تصريحات تيد كروز حول المسلمين تثير استنكار أوباما

01:34 م | الخميس 24 مارس 2016

أثار اقتراح المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية تيد كروز أمس، بتنظيم دوريات في الأحياء المسلمة قبل أن تصبح متطرفة في الولايات المتحدة، استنكارا شديدا خصوصا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدون أن يثنيه ذلك عن موقفه.

وصرح أوباما خلال زيارته إلى بوينوس إيرس، بأن فرض مثل هذه الرقابة "مخالف لهويتنا وذلك لن يساعدنا في الانتصار على تنظيم داعش".

وشدد أوباما أمام صحفيين في الأرجنتين، التي قصدها بعد زيارة تاريخية إلى كوبا، على أن "أي مقاربة تستهدف المسلمين أو تعزلهم عن سواهم للتمييز بحقهم ليست فقط خطا ومخالفة للمبادئ الأمريكية بل أنها ستعطي نتيجة معاكسة".

وتابع أوباما: "لقد غادرت للتو دولة تمارس هذا النوع من المراقبة في الأحياء وهو بالمناسبة البلد الذي هرب منه والد السناتور كروز ليأتي إلى أمريكا أرض الحرية".

بعد اعتداءات بروكسل التي أوقعت 31 قتيلا ونحو 300 جريح الثلاثاء، لم يتردد كروز في القول "علينا السماح للشرطة بالقيام بدوريات وفرض الأمن في الأحياء المسلمة قبل أن تصبح متطرفة".

ورحب منافسه دونالد ترامب، الذي يدعو دون حرج إلى اللجوء إلى التعذيب خلال التحقيق مع المشتبه بهم في قضايا إرهاب ويريد إغلاق حدود البلاد، باقتراح كروز.

في المقابل، نددت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في كاليفورنيا بالاقتراح "الخطير وغير المثمر".

وقالت كلينتون: "نحن بحاجة إلى تضامن كل فئات المجتمع الأمريكي في هذه المعركة (ضد تنظيم داعش)، وعندما يدعو مرشحون جمهوريون على غرار تيد كروز إلى معاملة المسلمين على أنهم مجرمين فإن ذلك سيء وغير مثمر وخطير".

وندد جون كاسيك المرشح الجمهوري الثالث في السباق الرئاسي بتصريحات كروز. وقال إن ما حصل في بروكسل "لا علاقة له مع إجراء دوريات في الأحياء أو إغلاق الحدود. إنه شان متعلق بالاستخبارات بين الدول وعلى المسلمين التعاون معنا لتدمير تنظيم داعش".

- أسلوب "شبيه بالفاشية" - وكان قائد شرطة نيويورك بيل براتون من بين أبرز منتقدي كروز. فقد صرح الثلاثاء أنه "لا يعلم عما يتكلم"، مضيفا أن السناتور المحافظ المتشدد من تكساس لن يبلغ أبدا سدة الرئاسة بسبب هذه التصريحات.

وذكر براتون، بأن قرابة ألف شرطي في نيويورك هم من المسلمين وأن بعضهم شارك على الأرجح في حماية كروز عندما كان يزور نيويورك، مضيفا لشبكة "سي بي إس" أنه يشعر "بالإهانة الشديدة" من تصريحات كروز.

ومما زاد من حدة الجدل، أن كروز أعطى مثالا برنامج المراقبة السري الذي اعتمد بعد اعتداءات 11 سبتمبر في نيويورك عندما كان مايكل بلومبورغ رئيسا للبلدية.

آنذاك كانت مجموعة صغيرة من الشرطيين في زي مدني مكلفة مراقبة المسلمين وأماكن عبادتهم والمطاعم والمكتبات والمتاجر التي يرتادونها مع توثيق كل ما يرونه ويسمعونه.

وتوقف العمل بالبرنامج المثير للجدل، والذي رفعت ضد عدة شكاوى أمام القضاء في أبريل 2014. وتابع براتون أن البرنامج لم يتح كشف أي معلومات.

وعبرت عدة منظمات للدفاع عن حقوق المسلمين عن استيائها لتصريحات كروز بينما شهد تويتر تداولا مكثفا لهاشتاج #إحياء_المسلمين.

إلا أن ذلك لم يؤثر على كروز الذي كان أثار استنكارا عندما هاجم نيويورك وقيمها في يناير. وصرح كروز لـ"سي بي إس" أنه "ليس من المستغرب أن يهاجمني أعوان رئيس البلدية دي بلازيو الديموقراطيون".