بروفايل| مصطفى كمال طلبة.. "أبوالبيئة" يرحل

كتب: محمد مجدي

بروفايل| مصطفى كمال طلبة.. "أبوالبيئة" يرحل

بروفايل| مصطفى كمال طلبة.. "أبوالبيئة" يرحل

بعقل يقظ اعتاد أن يُحدث المسؤولين، والعلماء في مختلف دول العالم رغم بلوغه 93 عامًا ليجلس واضعًا النقاط على الحروف بحكم خبرته الطويلة التي اعتاد أن يكون خلالها أحد الكوادر المصرية التي ساهمت في "قوة مصر الناعمة"، هو العالم المصري الراحل الدكتور مصطفى كمال طلبة، المدير الأسبق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والذي رحل صباح اليوم، في العاصمة السويسرية جنيف، إثر صراع مع المرض.

يعتبر العالم الراحل مؤسس مصطلح "الدبلوماسية البيئية"، ويُعرفه العديد من الخبراء بأنه "أبوالبيئة"، حيث عمل على مدار سنوات طويلة في التنسيق مع دول العالم حول العديد من القضايا البيئية الهامة؛ فيعتبر هو "الأب الروحي" لوضع بروتوكول "مونتريال"، وهو البروتوكول الخاص بحماية طبقة الأوزون، كما كان أحد الأعمدة الرئيسية لتأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة برفقة كبار علماء البيئة في العالم، والذي تولى رئاسته فيما بعد، وجدد له في منصبه رفيع المستوى لأربع مدد متتالية، والتي لعب دورًا رئيسيًا خلالها في العديد من الأنشطة التي تساهم حتى الآن في حماية البيئة على المستوى العالمي.

وأعطى "طلبة" خبراته العلمية للعديد من الدول، كما وضع مئات الأبحاث العلمية التي نشرت بدوريات دولية، كما أشرف على مئات الرسائل العلمية، وهو ما أدى لتكريمه من عشرات الجامعات في مختلف دول العالم بدءًا من مصر حتى الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، وروسيا، وبلجيكا، وغيرها من الدول.

بدأ "طلبة" حياته في مدينة زفتى بمحافظة الغربية، حيث مسقط رأسه، ثم انتقل للدراسة بجامعة القاهرة ليحصل منها على بكالوريوس العلوم عام 1943، ثم درس بالكلية الإمبراطورية بلندن ليحصل على دكتوراه فلسفة أمراض النبات منها، ثم عاد ليعمل معيداً بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم عمل بالعراق أستاذًا جامعيًا حتى عاد ليعمل بالمركز القومي للبحوث.

وشغل العالم الراحل العديد من الوظائف بمصر قبيل انطلاقه للعالمية، حيث كان أمينًا للمجلس الأعلى للعلوم في مصر عام 1961، وعمل العالم الراحل مستشارًا ثقافيًا ورئيس لمكتب البعثات المصرية في واشنطن عام 1963 ثم عُين وكيلًا لوزارة التعليم العالي عام 1965، كما عمل أمينًا للشعبة القومية لليونسكو في مصر عام 1970 قبل أن يُختار وزيرًا، ثم عمل وزيرًا للشباب عام 1971 حتى أصبح رئيسًا لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر عام 1972.

عُرف بكفأته في ملف العلوم التنموية والبيئية، ما أهله للمساهمة في إنشاء برنامج "الأمم المتحدة" ليُختير نائبًا للمدير التنفيذي له حتى عام 1975 ثم أصبح مديرًا تنفيذيًا له بدرجة نائب للأمين العام للأمم المتحدة حتى عام 1992، ومنذ عام 1993 عمل رئيسًا لمجلس إدارة المركز الدولي للبيئة، كما عمل أستاذًا متفرغًا بكلية العلوم جامعة القاهرة.


مواضيع متعلقة