بالفيديو| "الكموني".. بطل التنس المصري الذي انتصر على السرطان
بالفيديو| "الكموني".. بطل التنس المصري الذي انتصر على السرطان
- مرة أخرى
- مرض السرطان
- أسبانيا
- أمل
- مرة أخرى
- مرض السرطان
- أسبانيا
- أمل
- مرة أخرى
- مرض السرطان
- أسبانيا
- أمل
- مرة أخرى
- مرض السرطان
- أسبانيا
- أمل
الأحلام لا تعترف بغير القدرة على تحقيقها، وليس للأعوام شأن بها، وإن قالت تجارب الكثيرين غير ذلك، لذا لم يأبه "أنور الكموني" بما قيل له، وهو في عمر 21 عامًا، عندما راوده حلم ممارسة رياضة التنس، بل واللعب دوليًا من خلالها ورفع اسم مصر عاليًا.
"السن الكبير".. أولى المعوقات التي واجهت "أنور"، والذي يبلغ الآن 31 عامًا، وما كان من القائمين على التدريب إلا أن أخبروه بأن "الموضوع صعب تحقيقه، ومفيش حد بدأ في العمر ده، وتلتها عبارات أخرى مثل "أنت بتعمل شيء مستحيل".
"كان عندي حلمين إما أمسك في حلمي وهدفي، أو أبعد عنه"، واختار "أنور" الحل الأول، وبدأ في التمرين بالفعل يوميًا لمدة تصل إلى 8 ساعات، رغم السخرية التي واجهها من عبارات "إزاي في العمر ده وعايز يعمل حاجة"، وهربًا مما يحيطه، قرر السفر إلى إسبانيا "علشان أعرف أتمرن في هدوء أكتر من كدة".
تلقى "أنور" من المدربين بنادي إيكونيك في إسبانيا العبارات نفسها المعبرة عن أزمة التدريب في ذلك السن، واختار أن يُكمل ولن يعود لمصر، وبدأ في التدريب لمدة تصل إلى 7 ساعات يوميًا، حتى وصل إلى قوة التدريب بنسبة 120%، حتى حصل على الـ"وايات كارد"، وصنف عالميًا، وبدأ حينها يشعر بأن حلمه أصبح حقيقة.
وأكد "بدأت أحس للمرة الأولى أني على التراك الحقيقي، هقدر أحقق حلمي، والمسألة بقت مسألة خبرة، وبدأت أوصل لمستوى معين إني أتمرن مع اللعيبة وإني أفوز عليهم كمان".
ليس كل ما يتمناه المرء يدركه من المرة الأولى، لذا وضع القدر "أنور الكموني" في اختبار، وأوضح في حديثه لـ"الوطن"، أنه بدأ يشعر بشيء غريب وهو يشارك في ثاني بطولاته بمقدونيا "كنت حاسس طول الوقت إني دايخ جدًا وبشوف الكرة اتنين أو تلاتة، لغاية ما وقعت في الملعب"، وكان تفسير بطل التنس بأن ما شعر به هو "برد عارض"، ولم يلتفت إليه في ظل شعوره بالسعادة لمشاركته في مباريات دولية "وعارف إني قدرت أوصل للمستوى اللي يساعدني إني أنافس، وناقص بس خبرة الماتشات".
عند شعوره بالضعف، قرر بطل التنس العودة إلى مصر، بدلًا من العودة إلى إسبانيا، لإجراء فحوصات طبية شاملة ليعرف سر تعبه، وكانت صدمته حينما شُخصت حالته بأنها "فشل في النخاع العظمي وعلاجه نفس علاج السرطان"، وزادت معاناته بتخلي الكثيرين عنه سواء من أهله أو أصدقائه.
"بتقابل ضعف في جسمك بتقابل حلمك اللي بيروح وبتخسر كل شيء حواليك".. كانت تلك أحاسيس "أنور" في محنة مرضه، ورغم ذلك ظل متعجلًا على إجراء العملية: "علشان أقوم ألعب تنس تاني، وكنت دايمًا بسأل حسام كامل أمتى هلعب تنس تاني"، فكان رده "إحنا داخلين على عملية حياة أو موت أهم حاجة عندي إنك تعيش وبعد كدة نتكلم في الموضوع ده".
العملية نجحت، تلك العبارة التي أعادت الحياة في جسده بعدما تجرّع أسى العلاج بالكيماوي، معبرًا عن فرحته بقوله "كنت طبعًا مستني اللحظة دي جدًا وعايز أنزل ألعب تنس تاني وأرجع لحلمي تاني"، ولكن جسمه أصبح ضعيفًا أكثر، ويحارب جسده السرطان الذي قد تمكن منه.
وتوالت الصدمات بعلمه بأن سلاح لعبته "يديه" مُعرضة للبتر بنسبة تصل إلى 95%، ولم يقل للطبيب المعالج غير "شوف حل في القصة دي لأن لو إيديا اتبترت هيبقى الحلم راح اللي أنا بحارب علشانه.. أنا مش بحب التنس كلعبة تنس.. أنا عندي حلم كبير إني أعمل في اللعبة دي شيء كبير لبلدي ولنفسي فكدة حلمي هيكون راح"، حمست جمله الطبيب الذي خاطر معه، وظل يعالجه لمدة 6 أشهر، وما من أنور إلا أن تحمل الألم، حتى دخل في المرحلة الثانية من العلاج بالحقن ومع الوقت أصبح يعطيها لنفسه نهارًا وليلًا، عبارة عن "حقن سيولة علشان تعالج موضوع إيدي، وكان ألمه ساحق، ألم لا يطاق، وكل ما أبص على إيديا أقول إن شاء الله مش هيحصل بتر يعني لغاية ما جزء صغير من صباعي هو اللي وقع وعدينا المرحلة دي".
بعد انتهاء مرحلة الحقن، وجد "أنور" نفسه أمام اختبار ثالث بعد أن وصل وزنه نتيجة العلاج إلى 130 كيلو جرامًا، وسافر إلى إسبانيا مرة أخرى، "والنادي مكنش مصدق القصة دي لما بعتله إيميل وقلتله أنا كذا كذا، وعايز أعمل حاجة في التاريخ". "أوعى تفقد الأمل في ربنا".. الرسالة التي يوجهها بطل التنس إلى الجميع بعد ما عاناه، مضيفًا "لازم تكون عندك حاجة معينة لازم تكون عارفها ربنا مش هيساعدك طول ما أنت مش هتحارب، لازم تحارب علشان يبقى عندك النتيجة.. أوعو تتخلو عن إنسانيتكو".
وبعد عودة "أنور الكموني" قال Enrique Gulberg مدرب النادي الإسباني، إن أداء أنور تحسن خلال 3 أشهر، وأنه صار حافزًا للاعبين في النادي لتحسين مستواهم، ونموذجًا لنا ليس فقط كلاعب تنس بل كشخص؛ لأنه يلهم ويحفز اللاعبين والناس ليكونوا أفضل، مضيفًا "هو قائد في الأكاديمية كل اللاعبين ينظرون له كمثل يحتذى به، أعتقد أنه قريبًا جدًا سيكون مستعدًا للمشاركة في البطولات الدولية".