كنافة «عم يحيى» طول السنة: «مفيش زى رمضان ورزق رمضان»

كتب: محمد غالب

كنافة «عم يحيى» طول السنة: «مفيش زى رمضان ورزق رمضان»

كنافة «عم يحيى» طول السنة: «مفيش زى رمضان ورزق رمضان»

يداه ملطختان بالطين، والتراب يملأ وجهه وملابسه، وهيئته لا تنم عن مهنته، وهى إعداد الكنافة وبيعها فى منطقة ناهيا، فقد قرر أن يحفر الأرض التى يجلس عليها، لتثبيت شمسية تحميه من أشعة الشمس طوال الساعات التى يقضيها فى الشارع، منتظراً زبوناً لبضاعته.

كانت الساعة تشير إلى الثانية ظهراً، ولم يظفر «يحيى عبدالعزيز» بزبون واحد، ما شجعه على نصب الشمسية، كمحاولة لنسيان همومه أثناء الحفر، فأخذ يشحذ قواه لإنجاز المهمة فى وقت قصير، والتف حوله أطفال المنطقة ليساعدوه، مراعاة لسنه المتقدمة وظروفه الصعبة، حيث توفى ابنه صاحب الـ28 عاماً فى عام 2011، كان يساعده فى العمل، لتنقلب حياته رأساً على عقب، ويعانى من ضيق الرزق، الذى يُنفقه على زوجته، وبناته الثلاث. «بتعب فى شغلى، وفى الآخر ببيع منه القليل، مجرد 2 أو 3 كيلو فى اليوم، وفى أيام مش ببيع خالص، على عكس شهر رمضان، اللى ببيع فى اليوم ييجى 10 كيلو»، يقولها «يحيى»، الذى يعد الأيام المتبقية على حلول الشهر الكريم، ليس طمعاً فى الرزق الوفير، إنما رغبة فى جنى الثواب: «عايز عفو ربنا، أنا تعبت وهو عالم بحالى، وآدى الله وآدى حكمته». بيع الكنافة مهنة ورثها «يحيى» عن والده، حيث كانا يعملان فى المعمار، ثم يعودان ليقفا على عربة الكنافة: «وقتها كانت بريال، ولما زادت بقت بنص جنيه، وبعد كده جنيه واتنين، لحد ما وصلت 10 جنيه»، يقولها «يحيى»، وهو منهمك فى الحفر، مستنكراً ارتفاع أسعار الدقيق، ووصوله إلى 4 جنيهات، ما قلل من مكسبه.

«زمان كانت الفلوس قليلة بس فيها بركة، دلوقتى بقت أكتر ومفيش بركة، ما عرفش ليه؟»، كلمات وجهها «يحيى» لجيرانه، الذين أخذوا يهوّنون عليه ظروفه الصعبة، ويداعبونه لحبه لأكل الكنافة: «بحبها جداً وبأكلها كل يوم بعد الشغل».


مواضيع متعلقة