من "المعتقلين" إلى "المثقفين".. طلب "الإفراج" يتصدر لقاء السيسي بالأدباء للمرة الثانية

كتب: سلوى الزغبي

من "المعتقلين" إلى "المثقفين".. طلب "الإفراج" يتصدر لقاء السيسي بالأدباء للمرة الثانية

من "المعتقلين" إلى "المثقفين".. طلب "الإفراج" يتصدر لقاء السيسي بالأدباء للمرة الثانية

عام وأربعة أشهر، المدة الفاصلة بين لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالكُتَّاب والمثقفين والأدباء، وتجدده ثانية، اليوم، في المكان نفسه "قصر الاتحادية"، وفي المرة الأولى استمر اللقاء خمس ساعات، وفي الأخرى استمر لنحو ثلاث ساعات فقط.

في 20 نوفمبر 2014، التقى الرئيس عددًا من الكُتاب والأدباء لمناقشة أهمية دور الثقافة خلال الفترة المقبلة للبلاد، والأوضاع الداخلية والقضايا التي تشغل الرأي العام، وتطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية المصرية، ولتأكيد وحدة الصف المصري، وطرح تبني مؤسسة الرئاسة مشروعًا للثقافة للنهوض بالدولة المصرية على غرار الدول المتقدمة، ليتسنى لهم المشاركة في قيادة المجتمع في المرحلة المقبلة، وشارك في اللقاء عدد من أبرز مثقفي مصر، من بينهم الكاتبة فاطمة ناعوت، يوسف القعيد، أحمد مراد والمنسي قنديل.

استمر اللقاء، حينها، 5 ساعات بدءًا من العاشرة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، وأوضح الكاتب طارق إمام، الذي حضر اللقاء، أن اللقاء تطرق لعدد من المحاور المهمة المتعلقة بالمشكلات التي تواجه الثقافة الجماهيرية وكيفية حلها، كما تطرق إلى ضرورة وجود علاقة وثيقة بين التعليم والثقافة، وضرورة تنقيح العديد من المناهج والكتب الدراسية من كل ما يحض على الكراهية والسلوكيات الخاطئة، متابعًا أن الحاضرين شددوا على ضرورة ضبط الخطاب الديني خلال الفترة المقبلة، باعتباره أحد العوامل التي ساهمت في اختلال المعادلة الثقافية للشعب المصري.

وأبدى الرئيس، وقتها، ترحيبًا شديدًا بفكرة عودة إنتاج الدولة للأعمال السينيمائية، وكلف المخرج وحيد حامد بإعداد المشاريع الخاصة بعودة السينما والدراما المصرية لسابق عهدها، في ظل انتشار الأعمال السينمائية والدراما العربية، التي تحمل أيديولوجيات مختلفة، وتطرق الحوار إلى وجوب تفعيل الدور الحقيقي لقصور الثقافة، خاصة في المحافظات، بوصفها المتنفس الوحيد للمثقفين في الأقاليم، وذلك بعد احتلال الخطاب الديني لها واستيلاء السلطة عليها خلال الفترة الماضية، وكذلك تم الحديث عن عودة هيئات الدولة للنشر، وذلك لإتاحة الفرصة لكل المبدعين من الأدباء، وخاصة الشباب منهم.

وقال السيناريست محمد صلاح العزب، بعد اللقاء الأول، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي "رمى الكرة في ملعب المثقفين"، بعدما طالبهم خلال فترة محددة وضع خطة لتطوير الثقافة المصرية والنهوض بها، وأكد أنه يراجع ملف المعتقلين للمرة الثالثة، للإفراج عن أكبر عدد ممكن، مشددًا على أنه لا يرضى أن يُظلم أحد بعهده ولكن في نفس الوقت هناك نوايا لا يعلمها أحد، وأنه لن يسمح لأحد أن يهدم مصر.

وتجدد اللقاء للمرة الثانية، اليوم، على الرغم من تنويه السيسي بأنه مستعد لعقد لقاء أسبوعي مع المثقفين، وقالت الناقدة الكبيرة فريدة النقاش، إنّ لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمثقفين، كان إيجابيًا للغاية، مشيرة إلى أنّ الرئيس استمع خلال اللقاء الذي استمر لثلاث ساعات، إلى آراء المثقفين في قضايا البطالة، وحبس بعض الأبرياء، وقانون ازدراء الأديان.

وطالبت النقاش الرئيس "باستخدام صلاحياته للإفراج عن الباحث إسلام بحيري، والكاتب أحمد ناجي المحبوسين في قضايا ازدراء أديان وخدش الحياء العام"، مؤكدة أنّ مثل هذه القرارات الداخلية ستعمل على تحسين صورة مصر في الخارج بشكل أكبر من إصدار البيانات ولتقديم أنفسنا للعالم بصورة مستلهمة من ثقافتنا ودياناتنا التي هي ملك للناس جميعًا.

وتابعت: "الرئيس رأى أنّه يتفق معنا، لكننا نتكلم بشكل نظري وليس من أرض الواقع، وطالبنا بعمل ورشات عمل تضم العديد من المثقفين، وتعمل على التواصل مع الشارع بهدف بلورة الأفكار الواردة في اللقاء لإعادة تقديمها إلى الرئاسة مرة أخرى"، مشيرة إلى أنّ الكاتبة إقبال بركة انتقدت تمثيل المرأة في هذا اللقاء، حيث لم يضم سوى 4 سيدات من بين 25 من المثقفين".


مواضيع متعلقة