«الأوقاف» بتقولك «اشترى المصرى».. والتاجر يقولك «اسمع خطبة الجمعة»

كتب: عبدالله عويس

«الأوقاف» بتقولك «اشترى المصرى».. والتاجر يقولك «اسمع خطبة الجمعة»

«الأوقاف» بتقولك «اشترى المصرى».. والتاجر يقولك «اسمع خطبة الجمعة»

عبارة شهيرة استوقفته، كادت تفسد عملية الشراء، البنطلون المكتوب عليه «صنع فى مصر» أتاح لمحمود فتحى فرصة الفصال، هاجم بائعه: «ده مصرى مش دافع فيه أكتر من 70 جنيه»، ليقاطعه البائع: «حرام عليك يا أخى، يعنى تدفع فى المستورد والمصرى لأ. على العموم ابقى اسمع خطبة الجمعة».. غادر «محمود» البائع والسؤال يتردد فى ذهنه: «إيه اللى جاب البنطلون للخطبة؟».

{long_qoute_1}

لم يغادر «محمود» المنطقة التجارية، يبحث عن مراده بسعر بسيط فى محل آخر، موقف مشابه مر به، الباعة ينصحون المشترين: «اسمعوا خطبة الجمعة»، وحين قرر سؤالهم عن السبب فى دعوتهم للاستماع للخطبة، جاءه الرد بسيطاً مباشراً: «أصل الخطبة مخصصة لتوضيح أهمية شراء المنتج الوطنى»، ابتسامة ساخرة غادر على أساسها «محمود» المنطقة، قال لنفسه: «وهى من إمتى الخطبة بتأثر؟»، سمعها إلى جواره محمد محمود، صاحب أحد المحال بشارع الثورة بشبرا، لا سيرة لأصحاب المحال المنتشرة فى المنطقة سوى عن الخطبة المخصصة لإنقاذهم من الركود، بحسب «محمد»، لم يخف التاجر سعادته بها، يؤكد: «متفائل إنها هتفرق مع الناس، المنتج المصرى محترم وبيتحسن، وسعره ما يفرقش عن المستورد كتير، بالعكس يبقى أرخص، بس تقول إيه الزبون مهووس إنه يقول أنا بألبس تركى».

يقتنع التاجر بأن الخطبة وحدها لن تغير ثقافة شعب، لكنها «أضعف الإيمان»، ودليل على ترابط الدولة بكل مؤسساتها فى محاولة إنقاذ الصناعة الوطنية، وهو ما أكده محمد عبدالستار، وكيل وزارة الأوقاف: «عنوان الخطبة: المنتج الوطنى بين إتقانه صنعاً وأولويته بيعاً وشراءً، والهدف منها توفير العملة الصعبة والحث على شراء المنتج المصرى»، الخطبة الموحدة، بحسب «عبدالستار»، ستغير مفاهيم عدد كبير من المواطنين: «المستهدف كتير، ونعلم أن الخطبة فحسب لن تغير ثقافتهم، لكننا نراهن على وطنية الناس وانتمائهم وحبهم لبلدهم، وبالتالى فإن تنفيذهم لمضمون الخطبة أمر نؤمن بوقوعه».

 

 


مواضيع متعلقة