جواد بلا فارس
حال الرياضة فى بلدنا لا يختلف كثيراً عن حال مصر، فجميع المؤسسات معطّلة، لكنها قابلة للعودة إلى الحياة بشرط أن نجد «الملهم»، ففى الماضى كنا نقول إن هناك فارساً بلا جواد، وكان الجميع يتبارى بأن لديه خطط الإنقاذ وتطوير الرياضة المصرية والوصول بها إلى العالمية، ولكن بعدما توافرت الأرض الخصبة للزراعة والنهضة بالرياضة وبالبلاد ككل، فقدنا رجل المرحلة الذى يستطيع النهوض بنا رياضياً وعلى كل المستويات.
نحن الآن فى مرحلة «جواد بلا فارس» فلدينا طاقات بشرية يمكنها أن تضعنا فى مصاف أفضل دول العالم رياضياً، كما أننا نملك إمكانيات مادية يمكننا -فى حالة استغلالها بشكل صحيح- أن نصبح من أفضل الدول على مستوى العالم رياضياً على الأقل، وحتى لا أُتهم بأننى أسعى للنقد فقط، أحاول حالياً البحث عن حلول بديلة للنهوض بالرياضة المصرية كجزء متداخل فيها بحكم العمل الإعلامى.
علينا فى البداية أن نُحدد أهدافاً قابلة للتحقيق، ففى ظل توقُّف نشاط كرة القدم فى مصر أعتقد أنه علينا الاهتمام بالألعاب الفردية المظلومة دائماً داخل مصر، فى حين أن نجوم الرياضة المصرية يلقون أكبر اهتمام فى العالم أجمع.
ولنا فى تركيا أكبر مثل ودليل، فعندما تسير فى الشارع ستجد إعلانات لأبطال المصارعة الرومانية التى يتميزون بها، فى حين أن لدينا بطلاً أسطورياً فى مصر اسمه كرم جابر لم تتم الاستفادة منه حتى الآن.
أما فى الصين، فنجوم الإعلانات ليسوا لاعبى كرة القدم كما يعتقد البعض بعد احتراف نجوم كبار هناك، أمثال ديديه دروجبا ونيكولاس أنيلكا، ولكن ثنائى السباحة الصينى سون يانج وييشيوين هما النجمان الحقيقيان، حيث حصلا على شقق بقيمة تناهز ثلاثة ملايين يوان (472600 دولار) من شركة مقرها فى مسقط رأسهما بمدينة هانجتشو، وتخطط هانجتشو أيضاً لبناء تمثالين لهما تكريماً لما بذلاه من جهد فى الألعاب الأولمبية، كما حصل سون على لقب «العامل المثالى فى تشيتشيانج» وحصل على 2.6 مليون يوان.
وحتى نجومنا المتألقين بعيداً عن الأولمبياد أمثال رامى عاشور المصنَّف أولاً على العالم فى الاسكواش، صورته على مضرب اللعبة الذى يُباع فى مختلف أنحاء العالم، فى حين قليلون هم من يعلمون شكله فى مصر.
أعتقد أنه فى حال اهتمام القائمين على الرياضة بتطوير الفكر والعمل بهدف أن يصبح لدينا أبطال فى الألعاب الفردية يمكننا أن نطوِّر من ثقافة الشعب، مع التركيز على الشباب الذى يمتلك القدرة على التغيير، فما الذى يمنع من حصول كرم جابر وعلاء أبوالقاسم صاحبى الميدالية الفضية فى المصارعة والسلاح بأولمبياد لندن على التكريم الكافى، وتسويقهم بشكل جيد ليحصل أى منهم على عرض إعلانى، وحتى عندما تم تكريمهم وقت العودة من الأولمبياد كان التكريم ضئيلاً ولا يليق.
ولنا فى إنجلترا مثل أكبر، حيث إن نجوم الإعلانات الأساسيين هناك ليس واين رونى أو فرانك لامبارد أو ستيفين جيرارد، ولكن أبطالاً مثل رادلى ويجنز بطل الدراجات وجيسكا إنييس ومحمد فرح بطلى ألعاب القوى هما نجما الإعلانات ويحققان أرباحاً عالية بفضل التسويق الجيد.
أتمنى أن يأخذ البعض بتلك الفكرة لتكون نواة لتطوير فكر الشباب فى مصر، بدلاً من التركيز على لاعبى كرة القدم الذين كسدت سوقهم وهربت منهم شركات الإعلانات، وأعتقد أنه فى حالة نجاح تلك الفكرة ستكون بداية للنهوض ببلدنا ككل، فالرياضة ليست كفراً، ولكنها قاعدة لنهوض الشعوب.