«جارديان»: بريطانيا تزيد الضغوط على مصر بسبب «ريجينى»

كتب: محمد البلاسى

«جارديان»: بريطانيا تزيد الضغوط على مصر بسبب «ريجينى»

«جارديان»: بريطانيا تزيد الضغوط على مصر بسبب «ريجينى»

قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن مطالبة بريطانيا مصر بإجراء تحقيق شامل وشفاف فى قضية مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى تزيد من الضغوط على القاهرة، وبخاصة بعد إعلان إيطاليا استدعاء سفيرها للتشاور، حيث قالت الخارجية البريطانية أمس الأول الثلاثاء إنها أثارت قضية مقتل «ريجينى» مع المسئولين المصريين، ودعت لإجراء تحقيق شفاف.

{long_qoute_1}

وأشارت الصحيفة فى سياق تقرير لها إلى أن موقع جامعة «كامبريدج» نقل عن المتحدث باسم الخارجية البريطانية قوله: «نشعر بالقلق الشديد بسبب تقارير حول خضوع ريجينى للتعذيب، وأثرنا تلك القضية مع السلطات المصرية فى كل من لندن والقاهرة، وشددنا على ضرورة إجراء تحقيق كامل وشفاف». وتابع المتحدث: «ما زلنا نتواصل مع كل من السلطات الإيطالية والمصرية، قلوبنا مع أصدقاء وعائلة ريجينى فى هذا الوقت الصعب». وعلقت الصحيفة على ذلك بأن الحكومة البريطانية كسرت صمتها بشأن تعذيب وقتل ريجينى. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن بيان الخارجية البريطانية جاء عقب التماس قدمه أصدقاء وزملاء ريجينى، دعوا فيه الحكومة البريطانية لاتخاذ خطوات للتيقن من إجراء تحقيق كامل فى قتل ريجينى، ووقع عليه أكثر من 10000 شخص، وذلك بعد الانتقادات التى وجهها البرلمانى البريطانى كريسبين بلانت لحكومته، حيث حذر خلال مقال بموقع صحيفة «هافينجتون بوست» من أن قدرة لندن على التمسك بكونها قوة عالمية ناعمة تتعرض للتقويض عندما لا تدافع عن قيمها. وطالب «بلانت» خارجية بلاده باتخاذ خطوات لمواجهة تصور يفيد بتهميش بريطانيا لقضايا حقوق الإنسان، منادياً بدعم قوى للحكومة الإيطالية فى قضية قتل ريجينى، معتبراً ذلك بداية ممتازة.

من جانبها، قالت وكالة «رويترز» إن خيارات إيطاليا محدودة فى الضغط على مصر بشأن مقتل الباحث ريجينى، وتابعت الوكالة، فى سياق تقرير لها، أن رغبة إيطاليا فى تحقيق العدالة فى قضية مقتل الباحث الإيطالى تتعارض مع متطلبات الواقعية السياسية إذ لا ترغب روما فى تعريض علاقاتها التجارية مع مصر للخطر بسبب حادث «ريجينى». وفى محاولة لتسجيل شعورها بخيبة الأمل من بطء التحقيقات فى مقتل ريجينى -الذى عثر على جثته ملقاة على جانب طريق سريع قرب القاهرة فى فبراير وعليها آثار تعذيب- استدعت إيطاليا سفيرها لدى مصر، كما تعهدت روما باتخاذ إجراءات أخرى إذا لم ترَ مؤشرات على أن مصر جادة فى كشف الحقيقة وراء مقتل ريجينى لكنها تبعث برسالة محسوبة بعناية حرصاً على عدم إفساد العلاقات التى كانت قوية فى السابق مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث قال وزير الخارجية الإيطالى باولو جنتيلونى: «نظرا لأن التعاون بشأن التحقيقات قد اعتبر غير كافٍ فقد قررنا اتخاذ إجراء متناسب دون الشروع فى حرب عالمية». كما قال مسئول فى وزارة الخارجية الإيطالية، لـ«لرويترز»، إنه إذا لم يحدث تقدم فى القضية فإن روما قد تنصح بعدم سفر السياح إلى مصر وتوقف المبادلات الثقافية والتعليمية، وبخلاف ذلك فسوف تتطلع إيطاليا إلى صياغة موقف أوروبى جماعى بشأن القضية. ونقل التقرير عن سيلفيا كولومبو من معهد الشئون الدولية فى روما قولها: «لا أعتقد أن إيطاليا ستعرض العلاقات التجارية للخطر.. ليس فى ظل المناخ الاقتصادى الحالى».

وتابع تقرير الوكالة أن الأمر لا يتعلق فقط بالتجارة، فإيطاليا شأنها شأن دول غربية أخرى تحتاج للدعم المصرى فى المساعى الرامية لتحقيق الاستقرار فى ليبيا ووقف تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط بحثاً عن حياة جديدة فى أوروبا، ووفقاً للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء المصرى فإن إيطاليا كانت رابع أكبر شريك تجارى لمصر من حيث الصادرات والواردات فى عام 2015، كما تقول وكالة الصادرات الإيطالية (إس إيه سى إى) إن حجم التبادل التجارى بلغ 5.72 مليار دولار عام 2014 بانخفاض طفيف مقارنة مع العامين السابقين، هذا بالإضافة إلى أن رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينتسى قد زار مصر مرتين بين عامى 2014 و2015 وكان عازماً على عكس اتجاه هذا التراجع، وكان رينتسى يكيل المديح للسيسى الذى زار روما العام الماضى. وتشمل العلاقات الاقتصادية عمل نحو 100 شركة إيطالية فى مصر وعلى رأسها شركة إينى التى أعلنت فى أغسطس الماضى اكتشاف أكبر حقل للغاز فى البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية الذى قد يبدأ الإنتاج العام المقبل.

 


مواضيع متعلقة