من "عبد الناصر" إلى "إسماعيل".. خطابات الحكومة أمام البرلمان عبر التاريخ

كتب: مها طايع

من "عبد الناصر" إلى "إسماعيل".. خطابات الحكومة أمام البرلمان عبر التاريخ

من "عبد الناصر" إلى "إسماعيل".. خطابات الحكومة أمام البرلمان عبر التاريخ

بخطابات منمقة، وكلام كُتب بعناية، وخطط تبعث الأمل مستقبليًا، والرخاء الاقتصادي الذي سيعم، تقف الحكومات تلقي خطاباتها في محاولة لكسب تعاطف "مجلس النواب"، فمنها ما أصبح جليًا أمام المواطنين، ومنها اقتصر على الخطط دون التنفيذ، وذلك منذ بداية الخطاب الأول لـ"عبد الناصر" بعام 1957، وحتى كلمة الحكومة اليوم، برئاسة المهندس شريف إسماعيل، أمام البرلمان، وذلك لكسب الثقة في حكومته.

وترصد "الوطن" خطابات الحكومة، أمام مجلس النواب:

جمال عبد الناصر "خادم الشعب":

في انتخابات مجلس الأمة الجديد لعام 1957، جاءت كلمة الرئيس جمال عبد الناصر، الذي كان يتولى رئاسة الوزراء آنذاك، وقدم حينها بيانًا تاريخيًا، يفيد بكشف حساب عن الثورة، فيما تطرق إلى الصعوبات والعقبات التي واجهت مجلس قيادة الثورة للتواصل مع النواب الحقيقيين للأمة عقب الثورة بسبب الاستعمار، وتحدث أيضًا عن الإنجازات والنجاحات التي حققتها الثورة في جميع المجالات الزراعية والصناعية والاقتصادية.

 

أنور السادات "البطل المحارب":

تولى محمد أنور السادات رئاسة 3 حكومات خلال حكمه للبلاد، فكانت أول حكومة تحت قيادته في 27 مارس 1973، والثانية في 25 أبريل 1974 والثالثة في 14 مايو 1980، ومن أبرز بياناته أمام مجلس الشعب، تلك التي ألقاها في أبريل 1973، وعرض خلال سياساته، وبرنامج حكوماته تجاه المعركة التي ستخوضها البلاد، حتى نجحت حربهم لاسترداد الأرض في حرب أكتوبر من نفس عام الخطاب.

 

ممدوح سالم "صاحب نظرية التآمر":

في  عام 1977، ألقى رئيس الوزراء بيانًا لخطة عمل حكومته، خلال رئاسة السادات للبلاد، وتحدث عن المؤامرات، معتبرا اعتراض الشعب على ارتفاع الأسعار نوعا من التآمر ضد الدولة، قائلًا: "إن كل من يهدف عن عمد أو غير عمد إلى حصر هذه الأحداث وهذا التآمر في نطاق القرارات الاقتصادية لن يحقق إلا عزلته عن الفكر العالمي الاجتماعي".

 

كمال حسن علي "الجريء":  

كشف "علي" أمام مجلس الشعب، لعام 1984، عن أن البترول لن يكفي مصر في غضون سنوات قليلة، تكون بعدها مصر مستوردة للبترول، ولم يخش "علي" وقتها من غضب المواطنين من ذلك الخبر، ولم يخش على حكومته من اهتزاز ثقتها أمام البرلمان.

 

علي لطفي "المتجاهل دائمًا":

تشكلت حكومته، في 5 سبتمبر 1985، حيث شهدت حكومته أحداثا كثيرة منها اختطاف فلسطينيين لسفينة إيطالية في بورسعيد وإجبار طائرة مصرية على الهبوط في إيطاليا، وأحداث الأمن المركزي، وكان بيان الحكومة عاديًا أمام البرلمان رغم ما واجهته مصر من تحديات، وأبرز ما جاء في خطابه أنه لا قيود على الاستثمار الخاص، فالباب مفتوح أمام من يرغب في الاستثمار في أي مجال للنشاط الاقتصادي.

 

عاطف صدقي "الدقيق":

تولى مسؤولية الحكومة في عهد مبارك عقدا كاملا، وانطلق الجدل ضده طيلة فترته فعلق مبارك بالقول "يا جماعة بيشتغل"، وامتاز صدقي بقوة أسلوبه ورزانة بيانه أمام البرلمان الذي حرص على دعمه بالأرقام"، ورغم غضب المعارضة من بعض التصرفات مثل قضية لوسي أرتين الأرمينية وعلاقاتها بعدد من كبار رجال الدولة، علَّق "صدقي" بأسلوب فكاهي على المعارضة بالقول: "واحد بيبوس واحدة الحكومة مالها".

 

عاطف عبيد "المُخلف لوعوده":

تولى رئاسة الحكومة طيلة 5 سنوات، حيث ألقى البيان الأول أمام البرلمان في 1999، ووعد حينها بعدد من الوعود، أبرزها تحمل عبء سداد مليار جنيه هي قيمة الأزمة التي خلفتها شركات توظيف الأموال، ووعد بإنشاء صندوق للبطالة، يمول من نصف أجور العمل المنظم، وتوقع وصول الحصيلة إلى 700 مليون جنيه سنويًا، فضلا عن وعود بسداد الديون العامة، وحل أزمة البطالة.

وكان حظه من الانتقادات وفيرا، حيث هاجمه أحد النواب واتهمه بعدم مصداقيته أمام برلمان 2000، ما أدى إلى حل الحكومة.

 

أحمد نظيف "المُثير للجدل":

تولى أحمد نظيف رئاسة مجلس الوزراء خلال الفترة من 14 يوليو 2004 وحتى 29 يناير 2011، حيث رصد في بيانه الأول أن خطة عمل الحكومة في المرحلة المقبلة تقوم على 7 محاور، أهمها "توفير الخدمات للمواطنين، وزيادة فرص العمل، وتنشيط الاستثمارات، وإجراء إصلاحات تشريعية وتنظيمية"، ولم تكن خطاباته التي ألقاها خلال رئاسته للوزراء، تقدم حلولًا ملموسة للمواطنين، حتى غضب الشعب المصري وقام بثورته التي أطاحت به وحكومته والرئيس الأسبق مبارك في 25 يناير 2011.

 

كمال الجنزوري "رجل الدولة":

يُعد أول رئيس وزراء يقدم بيانا للحكومة أمام البرلمان عقب اندلاع ثورة يناير، حيث استعرض حينها في يناير 2012، أمام البرلمان عددا من القرارات أهمها تعويض 761، وتعويض 3883، وإرسال قرارات تعيين 1400 لمصابي الثورة.

 

هشام قنديل "بتاع الإخوان":

عقب وصول الإخوان إلى حكم مصر في 2012، تولى هشام قنديل رئاسة الحكومة، وقدم بيانه إلى الرئيس المعزول محمد مرسي، نظرًا لعدم وجود مجلس تشريعي آنذاك، وشرح مشكلات تواجه الدولة من "البطالة والفقر والأمية"، ذلك البيان الذي تعرض على أثره لانتقادات حيث لم يعبر ذلك الخطاب عن طموحات الشعب بعد إتمام ثورتهم.

 وفى 10 يونيو 2013، ألقى قنديل بياناً على مجلس الشورى حول قضية سد النهضة، أكد خلاله أن أمن مصر المائي غير قابل للمساومة، ولا بد من احترام حقوق مصر المائية، إلا أنه خرج مسرعا بعد الخطاب، رافضا الاستماع إلى مناقشات النواب، ما آثار غضبهم، ورددوا: "مصر بتتباع".

 

شريف إسماعيل:

ألقى المهندس شريف إسماعيل خطابه اليوم، باعتباره أول بيان حكومي عقب ثورة تصحيح المسار 30 يونيو 2013، ويشمل الخطاب 7 نقاط، وبعنوان "البناء والأمل"، وذلك وسط حضور الوزراء وأعضاء النواب، وكان استعرض المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بيان الحكومة الذي يؤسس لرؤية مصر 2030 التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام مجلس النواب لمناقشته.


مواضيع متعلقة