لا لحوم ولا بيض ولا سكر.. خليك «فيجن»

كتب: رحاب لؤى

لا لحوم ولا بيض ولا سكر.. خليك «فيجن»

لا لحوم ولا بيض ولا سكر.. خليك «فيجن»

«إنهم يتبعون دينا جديداً»، جملة ساخرة علق بها الكثيرون على أسلوب حياة «الفيجن»، ذلك النظام الغذائى النباتى الذى انتشر بين الشباب، سواء الراغبون فى إنقاص أوزانهم أو المحافظة على صحتهم من الأمراض التى تُسببها اللحوم والدهون والأغذية الدسمة.

أسلوب حياة يبدو صعباً، لكنه ليس كذلك لأصحابه الذين يُعدّدون فوائده وأبرزها الرشاقة والصحة، ومنهم مصطفى حلمى، الذى لا يكتفى باتباعه، بل ينشره فى محيطه وعبر شبكات التواصل، يشرحه ببساطة: «نظام حياة، ينقص الوزن ويُحسّن الصحة، ويحمى من أمراض العصر». {left_qoute_1}

قائمة ممنوعات نظام «الفيجن» طويلة بعض الشىء، تشمل المنتجات الحيوانية بجميع أنواعها، والكائنات البحرية، والأجبان والألبان والبيض والدهون الحيوانية والمشبّعة، والأكل المعلب والمركز والمحسّن، بما فى ذلك العسل والسكر والملح. تمطره الأسئلة «طيب وهو إيه اللى فاضل علشان ناكله»، لكنه يجيب بقائمة أكثر طولاً: «النشويات والبقوليات والخضار والمكسرات، طالما غير مملحة».

الكثير من الحيل يتبعها «الفيجن» للتغلب على الجوع: «المشروبات كلها متاحة، ما عدا القهوة والعصائر، وفيه بدائل نباتية للألبان زى لبن الصويا واللوز، والعيش المسموح به هو البنى، سواء سن أو بلدى». ثمة قواعد واضحة ومستقرة: «أكتر أكل مغذى ومفيد للجسم هو الخضار، كل اللى تقدر عليه، وكمل بالنشويات، وماتستغناش عن الفاكهة، لأن فيها فوايد كتير».

«بلانت باسد دايت» عنوان لمجموعة بمواقع التواصل الاجتماعى يقودها خمسة، بينهم المذيع باسم يوسف، والسينارست مصطفى حلمى، وثلاثة آخرون، من بينهم يحيى نبيل، الشاب الذى يمتلك قصة خاصة مع النظام الجديد على المجتمع، يرويها: «أنا من حوالى سنة جاتلى دوخة جامدة، كل يوم تزيد، مابقيتش قادر أقف على رجلى، أهلى جريوا بيا على المستشفى وبدأت رحلة طويلة بين رسم قلب ومخ وأشعات وتحاليل»، جولات بلا نهاية مر بها الشاب على الأطباء، حتى تفاقمت الحالة وسيطرت حالة من الشعور بالعجز: «مابقيتش أقدر أدخل الحمام، وأقصى حاجة قالها الدكاترة إن دى حالة نفسية، وكتبولى مضادات اكتئاب، منها نوعين محظورين ضمن الجدول».

على طريقة «الغرقان بيتعلق بقشاية» بدأ «يحيى» يجرب المزيد من الطرق: «قريت عن نظام الغذاء النباتى، قلت أجربه وابتديت من حوالى 4 شهور، وزنى كان ١٠٨ كجم، ونسبة مرتفعة للكوليسترول واليوريك آسيد والدهون الثلاثية، ده غير مشاكل فى الضغط ودهون على الكبد والنقرس». حدثت المعجزة وتلاشت الدوخة، وعاد «يحيى» إلى عمله بعد أن كف عن تناول الأدوية، ليصبح وزنه 90 كيلوجراماً: «أدمنت نظام الأكل، وبدأت أحب شكلى، بقيت أشترى اللبس اللى عاجبنى، مش اللى يدارى عيوب جسمى».

انضم الشاب إلى الرباعى الذى أطلق المجموعة الداعية إلى اتباع نظام أكل نباتى قبل شهر واحد فقط: «الموضوع كبر وبدأت أقرأ عنه بتعمق ووصل الإدمان لإنى أتمنى أخلى كل اللى حواليا كده، وفعلاً مراتى بقت كده، وبقيت عايز أخلى بنتى اللى عندها ٨ شهور تبقى كده، خدتها لكذا دكتور، لقيتهم رافضين الفكرة بدون مبرر، الموضوع كبر فى دماغى وقدمت فى جامعة فى أمريكا علشان أدرس تغذية وآخد شهادة، وساعتها أعرف أعمل نظام لبنتى وأساعد أى حد محتاج مساعدة».

المجموعة التى يشارك باسم يوسف فى إدارتها تحظى يومياً بعشرات الطامحين فى الرشاقة والصحة، وكذلك عشرات المهاجمين للفكرة، ويتكفّل كل «أدمن» بتوضيح الصورة على طريقته، ومن بينهم «يحيى» الذى يؤكد للمعترضين أنه كان يذبح بيديه أضحية العيد، لكن المسألة مجرد إدارة للصحة، فضلاً عن أنها إدارة للميزانية: «أنا كنت باصرف أسبوعياً من 800 لـ900 جنيه فى السوبر ماركت، دلوقتى باجيب أغلى أصناف، وباصرف فى الأسبوع 100 جنيه».

اتجاه فى الحياة أصبح يغرى الكثيرين، ومن بينهم «نور الدين أحمد»، محلل النظم البنكية الذى اشتهر بين زملائه فى العمل بـ«الأرنوب»، على سبيل المزاح، لكثرة الألوان الخضراء التى تحملها «علبة غذائه».

الشاب البالغ من العمر 25 عاماً لم يكن هكذا من قبل: «كنت باكل كل حاجة غلط، لحد سن 19، كان وزنى 90 كجم، وطولى 170 سم، بعدين قلت مش هينفع أبقى تخين، نزلت جيم، وكنت عاوز أكون زى الموديلز اللى باشوفهم، وأقرأ الأكل اللى باكله كل يوم مكوناته وسعراته وفايدته إيه، قراءة طويلة عرّفتنى جسمى محتاج إيه علشان يبنى عضلات كويس، واكتشفت أن كل النجوم اللى باشوف صورهم وبانبهر بأجسامهم فيجن».

محاولات عديدة قبل أن تستقر الأمور: «دلوقتى لا بيض ولا لبن ولا سكر ولا سمنة ولا لحم ولا فراخ، الأضرار اللى عرفتها عن تناول اللحوم خلتنى أزهدها».


مواضيع متعلقة