جدل دبلوماسى حول خبر لقاء «الحداد» بقائد فى «الحرس الثورى الإيرانى»

جدل دبلوماسى حول خبر لقاء «الحداد» بقائد فى «الحرس الثورى الإيرانى»
أثار ما نشرته جريدة «القبس» الكويتية، حول لقاء بين قائد فيلق «القدس»، التابع للحرس الثورى الإيرانى، قاسم سليمانى، بالدكتور عصام الحداد، مستشار الرئيس للشئون الخارجية والتعاون الدولى، فى القاهرة الأسبوع الماضى، لحسم أساليب السيطرة على الأجهزة الأمنية فى مصر، نوعاً من الجدل بين الخبراء والسياسيين حول صحة هذا اللقاء.
وقال رئيس مكتب الرعايا الإيرانية فى القاهرة، مجتبى أمانى، لـ«الوطن»: إنه ليس لديه أى معلومات عن الزيارة، ولا يستطيع التأكيد أو النفى بشأن هذا الخبر.
ولم يستبعد السفير محمود فرج، رئيس مكتب الرعايا المصريين فى إيران الأسبق، الزيارة؛ لأن العلاقات الدبلوماسية لا تمنع التواصل بين أجهزة الأمن والتعاون فى المجال الأمنى. وقال فرج لـ«الوطن»: إن «إن التعاون مع جهاز الأمن الإيرانى يتعامل مع إسرائيل فى بعض الأمور المتعلقة فى لبنان، رغم العداوة الشديدة بينهما فى الشأن الدبلوماسى والعلاقات بين البلدين»، مشيراً إلى أن الإخوان -بعد حكم مصر- يريدون التعرف على الخبرات السابقة فى تطبيق المجال الأمنى بشكل صحيح.
واستبعد الدكتور محمد السعيد إدريس، أستاذ الدراسات الإيرانية، حدوث اللقاء، نظراً لبعد العلاقات المصرية الإيرانية، التى لم تصل لهذا المستوى، وقال لـ«الوطن»: إن مصر تراعى جيداً العلاقة مع الأمريكان، وتعمل على حماية الملف الخليجى، وتخشى تصعيد الجانب السعودى ضدها، لذلك لن تلجأ لهذا اللقاء إطلاقاً. وأشار إلى أن العلاقات مع إيران إذا كانت عميقة، ربما تسفر عن لقاءات من هذا النوع السرى والخاص بعمليات المنظومة الأمنية، ولكن فى الوقت الحالى لن تحدث إطلاقاً.
ورداً على ما ذكره الرئيس محمد مرسى حول حماية أمن الخليج، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمان برست، أن «الاختلاف فى وجهات النظر لا يعتبر معاداة». وقال فى بيان: «لا نعرف إن کان التصريح نُقل بصورة دقيقة أم لا، فبعض هذه الأخبار تتناقلها وسائل إعلام غربية وعربية، بعضها تعادى جمهورية إيران الإسلامية وجبهة المقاومة، لذلك يجب معرفة ما هى الأهداف التى يراد من ورائها نقل مثل هذه الأخبار»، مؤكداً أن الاختلاف فى وجهات النظر بين دول المنطقة أمر طبيعى، وجميع دول العالم ليست لديها وجهة نظر متطابقة حول التطورات الدولية. كما أكد أهمية إقامة علاقات ودية والمحافظة على المصالح المشتركة مع دول المنطقة بالحوار والمشاورات وتبادل وجهات النظر، وتابع: «كل اختلاف فى وجهات النظر والمواقف السياسية لا ينطوى بالضرورة على معاداة ويجب ألا يجرنا للعداء».
كانت «القبس» الكويتية قد نقلت عن مصادر أمنية رفيعة أن قائد فيلق القدس الإيرانى، التابع للحرس الثورى الإيرانى، اللواء قاسم سليمانى، زار القاهرة فى الفترة من 26 إلى 30 ديسمبر، والتقى الدكتور عصام الحداد، مستشار الرئيس، وأن الزيارة أغضبت قيادات وزارة الداخلية. وأكدت المصادر أن قيادات فى جماعة الإخوان كانوا على علم باللقاء، وأنهم من رتبوا للزيارة.