«التنظيم» وافق على إجراءات ضد المجتمع المدنى فى 2012

كتب: محمد البلاسى

«التنظيم» وافق على إجراءات ضد المجتمع المدنى فى 2012

«التنظيم» وافق على إجراءات ضد المجتمع المدنى فى 2012

أثارت قضية منظمات المجتمع المدنى أزمة فى العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، ما دفع سيدنى بلومنثال، مستشار «كلينتون» السابق، إلى إرسال بريد إلكترونى بتاريخ 6 فبراير 2012، قال فيه «إن صناع السياسة والقرار فى مصر يقفون وراء القبض على مواطنين غربيين يعملون فى المنظمات غير الحكومية»، مضيفاً: «مصدر رفيع بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أكد أن الإجراءات التى اتخذت من قبل قوات الأمن المصرية والمحاكم ضد مواطنين أمريكيين وآخرين وغيرهم من العاملين بالمنظمات غير الحكومية العاملة فى مصر، اتُخذت بموافقة جماعة الإخوان بعد مناقشات سرية بين قيادات المجلس العسكرى والجماعة، بسبب مخاوف بشأن التهديد الذى تشكله التدريبات التى قدمتها المنظمات غير الحكومية إلى الجماعات السياسية المعارضة. ويعتقد المسئولون فى جماعة الإخوان أن هذه الجهود سوف تصب فى صالح إرباك الوضع السياسى فى الوقت الذى تتحرك مصر فيه نحو الحكم المدنى». وبحسب المصدر، فإن النيابة استشهدت بانتهاكات ارتكبتها تلك المنظمات فى حق القوانين المصرية التى تحكم جمع الأموال لاتخاذ إجراءات ضد المنظمات غير الحكومية، لكن الأسباب الحقيقية تكمن فى المخاوف بشأن الاتصالات بين المنظمات غير الحكومية والأحزاب العلمانية والليبرالية والحركات السياسية، ولهذا اتفق قيادات الإخوان والمجلس العسكرى على أن الوضع الأمنى فى مصر متدهور ومعقد، وأن المنظمات غير الحكومية هى المظهر الأكثر وضوحاً من جانب مجموعة المصالح الأجنبية.

{long_qoute_1}

ووفقاً للمصدر نفسه، فإن قادة المجلس العسكرى أبلغوا كبار أعضاء جماعة الإخوان أن المخابرات العامة تواصل تقديم تقارير تفيد بأن مؤسسات المعهد الديمقراطى الوطنى والمعهد الجمهورى الدولى، وفريدوم هاوس، ومنظمة كونراد أديناور الألمانية، وغيرها من المنظمات الأقل شهرة، تعمل مع مجموعة من الأحزاب السياسية المعارضة، وهو ما أثار قلقاً بشأن التقارير التى تفيد بأن أعضاء هذه المنظمات غير الحكومية يقومون بتدريب بعض السياسيين المصريين على التقنيات المستخدمة من قبل الأقليات البرلمانية فى البلدان الأخرى لتمرير برامجها. وبحسب «بلومنثال»: «عندما علم الجيش بأن الإجراءات قد تعرض المساعدات المالية المقدمة من الولايات المتحدة لمصر للخطر، أصبحت يد المجلس العسكرى مكبلة». وأوضح المصدر أن رئيس المجلس العسكرى المشير محمد حسين طنطاوى يدرك جيداً المخاطر المرتبطة بفقدان المساعدات الأمريكية والدولية وكذلك قرض صندوق النقد الدولى، ومع ذلك يشعر (طنطاوى) أنه من الممكن قبول خسارة ممكنة من المساعدات الأمريكية، إذا كان هذا هو ثمن الحفاظ والسيطرة على الوضع الأمنى فى مصر. وفى محادثة منفصلة، أعرب مسئول رفيع المستوى من المجلس العسكرى عن قلقه من أن العديد من أعضاء المجلس لا يعتقدون أن الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولى سوف يقومون بتعليق جميع المساعدات المقدمة لمصر. ونقل المصدر عن مسئول بجماعة الإخوان أنه ما إن يتم الانتقال إلى الحكم المدنى، فإن الجماعة سوف تكون قادرة على التفاوض مع الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى لحل الخلافات بشأن أنشطة المنظمات غير الحكومية فى مصر الإسلامية الجديدة.


مواضيع متعلقة