع العقبات فى سبيل إطلاق العرض، إلى جانب تمسكى بالمخرج محمد عمر، وبالنص الذى بذل فيه مجهوداً كبيراً، خاصة أننى شاهدت أعماله من قبل على المسرح القومى، فضلاً عن اهتمامه بأدق التفاصيل والجمل، ويتسم العرض بالأداء الحركى، وتوظيفه بطريقة مختلفة عن كل المعالجات التى وضعت لمسرحيات عالمية، سواء فى طريقة الإخراج أو فى الديكور، إضافة لإعداد النص.

■ هل ترين أن توقيت افتتاح العرض بالتزامن مع الامتحانات نهاية العام الدراسى ودخول شهر رمضان قد يضر به؟

- نحن غير مرتبطين بموسم بعينه، ونسعى لتقديم عمل مسرحى سيبقى لزمن طويل، وطموحنا كان أن نطوف به كل العواصم العربية والعالمية، حتى نتجاوز الحدود، لأن القضية التى يناقشها العرض تمس المنطقة العربية بأكملها.

■ وماذا عن دورك فى العرض؟

- «الأم شجاعة»، تعمل «سمساراً» للحروب، والتى تتنقل بين كل المذاهب، لتبيع وتشترى كل ما تتخيله، من سلاح لطعام وشراب، وكل شىء حتى أبنائها، فهى تقول فى أحد حواراتها: «اطلب تلاقى كل اللى عاوزه.. من شكة الإبرة لرزعة الصاروخ»، فهى امرأة متلونة مع الجميع، وتبيع سلعتها لأى مذهب، وترفع علمه من داخل عربتها التى تحمل بداخلها جميع الأعلام، لتعلن تأييدها لكل من يقابلها، وهذا منطق تعاملها مع الناس، ولها 3 أبناء؛ ولدان «دبشك»، و«دوشما»، وبنت سمتها «صاروخ»، ولديها منطق رئيس الإمبريالية الأمريكية، والتى قامت بضرب البرجين بواسطة مخابراتها، وضحوا بأشخاص عديدة، حتى يخلقوا منفذاً لدخول الدول العربية، كما حدث فى العراق، وسوريا، وأفغانستان، وهنا «الأم شجاعة»، صوره مصغرة لنماذج كثيرة، ولأول مرة أقدم شخصية بهذه الصعوبة، وكل يوم استغرق وقتاً طويلاً فى بروفاتها ومذاكرتها، حتى عدت مرة أخرى إلى مقاعد الدراسة.

■ وماذا عن مشاركتك فى مسلسل «جراب حواء» الذى يعرض حالياً؟

- هذه التجربة وافقت عليها من أجل المخرجة سارة وفيق، التى تقدم أول تجربة لها، فهى فتاة شابة موهوبة، كما أن الحلقة التى أظهر فيها، تتحدث عن الجيش والشرطة والشهداء، وطالما أحببت أن أضع بصمتى فى هذه المنطقة، رغم أننى أرفض دائماً المشاركة كضيف شرف فى أعمال كثيرة، كما أحضر لمشروع جديد مع نفس المخرجة، لإعجابى الشديد بها.

■ وما سر غيابك عن السينما؟

- قدمت آخر أعمالى فى السينما، من خلال فيلم «المركب»، مع المخرج عثمان أبولبن، وبعدها تلقيت عروضاً كثيرة، ولكنها لم تكن مناسبة، وكنت حريصة طوال الوقت على تقديم ما يليق بتاريخى، لأننى تعبت وأتمنى أن أختم حياتى بشىء مشرف، وأستعد حالياً لتقديم تجربة سينمائية جديدة مع المخرج خالد بهجت، ووقعت منذ أيام عقد فيلم «شارع جامعة الدول»، وأقدم من خلاله شخصية بائعة صحف فى شارع جامعة الدول العربية، والفيلم تدور أحداثه فى ليلة العيد فقط، وينتهى مع إقامة شعائر صلاة العيد، ويشارك فى بطولته الفنان ماجد الكدوانى.

■ هل تتأثر نجومية الممثلين الكبار إذا جمعهم عمل بالشباب؟ وهل لاحظت ذلك فى مسلسل «الشك»؟

- نجاح أى عمل غير متوقف على شخص بعينه، بل كل الأعمال هى دراما جماعية، والفكرة غير مرتبطة بنجومية، بل بجيل يسلم جيلاً، ولا بد من أن يعملا معاً لمساندة بعضهم البعض، ودورى فى «الشك» كان محور الأحداث، والمحرك لها، ولم يكن دوراً ثانوياً أو بلا قيمة، وحقق مردوداً إيجابياً.

■ لماذا تغيبت «رغدة» عن دراما رمضان المقبل؟

- شغلت بالمسرحية للغاية، كما أننى أتوقع أن الدراما فى الفترة المقبلة لن ترتبط بموسم معين، والدليل أن هناك مسلسلات بدأت تعرض خارج الموسم، وأتمنى أن تكف الإعلانات عن اختراق المسلسلات، فأنا لم أعد أشاهد مسلسلات نهائياً، فقط أكتفى بمتابعة بعض البرامج ونشرات الأخبار، وأنهى يومى بعالم الحيوان، وأحياناً أفلام الأبيض والأسود.


مواضيع متعلقة