اقتصاديون: "بيان الحكومة" أهدافه عظيمة ولكن تفتقر لآلية تنفيذ وخطط زمنية

03:07 م | الاثنين 28 مارس 2016

عرض المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أمس، برنامج عمل الحكومة اقتصاديا واجتماعيا على المجلس، والذي أكد فيه أن الحكومة أعدت برنامجا متكاملا يمتد تنفيذه حتى 2018، إلا أن برنامج الحكومة لم يرضي خبراء الاقتصاد الذين رأوا أنه يفتقر إلى الجدول الزمني، وآلية التنفيذ، وموارد التمويل، وإدارة الأزمات المتوقعة.

وقال الدكتور إيهاب الدسوقي رئيس قسم الاقتصاد في أكاديمية السادات، إن بيان الحكومة الذي عرضته على نواب البرلمان بالأمس يمثل أهداف طموحة لدرجة كبيرة يتمناها أي مواطن مصري.

{long_qoute_1}

وأضاف الدسوقي، لـ"الوطن"، أن البيان ينقصه آليات التنفيذ، لافتًا إلى أن الفرق بين خطة الحكومة وحديث وأهداف أي مواطن عادي، أن الحكومة والمسؤولين مُلزمين بتحديد جدول زمني بآليات التنفيذ وتحقيق الأهداف، وعم الاكتفاء بالعبارات الإنشائية الرنانة التي التي لا تضيف أي أهمية.

ولفت رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات، إلى أن بيان الحكومة أشار إلى أن الخطة تستهدف تخفيض عجز الموازنة، ولكنه لكم يكشف عن طرق وآليات التخفيض، لذا ينبغي على الحكومة أن تكون علي دراية أكثر بما تنوي تنفيذه، بجانب ذكر تفاصيل الآليات أو الخطة التي ستحقق أهدافها من خلالها، مع ضرورة أن تكون مقترنة بخطة زمنية بتاريخ محدد.

{long_qoute_2}

ومن جهته قال الدكتور صلاح الدين فهمي، رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر، أن بيان الحكومة الذي قدمته للبرلمان بالأمس عظيم، ويلبي طموحات الشعب المصري، ولكن هناك عدة علامات استفهام.

وأضاف فهمي، في تصريح لـ"الوطن"، إلى أن العبرة تكمن في التطبيق وليس البرنامج تنفيذ الخطة، مع الأخذ في الاعتبار أن الحياة ليست وردية، وبالتالي لابد من وضع المستجدات التي قد تطرأ على العالم ونحن جزء لايتجزأ منه في الحسبان.

وأشار إلى أن المهندس إبراهيم محلب قد صرح في السابق عند رفع الدعم الجزئي عن الوقود، بأنه سيساهم في تحسن قطاعي التعليم والصحة، وأن المستشفيات ستتمكن من استقبال الحالات بالمجان لمدة 48 ساعة، ورغم ذلك فإنهما ما يزالا سيئين والدولة لم تلتزم بهذه الخطة.

ولفت رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر، إلى ضرورة وجود عدة عوامل لاكتمال الصورة الخاصة بالبيان، مثل تحديد وقت محدد لتنفيذ الأهداف، وتحديد موارد التمويل، ومن المسؤول الأساسي الذي يجب مُحاسبته حال عدم التنفيذ.

{left_qoute_1}

وطالب رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر، بضرورة تركيز الحكومة على الملفات الاقتصادية، فالمواطن لايعني الدوائر الانتخابية، ولكنه مهموم بالاطمئنان لمستقبل أبنائه ومأكلهم وملبسهم ودراستهم عملهم بعد تخرجهم، ولابد من أن تخطط الحكومة لكيفية انتقال المواطن من مصارعة الحياة إلى الاستمتاع بها.

{long_qoute_3}

وأكد رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر، على ضرورة أن لا تكتفي الحكومة بالوعود البراقة، ومراعاة وضع خطة بـ"الإدارة بالأزمة"، وتوضيح ما إذا كانت خطتهم متحسبة لبعض العراقيل التي قد تواجههم، لاسيما وأن المنطقة على صفيح ساخن، فمثلًا إذا تمكنت "داعش" من السيطرة على ليبيا وبالتالي تهديد حدود مصر، فهل الدولة مستعدة ولديها بديل لمواجهة مثل هذه الصدمات.

وتابع: "كان نفسي البيان يضيف رؤية الحكومة لمصر 2030، محدش يقولي الحكومة مش هتقعد كل السنين دي احنا بنتعامل مع مؤسسات مش أشخاص، ومينفعش كل مرة نبدأ من الصفر وكل مسؤول جديد يتكلم عن مشكلة يقول مش أنا اللي كنت موجود".

واستكمل: "ننتظر من الدكتور شريف إسماعيل رئيس الوزراء، تفاصيل أكثر فربما لم يسعفه الوقت لعرض البرنامج بشكل كامل ومناقشة خطة أكثر من 30 وزير، وبالتالي ينبغي على المجموعات كافة في البرلمان مثل الاقتصادية والثقافية والصحة وغيرها مناقشة خطة كل وزير".

وتابع أن برنامج الحكومة في ظاهره جيد للغاية ومعدل النمو به سيصبح 6% وهذا ليس موجود بمعظم دول العالم، ويجب علينا أن نتفائل، ونتمنى التوفيق للحكومة لما فيه صالح الدولة.