السرطان لم يعد "المرض القاتل"

كتب: نورهان السبحى

السرطان لم يعد "المرض القاتل"

السرطان لم يعد "المرض القاتل"

تحت شعار «لا للتهويل ولا للتهوين»، تم تدشين برنامج «الأكاديمية العلمية للأورام» فى فندق جراند حياة، تحت رعاية الجمعية المصرية لأمراض السرطان بالاشتراك مع شركة سانوفى. بدأت فكرة الأكاديمية، كما يقول الدكتور حمدى عبدالعظيم، رئيس قسم علاج الأورام بقصر العينى، كلية طب جامعة القاهرة -من مجرد طموح صغير يصعب تنفيذه إلى مشروع يرى الشمس ويتكاتف الجميع لتحقيقه، وأوضح أن تلك الأكاديمية ليست منشآت بالمعنى المتعارف عليه، ولكن هناك موقع إلكترونى للأكاديمية حتى يتمكن الأطباء من التواصل من خلاله، ويقوم البرنامج من خلال اختيار كل مؤسسة علمية لمجموعة من أكفأ أطبائها، للالتحاق بالكورسات والتدريبات المقدمة من الأكاديمية، وذكر أن الأهداف الرئيسية لأكاديمية علم الأورام هى: • التأكد من أن أطباء الأورام، وخاصة حديثى التخرج، يتمتعون بالكفاءة العلمية اللازمة التى تمكنهم من تقديم العلاج الأمثل لمرضى السرطان. • تأسيس مجموعات من رواد الرأى بمجال الأورام لتبادل الخبرات ونشر كل ما هو جديد. • جعل مصر رائدا من رواد التعليم المستمر فى المنطقة العربية. عن ضرورة تنفيذ عملية التعليم المستمر أكد الدكتور حمدى على أن تدريب الأطباء الشبان تدريبا جيدا يؤهلهم للتعامل مع الحالات المستعصية، وشدد على هذه الفكرة قائلا: «إن هدفنا الرئيسى هو جعل الطبيب المبتدئ أكثر جرأة فى التعامل مع مريض الأورام؛ ومن ثم تتوافر لديه جميع مفاتيح العلاج، من خلال التعرض لشتى الحالات»، كما أضاف أنه يجب أن يطور الطبيب الناشئ من نفسه وأن يتابع الأساليب الحديثة للعلاج، بالإضافة إلى تعلم ما يسمى «كيفية معالجة المشكلة» وهو يساعد الطبيب الناشئ على علاج الحالات المختلفة المألوفة والصعبة. وأشار الدكتور حمدى إلى أن ذلك المؤتمر ليس مؤتمرا بالمعنى المتعارف عليه، بل هو ورشة عمل يليها ورش عمل متتالية، هدفها الرئيسى الوصول بالشباب الأطباء إلى أكبر قدر من التعليم والتدريب، لمعرفة كيفية التعامل مع حالات السرطان الصعبة مثل سرطان الثدى والرئة والجهاز الهضمى. وأكد ذلك قائلا: «إن هذا ليس حدثا منفردا بل هو جزء من برنامج تعليمى متكامل، يسمى برنامج التعليم الطبى المستمر، يمتد من سنتين إلى ثلاث»، وأوضح أن البرنامج سيبدأ بكيفية معالجة سرطان الثدى برئاسة مجموعة من أفضل المتخصصين فى منطقة الشرق الأوسط وسيتضمن ما يسمى «منهج» موجة للأطباء الشباب يعلمهم بكل ما هو جديد فى هذا العلم ويعرفهم أيضا الأساليب القديمة فى العلاج، حتى يتمكنوا من التشخيص الدقيق للحالات، ومن ثم اتباع أساليب العلاج الحديثة، ثم عرضهم على مجموعة من مستويات المرضى المختلفة ليتدربوا عليها، وأوضح أيضا أن هناك خمسة أنواع منتشرة من أمراض الأورام، هى سرطان الثدى، الدم، البروستاتا، الرئة، والجهاز الهضمى.[Quote_1] كما عرض الدكتور ياسر عبدالقادر، مدير مركز قصر العينى لعلاج الأورام والطب النووى، أحدث الإحصائيات فى مصرن، الخاصة بأمراض السرطان، وقال إن مصر هى ثانى أكبر الدول فى نسبة تعداد السكان بمنطقة البحر المتوسط، حيث بلغ عدد سكانها فى 2007 إلى 73.4 مليون، أما فى 2010 و2012 فقد وصل إلى 90 مليونا حيث تمثل نسبة الذكور 51% بينما تصل نسبة الإناث إلى 49%. وعن دور وسائل الإعلام فى تطوير أساليب مواجهة الأمراض السرطانية، قال الدكتور ياسر: «دور الإعلام دائما وأبدا متزامن مع دور الطبيب، خاصة فى مجال الأورام؛ حيث يجب محو الذكريات السيئة التى صورتها شتى وسائل الإعلام عن خطورة مرض السرطان على أنه مرض الموت الذى لا شفاء منه»، وأضاف قائلا إن السينما والمسرح والمسلسلات تسىء إلى سمعة السرطان، بالرغم من أن نسبة الشفاء منه وصلت إلى 55%، وقال إن أسباب الوفاة فى مصر فى 2010 متعددة، تشمل العادات الحياتية السيئة؛ مثل عدم ممارسة الرياضة أو المشى، الأكل غير الصحى كالملىء بالدهون، التدخين، الإدمان، زيادة الملح فى الطعام، بالإضافة إلى الحوادث الناتجة عن عدم احترام قواعد المرور. وعن أهمية دور الإعلام فى التوعية والتثقيف الصحى أوضح الدكتور مصطفى الصرفى، أستاذ قسم طب الأورام بالمعهد القومى للأورام، رئيس الجمعية المصرية لأمراض السرطان، أن مكافحة مرض السرطان لا تقتصر على توفير العلاج بالمستشفيات، بل هى مسؤلية المجتمع ككل، بما فيه الهيكل الإعلامى الذى يجب أن يقوم بدور فعال فى هذا المجال. وقد حدد الدكتور مصطفى نقاطا للإعلام لمكافحة السرطان ونشر الرسالة الإعلامية الصحية، وهى: • العودة إلى انتهاج نمط حياة صحى يشمل تشجيع الناس على الممارسة الرياضة، مثل الجرى والمشى، وجعل المدارس تقدم للطلبة الأغذية الصحية الخالية من الملوثات، وعدم المغالاة فى أسعار الأغذية المراقبة صحيا. • التركيز على أهمية نشر الوعى تجاه كيفية الوقاية من المرض، وعدم اللجوء للوصفات غير العلمية، مع التأكيد على ضرورة الكشف المبكر، مما يزيد من فرص الشفاء. وفى هذا الصدد يقول: «نأمل -كما عودنا الإعلام المصرى الهادف- أن يسهل للمواطن البسيط الرسالة العلمية الخاصة بالسرطان، التى تحتوى على أهمية الكشف المبكر وكيفية العلاج»، مشيدا بدور الجمعية المصرية للسرطان، وقال: إن من أهم أهداف الجمعية العمل على مجموعات متخصصة للدراسة، ورصد الأورام الشائعة، والسعى فى تطبيق الخطوط الإرشادية للعلاج. أما عن الدور الذى تلعبه وزارة الصحة فى مواجهة مشكلة الأورام، فقد أوضح الدكتور طارق هاشم، نائب رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة لمراكز الأورام، أن من أهم مشاريع وزارة الصحة تحديد حجم مشكلة السرطان، من خلال إنشاء قاعدة بيانات عريضة يبنى على أساسها كيفية التعامل مع المرضى، مع وضع استراتيجيات العلاج. ولكى يتم هذا يجب أن يكون هناك تنسيق كامل بين جميع المراكز التعليمية والجامعات المصرية ووزارة الصحة -فكلها فريق واحد- للكشف المبكر، على حد قوله. وأضاف أن الإنفاق الصحى للأورام يصل إلى ما يقرب إلى 25% من إجمالى الإنفاق الصحى -لنفقة الدولة- بما يساوى تقريبا 0.5 مليار جنيه سنويا، ويستفيد منه حوالى 50% المرضى غير الخاضعين للتأمين الصحى. وأوضح الدكتور طارق أن نسبة الإصابة تزيد فى منطقتى الدلتا والإسكندرية؛ حيث تمثل نسبة انتشار المرض فيهما 45% من إجمالى عدد المرضى بالجمهورية. كما حدد أربعة محاور رئيسية لجهود وزارة الصحة، وهى: • تسجيل حالات الأورام. • الكشف المبكر عن الأورام. • علاج الأورام ويشمل: العلاج الكيماوى، الإشعاعى، والجراحى. • تطبيع بروتوكولات العلاج. وأوضحت د.نيفين الخورى، مدير عام شركة سانوفى، أن دعم الشركة للمشروع سببه الحاجة الطبية الملحة إلى تحسين طرق علاج الأورام، حتى يصبح مرض السرطان مرضا مزمنا بدلا من كونه مرضا مستعصيا. وختم الدكتور حمدى، الذى أدار حلقة النقاش فى المؤتمر، بقوله: إن الأكاديمية العلمية للأورام نواة لمشروع أكبر وأعظم، لذلك يجب على كل الجهات المعنية الإسهام فى نجاح وإتمام المشروع.