مصادر أمنية: خاطف الطائرة تاجر فاشل ومضطرب نفسياً وهرب من السجن فى «25 يناير»

مصادر أمنية: خاطف الطائرة تاجر فاشل ومضطرب نفسياً وهرب من السجن فى «25 يناير»

مصادر أمنية: خاطف الطائرة تاجر فاشل ومضطرب نفسياً وهرب من السجن فى «25 يناير»

كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى، لـ«الوطن»، أن خاطف الطائرة المصرية فى قبرص يُدعَى سيف الدين مصطفى، 59 سنة، وسيتم تسليمه للسلطات المصرية للتحقيق معه ومحاكمته، بعد تحقيقات عاجلة من جانب السلطات القبرصية بعد القبض عليه وتحرير الرهائن، مشيرة إلى أن طريقة تنفيذ الجريمة توضح أن صاحبها يعانى أمراضاً نفسية، ولا يمكن لأى عاقل أن يُقدِم عليها.

وأوضحت المصادر أن التحقيقات التى تجريها أجهزة الأمن القبرصية مع المتهم هدفها معرفة دوافع ارتكابه الجريمة، مشيرة إلى المتهم سيسلَّم لسلطات الأمن المصرية من خلال التنسيق مع السفارة المصرية فى قبرص، ووزارة الخارجية المصرية، كما أن التحقيقات التى ستجريها السلطات القبرصية سيتم تسليمها لمصر. {left_qoute_1}

وكشفت المصادر عن أن الإجراءات الأمنية التى خضع لها خاطف الطائرة المصرية فى مطار برج العرب بالإسكندرية سليمة، وأنه لم ينجح فى تهريب حزام ناسف داخل المطار والصعود به إلى الطائرة، مشيرة إلى أن جميع الركاب يخضعون لإجراءات أمنية مشددة من خلال التفتيش الذاتى والإلكترونى.

وأوضحت المصادر فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن المتهَم يُدعَى سيف الدين مصطفى، من مواليد عام 1958 من محافظة الإسكندرية، مقيم فى منطقة حلوان بالقاهرة، وأنه رجل أعمال فاشل، كانت له مشاريع تجارية فى مجال بيع المواد الغذائية، وأنه متهم فى قضايا نصب وإيصالات أمانة، وأنه قضى فى السجن عامين فى قضايا نصب، ودخل السجن عام 2010 لتنفيذ عقوبة السجن، وقضى فى السجن عاماً وتمكن من الهروب عام 2011 خلال أحداث العنف التى أعقبت ثورة يناير، وبعدها بقرابة عام سلّم نفسه للشرطة فى عام 2013 وقضى باقى عقوبته وخرج من السجن فى 2014.

وأكدت المصادر أن دوافع الجريمة شخصية، لأنه تزوج فتاة قبرصية، وانفصلا منذ عدة سنوات، وكان يرغب فى إعادة تلك العلاقة، وأن إقدامه على تلك الجريمة لم تقف خلفه أى جهات أو أفراد، ولم تكُن لديه أى ميول سياسية فى تنفيذ تلك الجريمة. {left_qoute_2}

وكشفت المصادر عن أن كاميرات برج العرب رصدت حركة المتهم منذ دخوله المطار فى الساعة الرابعة و4 دقائق فجراً، كما أظهرت أنه دخل الحمام مرتين خلال فترة انتظاره الطائرة، كانت المرة الأولى فى الساعة الرابعة و16 دقيقة، وقضى فى الحمام 10 دقائق، وبعدها خرج وجلس فى صالة الانتظار حتى الساعة الرابعة و56 دقيقة، وأنه فى تلك المرة لفّ كرتونة حول جسده.وتابعت المصادر بأن المتهم مرّ من أجهزة الكشف عن المعادن والمتفجرات وتمكن من المرور لعدم وجود متفجرات معه، وأنه صعد للطائرة الإيرباص 320 الرحلة رقم 181، وبعد إقلاعها بقرابة 10 دقائق قام المتهَم من مقعده وهدَّد طاقم الطائرة بتفجير الطائرة بحزام ناسف.

وشرحت المصادر تفاصيل الواقعة قائلة إن طاقم الطائرة انصاع لتهديدات المتهم بعدما كشف عن القميص الذى كان يرتديه وظهر منه وجود كرتونة حول جسده متصلة بأسلاك كهربائية، وأنه طلب من الطيار عمرو الجمال تحويل مسار الطائرة من اتجاهها إلى مطار القاهرة، إلى مطار إسطنبول فى تركيا، لكن الطيار أخبره بعدم وجود كمية كافية من الوقود لإتمام تلك الرحلة، وعندها أجبر الطائرة على الذهاب إلى مطار لارنكا فى قبرص.

وتابعت المصادر أن أجهزة الأمن المصرية أمدَّت السلطات القبرصية بالمعلومات كافةً عن الخاطف من خلال فحص الكاميرات، وأكدت أن الخاطف لم يحمل أى أسلحة نارية أو بيضاء أو حتى متفجرات، وأنه يهدِّد شفوياً فقط، وأن الجسم الملفوف حول جسده لا يحتوى على حزام ناسف بل هو كرتونة من الورق المضغوط خالية من أى متفجرات، وأن تلك المعلومات كانت رسالة طمأنة لأجهزة الأمن القبرصية، وبناءً عليها ساهمت تلك المعلومات فى التعامل مع الخاطف حتى تحرير الرهائن.

وكشفت المصادر أن المطارات تخضع لإجراءات أمنية مشددة ومكثفة منذ حادثة سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، وأنه تم تكثيف الإجراءات الأمنية فى جميع المطارات، والاستعانة بالأجهزة الحديثة والمتطورة، لاتخاذ إجراءات الحيطة والحذر كافة، لضمان السلامة لجميع الركاب.

كانت وزارة الطيران أعلنت صباح أمس، تعرُّض طائرة مصر للطيران طراز «إيرباص 320» رحلة رقم 181 وعلى متنها 81 راكباً، المتجهة من مطار برج العرب إلى مطار القاهرة، لحالة اختطاف، إذ أبلغ قائدها الطيار عمر الجمل عن تهديد أحد الركاب بتفجير حزام ناسف فى حوزته، وأجبر قائدها على النزول فى مطار لارنكا بقبرص، وهبطت فعلياً بمطار لارنكا، وجارٍ التعامل مع الراكب من قبل السلطات القبرصية.

فيما أمر النائب العام المستشار نبيل صادق بفتح تحقيقات موسعة فى واقعة اختطاف طائرة «مصر للطيران»، أمس، التى كانت فى طريقها من مطار برج العرب بالإسكندرية إلى القاهرة، وأجبر المختطف قائدها على التوجه إلى قبرص. وأفادت التحقيقات والتحريات الأولية فى الواقعة بأن المتهم لم يكُن يحوز أسلحة أو متفجرات عند دخوله المطار، وأنه خضع للإجراءات الأمنية المعتادة فى تفتيش الركاب والمسافرين التى لم توضح حمله أية ممنوعات محظور اصطحابها على متن الطائرة، وأن كاميرات مطار برج العرب رصدته أثناء دخوله المطار وتوجهه للطائرة وعملية تفتيشه.

وكلف النائب العام النيابات المختصة بمباشرة التحقيقات فى الحادث وجميع ملابساته، وطلبت النيابة العامة من الأجهزة الأمنية إجراء تحرياتها حول كيفية صعود المختطف للطائرة وطريقة تفتيشه والإجراءات الأمنية التى يخضع لها الركاب بمطار برج العرب منذ دخولهم المطار وحتى صعودهم إلى الطائرة، لمعرفة ما إذا كان خضع للإجراءات المتبعة واللازمة من عدمه.وقالت مصادر قضائية لـ«الوطن»، إنه من المنتظر أن تستمع النيابة لأقوال مسئولى مطار برج العرب المختصين بتطبيق إجراءات التأمين للركاب وعبورهم من البوابات المختلفة حتى وصولهم إلى الطائرة.

وأضافت أن النيابة كلفت الأجهزة الأمنية بموافاتها بالتحريات الخاصة بالمختطف الذى يدعى سيف الدين مصطفى، وما إذا كان متهماً فى جرائم جنائية أو صادراً ضده أحكام فى قضايا من عدمه.

وأوضحت المصادر أن نيابة جنوب القاهرة الكلية تباشر التحقيق أيضاً مع عدد من أقارب الخاطف وأفراد أسرته فى سياق التحقيقات الموسعة التى تجريها النيابة فى الواقعة، للتعرف على دوافع المتهم لارتكاب الجريمة وأسباب إقدامه على ذلك، ولم تصدر النيابة قرارها بشأن أقارب المتهم الخاطف حتى مثول الجريدة للطبع.

 


مواضيع متعلقة