"الزراعة": التغيرات المناخية حولت الساحل الشمالي بمطروح لـ"مناطق ممطرة"

كتب: محمد أبو عمرة ومحمد بخات

"الزراعة": التغيرات المناخية حولت الساحل الشمالي بمطروح لـ"مناطق ممطرة"

"الزراعة": التغيرات المناخية حولت الساحل الشمالي بمطروح لـ"مناطق ممطرة"

انتهت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في مركز بحوث الصحراء، من إعداد أول تقرير علمي بشأن تأثير التغيرات المناخية على الساحل الشمالي بمحافظة مطروح، والذي أكدت نتائجه حدوث تغير مناخي إيجابي، يحولها إلى مناطق أكثر مطرا مقارنة بالأعوام الماضية.

وأوضح التقرير، أن الوزارة رصدت معدلات الهطول المطري على مدار 5 أعوام متتالية، تضاعفت خلالها معدلات الأمطار لزراعة 200 ألف فدان بالقمح والشعير، فيما قدرت تقارير وزارة الموارد المائية والري، كميات الأمطار العام الحالي بنحو ملياري متر مكعب من المياه، يجري حاليا تنفيذ خطة للاستفادة منها من خلال مشروعات حصاد الأمطار.

وقال الدكتور نعيم مصيلحي رئيس مركز بحوث الصحراء، إنه يجري حاليا تنفيذ الأعمال البحثية والدراسات والبحوث التطبيقية وأعمال التنمية الزراعية على الأمطار في مطروح، موضحا أن المنطقة تعتمد أساسا على السقوط المطري المتغير والمتذبذب بمتوسط الهطول المطري، وهو 140 ملليمتر في العام لمدة 10 أعوام.

وأضاف مصيلحي، لـ"الوطن"، أنه خلال 5 أعوام، كشفت الدراسات العلمية للمركز، عن تأثير شديد للتغيرات المناخية، تسبب في تعرض المنطقة لتذبذب في معدلات السقوط داخل الموسم الشتوي، وبين المناطق والقرب والبعد عن الساحل، مشيرا إلى أن الموسم الحالي شهد ظاهرة نادرة الحدوث، حيث تساقطت الأمطار بغزارة وصلت إلى متوسط 500 ملليمتر خلال موسم الشتاء، ما أعطى البشرة والأمل في إحياء الزراعات المطرية في مساحات من القمح والشعير، حيث تم تحديد المساحات المزروعة بـ200 ألف فدان.

وأوضح رئيس مركز بحوث الصحراء، أن نتائج الدراسات كشفت عن ارتفاع معدلات سقوط الأمطار ضعف المعدل الطبيعي، إضافة إلى مضاعفة معدلات الإنتاج المتوقع، حيث يحقق زراعة أردب التقاوي 40 ضعفا، مشيرا إلى أن الأعمال تأتي في إطار الجهود البحثية والإرشادية للمركز، ومركز التنمية المستدامة بمطروح التابع له، حيث تم نشر أجود الأصناف الملائمة لظروف الزراعة المطرية من الشعير من صنف جيزة 126 وبعض الأصناف المحلية المسماة بأسماء بعض القبائل، والتي ينتجها مركز بحوث الصحراء بالتعاون مع البدو، مثل أصناف قويلة ومدونة والشواعر.

وأشار مصيلحي، إلى أن مركز بحوث الصحراء نشر حزمة من التوصيات الفنية لتحديد الأنشطة المختلفة بكل منطقة، وتشمل المحاصيل "حقلية، إنتاج حيواني، وحاصلات بستانية"، والتي تشكل نحو 42% من المساحات التي تتعرض للأمطار في مطروح، بفضل جهود مركز بحوث الصحراء والمشروعات الدولية التي بدأت منذ العام 1995، حيث ارتفعت نسبة المساحات المستعملة لـ55% من المناطق المطرية.

وأضاف رئيس مركز بحوث الصحراء، أن تحقيق التنمية المستدامة في مطروح يعتمد على نظام تكاملي ومستدام، من حيث إنتاج الحبوب وإنتاج الثروة الحيوانية، التي تساهم بنحو 65% من دخل المزارع البدوي، وأيضا انتاج الحاصلات البستانية وأهمها التين والزيتون.


مواضيع متعلقة