أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب لـ"الوطن": دلتا النيل ستصاب بـ"التملح"

كتب: محمد مجدي

أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب لـ"الوطن": دلتا النيل ستصاب بـ"التملح"

أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب لـ"الوطن": دلتا النيل ستصاب بـ"التملح"

قال الدكتور مجدى علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب ومنسق الإبلاغ الوطنى المصرى الرابع لتغير المناخ، إن اتجاه الحكومة المصرية لاستخدام الفحم كمصدر للطاقة أمر خاطئ، موضحا أنه لا يحقق مفهوم "التنمية المستدامة" لأن الحكومة تنظر لسعر استيراد الفحم، ولا تنظر لتكلفة علاج آثاره الصحية، والبيئية، والأموال التى سننفقها لمواجهة آثاره السلبية على تغير المناخ، والتنوع البيولوجى فى مصر، ومن ثم سيصبح الغاز الطبيعى أرخص من الفحم حتى ولو كنا سنستورد الغاز بـ7 دولار، والفحم بـ3.5 دولار.

وأضاف أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، فى حوار لـ"الوطن"، أن الحكومة المصرية لا تنفق على البيئة، لافتاً إلى أن ميزانية وزارة البيئة، والجزء المخصص لدى الوزارات للشق البيئى لا تتجاوز ثمن ربع محطة صرف صحى فى مصر، مشدداً على ضرورة زيادة الإنفاق على البيئة، وتدريب كوادر فنية فى هذا المجال، وتنفيذ المزيد من المشروعات لحمايتها، مردفاً: "لا يمكن وزارة البيئة تقوم بعمل كل الوزارات، وإلا الوزارة هتموت".

■ حدثت أزمة نفوق أسماك الاستزراع السمكى فى الفترة الماضية.. هل سببها أن "النيل ملوث"؟

- لا؛ فالتلوث موجود بكميات ثابتة فى فرعى دمياط، ورشيد؛ فهى لا تقل، ولا تزيد تقريباً، ولكن فى واقعة نفوق الأسماك؛ فهى "أوكازيون سنوى" منذ 12 عاماً؛ فالصرف الصحى، والزراعى، والمنشآت الصناعية تتجمع فى تلك الأفرع، التى تأتى من مصرف الرهاوى، ومصادر التلوث، وتكون معظمها من الوجه البحرى، وجزء من الصعيد، إضافة لتلوث "الأقفاص السمكية"، وحينما تكون المياه كثيرة لا يظهر التلوث، ولكن حينما تظهر السدة الشتوية، وتقل المياه؛ فإن السمك يموت، وحينما تزيد وزارة الرى من تصريف المياه لا يظهر التلوث، ولا يموت السمك حينها.

■ وهل معنى حديثك أن "النيل ملوث"؟

- يمكننا أن نقسم النيل لـ3 مناطق؛ الأولى الجسم الرئيسى للنيل من أسوان حتى القاهرة وصولاً لشبين القناطر ثم فرعا النيل، والترع والقنوات والمصارف، ومن ثم يكون الجسم الرئيسى هو الأقل تلوثاً ثم فرعا النيل ثم الترع، والقنوات، والمصارف.

■ وإلى أين وصل مشروع الإبلاغ الوطنى الثالث لتغيُّر المُناخ الذى تديره؟

- انتهينا من التقرير منذ فترة، وهو تقرير أعدّته مصر، مثلها مثل دول العالم، ليعطى مؤشراً عن حجم انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحرارى، التى ستؤدى إلى تغيُّر المُناخ بسبب زيادة درجة حرارة الأرض، وتم تسليمه للجنة العلمية الدولية لتغيُّر المُناخ IPPC.

■ وما الذى تَضمَّنَه هذا التقرير؟

- لم نكتفِ خلال التقرير برصد انبعاثات مصر من الغازات المسبِّبة لارتفاع درجة حرارة الأرض، وتغيُّر المُناخ، ولكننا حدّدنا خريطة لأخطار تغيُّر المُناخ على مصر لنحدّد فيها المناطق والقطاعات المتضررة من تغيُّر المُناخ المتوقَّع.

ووفقاً للخريطة فإن أمامنا عدة سيناريوهات، أقلها ضرراً هو تأثر 200 كيلومتر مربع من أراضى شمال الدلتا، وأسوؤها تضرُّر 700 كيلومتر مربع.

■ وما شكل التضرُّر المقصود؟

- أراضى شمال الدلتا ستتأثر، سواء من ارتفاع سطح ماء البحر أو تملُّح المياه فيها نتيجة أن "مياه البحر تركب المياه العذبة فيها"، كما قد يحدث ما يسمّيه الفلاحون بالتعبير الدراج "التربة طبّلت"، فأراضى شمال الدلتا تنزلق تدريجيًّا بمعدل جزء من الميكرومتر كل 10 أو 20 سنة، مع ارتفاع تدريجىّ لسطح البحر.


مواضيع متعلقة