الأزمة تنتهى بإطلاق سراح الرهائن.. ومرتكب الحادث بـ«حزام قطن» يسلم نفسه إلى السلطات القبرصية

الأزمة تنتهى بإطلاق سراح الرهائن.. ومرتكب الحادث بـ«حزام قطن» يسلم نفسه إلى السلطات القبرصية

الأزمة تنتهى بإطلاق سراح الرهائن.. ومرتكب الحادث بـ«حزام قطن» يسلم نفسه إلى السلطات القبرصية

انتهت اليوم أزمة اختطاف طائرة مصر للطيران، الرحلة رقم «181 MS» طراز إيرباص 320، والتى كانت متجهة صباح اليوم من مطار برج العرب إلى مطار القاهرة، وكان على متنها 55 راكباً، حيث تم اختطافها من قبَل مصرى ادّعى ارتداءه حزاماً ناسفاً، وطالب بتوجيه الطائرة إلى مطار لارنكا القبرصى. وأكد مصدر أمنى رفيع المستوى أنه تم القبض على مختطف الطائرة المصرية بقبرص، ويُدعى سيف الدين مصطفى، وتبين أن الحزام الذى ادّعى أنه ناسف عبارة عن حزام هيكلى محشو بالقطن تم حياكته بحرفية عالية، إلا أن قائد الطائرة لم يستطع أن يغامر بحياته وحياة الركاب فاضطر أن يخضع لتهديداته واتجه إلى مطار لارنكا بقبرص. وأوضح المصدر أنه تم التعامل مع الأزمة من خلال جهة سيادية عليا بالتعاون مع الجهات القبرصية لتحرير الرهائن وخروج كافة المحتجزين بسلام، وأكد أن الخاطف تم القبض عليه والتحقيق معه بشكل مبدئى ثم سيتم ترحيله إلى مصر لمواصلة التحقيق معه من قبَل السلطات المعنية.

فيما عبّرت رئاسة الجمهورية، فى بيان رسمى لها، عن خالص الشكر والتقدير لقيادة وحكومة جمهورية قبرص الصديقة على ما قدمته من دعم كامل وما أبدته من تعاون وثيق مع السلطات المصرية خلال واقعة اختطاف طائرة مصر للطيران، وتحويل مسارها إلى مطار لارنكا القبرصى، حيث أظهرت السلطات القبرصية ما تتميز به من سرعة الاستجابة ومهنية عالية وحكمة فى معالجة تحديات أمنية صعبة مثل حالة اختطاف الطائرة.

{long_qoute_1}

وكان الرئيس السيسى أجرى، صباح اليوم، اتصالاً هاتفياً بالرئيس القبرصى «نيكوس أنستاسيادس»، حيث استعرض معه الموقف بالنسبة لطائرة مصر للطيران المُختطفة، وأكد الرئيس السيسى حرص مصر على أمن وسلامة جميع ركاب الطائرة المختطفة وقيامها باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان ذلك، مشيداً بما أبدته السلطات القبرصية من تعاون وتنسيق متواصل مع الجانب المصرى حول هذا الموقف. وقال المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، فى تصريحات صحفية اليوم، إنه جرت متابعة لحظية لحادث الطائرة المصرية، فضلاً عن متابعة وتأمين كل المنافذ والمطارات والموانئ.

وأضاف «إسماعيل»، فى تصريحات صحفية، أن الخاطف لم يكن له مطالب محددة، مؤكداً أنه سيتم التحقيق معه لمعرفة أهداف العملية، قائلاً: «الخاطف طلب لقاء أحد مراسلى الاتحاد الأوروبى والمغادرة إلى مطار آخر». وقال شريف فتحى، وزير الطيران المدنى، إنه تم الإفراج عن كافة الركاب، كاشفاً عن أن الجهات الأمنية ستعلن نتيجة التحقيقات مع الخاطف خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن جميع الركاب وطاقم الطائرة بحالة صحية جيدة، موضحاً أنه تم الاتصال بجميع أهالى ركاب الطائرة وتم إبلاغهم بالحادث وطمأنتهم على ذويهم، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن بعض الدلائل كانت تؤكد أن مختطف الطائرة لم يكن يحمل مسدساً أو حزاماً ناسفاً كما يدعى، فضلاً عن رصد عدة مكالمات شخصية له، فإننا اتبعنا إجراءات السلامة المتبعة فى مثل هذه الحالات التى يراعى فيها فى المقام الأول أرواح الركاب وطاقم الطائرة، مشيراً إلى أن جهات عليا من الدولة قامت بالتفاوض مع السلطات القبرصية ومختطف الطائرة منذ وقوع حادث الطائرة.

وأضاف، خلال مؤتمر صحفى عقده اليوم، أن لجنة الأزمة التى تم تشكيلها لمتابعة الحادث كان لديها كافة المعلومات عن عملية الخطف ولم تعلن عنها إلا فى التوقيت المناسب حفاظاً على حياة المختطفين، مؤكداً أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية بكافة المطارات بعد الحادث، وهناك تحقيقات تجرى بمطار برج العرب لمراجعة كافة التفاصيل الخاصة بالرحلة. وأشار «فتحى» إلى أن الفترة المقبلة ستشهد شراء العديد من الأجهزة والمعدات لزيادة القدرات الأمنية بالمطارات المصرية، موضحاً أنه خلال فترة قليلة سيكون مستوى الأمن بالمطارات المصرية أكبر من مثيلاتها فى العديد من الدول الأوروبية، لافتاً إلى أن كافة الوفود الأمنية التى زارت مصر خلال الفترة الماضية شهدت بكفاءة الإجراءات الأمنية المطبقة، موضحاً أنه يتم حالياً تنمية مهارات العاملين على إجراءات الأمن والسلامة الجوية بالمطارات.

{long_qoute_2}

وكشف مصدر مسئول بوزارة الطيران أن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، ومندوب عن رئاسة الجمهورية قادا غرفة عمليات الأزمة التى شكّلتها الوزارة، لافتاً إلى أن الرحلات الداخلية يتم معاملتها أمنياً بنفس الإجراءات الأمنية المطبقة على الرحلات الخارجية ولا يتم السماح للركاب بالدخول بأى آلات حادة أو حتى لعب أطفال على شكل أسلحة، لافتاً إلى أنه يتم تفتيش الركاب أكثر من مرة حتى دخولهم الطائرة، مشيراً إلى أن مطار برج العرب لم يسجل أى ملحوظات غريبة على ركاب الطائرة المختطفة، لافتاً إلى أن تصرف الطيار يأتى ضمن تعليمات منظمة الطيران المدنى الدولية «الإيكاو» لحماية حياة الركاب، منوهاً إلى أنه من السابق لأوانه إصدار أحكام قاسية عن الإجراءات الأمنية المطبقة بالمطارات، مشيراً إلى أن الخاطف كان يطلب اللجوء أو التحدث مع أحد مسئولى الاتحاد الأوروبى. من جهته قال اللواء حسنى حسن، مدير مطار برج العرب، أن جميع ركاب الطائرة المخطوفة خضعوا لإجراءات التفتيش الأمنى قبل استقلالهم الطائرة، وتخطوا التفتيش بأشعة إكس عبر جميع البوابات الإلكترونية بالمطار، مشيراً إلى أن ذلك موثق من قبَل كاميرات المطار، وأضاف لـ«الوطن» أن هناك نحو 26 راكباً أجنبياً كانوا على متن الطائرة، لافتاً إلى أن كاميرات المطار لم ترصد أى أسلحة أو حزام ناسف بصحبة أى من ركاب الطائرة.

فيما أثار حادث اختطاف طائرة مصر للطيران، صباح اليوم، غضب أعضاء مجلس النواب، لما للحادث من تأثير على سمعة مصر، والسياحة الوافدة، فى الوقت الذى لا تزال فيه الدولة تعانى من تبعات حادث الطائرة الروسية.

وطالب النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، المجلس باستدعاء الوزراء المعنيين، ومسئولى الجهاز التنفيذى بعد اختطاف الطائرة، للوقوف على تداعيات الحادث، ومحاسبة المقصرين منهم، قائلاً لـ«الوطن»: «رئيس الوزراء يجب أن يوضح كيف ستعالج حكومته آثار الحادث وتداعياته فى الداخل والخارج، خصوصاً أنه يؤثر بالسلب على السياحة والاقتصاد والاستثمار، كما أنه يؤثر على موقف البرلمان من تجديد الثقة فى الحكومة، فى ظل الحادث المؤسف». وقال المستشار محمد سليم، نائب كوم إمبو، إن حادث اختطاف الطائرة بهذه السهولة، يستوجب محاسبة الوزراء المعنيين، ومساءلتهم بسبب التقصير فى الوقت الذى تواجه فيه مصر متربصين ومؤامرات داخلية وخارجية، لضرب الاقتصاد والسياحة، وكان من المفترض أن يكون هناك حذر أكبر.

وشدد «سليم» على أن حادث الطائرة يجب ألا يتكرر، وأن يكون هناك تشديد وضبط أكثر للإجراءات الأمنية فى المطارات وعلى متن الطائرات، واتخاذ كافة الاحتياطات لمواجهة الإرهاب الأسود، واستعادة مصر لمكانتها على الخريطة السياحية.


مواضيع متعلقة