بروفايل| كريستينا كيرشنر.. "الفساد" بعد "الورد"

كتب: دينا عبدالخالق

بروفايل| كريستينا كيرشنر.. "الفساد" بعد "الورد"

بروفايل| كريستينا كيرشنر.. "الفساد" بعد "الورد"

بالابتسامات والآمال استقبلوها كأول سيدة تتولى رئاسة البلاد، وبالدموع الحارة والورود كان الوداع، ففي ديسمبر الماضي، احتشد الآلاف من المواطنين الأرجنتينين خارج قصر "لا روزا" الرئاسي، لتوديع رئيستهم المحبوبة في مشهد عاطفي ضخم، لم يتغير حينما واجهت تهما بالفساد وتبييض أموال في الأشهر الأخيرة من ولايتها، ليهتف أنصارها "إذا مسوا بكريستينا، فسيفتحون باب الفوضى".

كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، المولودة في 19 فبراير 1953، والحاصلة على شهادة الحقوق من جامعة بوينس آيرس، والتي التقت فيها زوجها "نستور كريشنر"، رشحها الحزب البيروني في الانتخابات الرئاسية عام 2007، لتتقلد منصب رئيس الأرجنتين رقم 52، وتحفر اسمها في ذاكرة التاريخ كأول امرأة تترأس البلاد من خلال انتخابات حرة، حيث لم يسبقها سوى إيزابيل بيرون الزوجة الثالثة للرئيس السابق خوان بيرون.

ورغم كونها لم تتدخل في الحياة السياسية منذ ديسمبر الماضي، تمثل غدا لأول مرة أمام قاض في أولى جلسات الإدلاء بإفادتها في قضية بيع عملات صعبة للبنك المركزي في الأشهر الأخيرة من ولايتها الرئاسية التي فتح فيها النائب العام الأرجنتيني تحقيقا موسعا، كما تواجه تهمة الاشتراك في قضية فساد ضخمة مع زوجها ووزير التخطيط السابق خوليو دي فيدو، نتيجة تضخم ثروة رجل الأعمال لازارو بايز، والذي زادت ثروته بشكل ضخم في عهد كيرشنر.

وبدأت السيدة الستينية حياتها السياسية بعضوية حركة الشبيبة البيرونيين عام 1970 في منطقة سانتا كروز، لتتدرج في المناصب الحزبية، ما أهلها لتمثيل المقاطعة في مجلس الشيوخ بانتخابات 1995، وتفوز للمرة الثانية عن منطقة بوينس آيرس في انتخابات 2005، لتكتسب شهرة واسعة بخطبها وتحركاتها ضد الرئيس الأسبق كارلوس منعم، لتشغل منصب محافظة "بوينس آيرس" بنفس العام.

لم تغفل الاهتمام بأسرتها حيث أنجبت "ماغزيمو وفلورينسيا"، كما ساندت زوجها في مسيرته السياسية ليتبوأ زوجها منصب رئيس بلدية ريو غاليغوس، إحدى أكبر المدن التابعة لمقاطعة سانتا كروز، قبل أن يصبح حاكما للمقاطعة، ثم منصب رئيس الأرجنتين في عام 2003، والذي فضل عدم الترشح لدورة رئاسية ثانية، ودعم زوجته لتولي المنصب، كما عُرفت بحسها الفكاهي حيث اعتادت على الرقص بعفوية في المناسبات الانتخابية والحفلات العامة.

ونجحت "كيرشنر" في كسب حب الشعب الأرجنتيني لها، وإعادة انتخابها لفترة ثانية في 2011، لبرنامجها الاجتماعي، الذي رفع الرواتب وحسن رعاية الأطفال، وكرس السيادة الوطنية على الاقتصاد، ودعم الطبقة الوسطى في المجتمع، فضلا عما قدمته من إنجازات خلال توليها الرئاسة في فترتين متتاليتين، وسياساتها في توسيع نظام الضمان الاجتماعي وتأميم بعض الشركات واستحداث بعض الحقوق المدنية كزواج المثليين، كما عززت العلاقات الدولية مع الحكومات اليسارية في المنطقة، ما ساعدها على إنعاش قيمة العملة الوطنية المتدهورة.

وأثناء توليها الحكم اعترفت بدولة فلسطين، كما أنها تلقت تهديدات من تنظيم "داعش" الإرهابي، وفقا لما أعلنته في لقاء بالبابا فرانسيس، ولم تسلم من الانتقادات، حيث اعتبرها معارضيها أنها شجعت الاتكالية وقوضت الاقتصاد الأرجنتيني.

وفي سبتمبر 2014، أشهرت أول رئيسة للأرجنتين كلماتها في وجه الدول بخطاب ناري في الأمم المتحدة وانتقدت به سياسات الدول الغربية تجاه العالم الثالث، متهمة إياها "بخداع العالم وقلب الحقائق في الحرب على الإرهاب"، وتأكيدها بأن "داعش" مدعومة من دول كبرى، ودعمها للمواقف الفلسطينية ضد إسرائيل، قبل أن يتم قطع البث عنها.


مواضيع متعلقة