كرباج: أمى.. رحمها الله
سيدة هذا الكون. معلّمتى ومُلهمتى وخلاصة نساء العالم. هى - كما أحب أن أسميها - «أول الكلام.. وآخر الكتابة». هى «ألفى» و«لامى».. وأنا «ميمها». هى «ذلك الكتاب» الذى «لا ريب فيه». هى «الحب» على إطلاقه. هى «الرحمة» على إطلاقها. هى «كل شىء وكل أحد» حتى فى غيابها.. وبالذات فى غيابها. لم تضج بى فى وصل أو قطيعة. لم تبخل يوماً، ولم تَشْكُ. كانت تقول: أحملك على كتفى فأنهض من قعودى وأقطع الأرض من شرقها إلى غربها كفرسة المحارب. أجوع فأشبع بوجودك فى الدنيا. أتعرى فأتقمصك كامرأة حاكمٍ أو أمير. تلك أمى.. وأنا فراغها. أبحث عنها فى «عيدها» فتأتينى كسحابة حزن. تمطرنى ألماً يسد شروخ القلب فيكتب: «سبقتنى إلى الله.. وليس للعبد بعد الله من أحدٍ».