والدة الشهيد فتحى جمال: «ابنى فدا زميله.. وضهرى انكسر بعده»

كتب: سهاد الخضرى

والدة الشهيد فتحى جمال: «ابنى فدا زميله.. وضهرى انكسر بعده»

والدة الشهيد فتحى جمال: «ابنى فدا زميله.. وضهرى انكسر بعده»

فى انتظار وصول جثمان الشهيد فتحى جمال، جلست الأم عفت عوض وسط منزلها فى قرية الركابية الجديدة، التابعة لدائرة مركز كفر البطيخ بدمياط، تبكى على فقدانه «تركتنى ليه يا نور عينى، يا قلبى، ضهرى انكسر من بعدك، كان نفسى أفرح بك، ربنا ينتقم من الكلاب اللى قتلوك، مش عايزة غير القصاص يا ضناى».

وأمام أبواب المنزل البسيط، الذى تحول إلى سرادق عزاء، اصطف رجال القرية جنباً إلى جنب، فى محاولة لتعزية الأسرة فى فقيدها الشهيد، إلا أن نواح الأم المقبل من داخل المنزل دفع جميع الحاضرين إلى مشاركتها فى البكاء على الشهيد، بدلاً من الاستمرار فى محاولات التعزية، وتحول العزاء إلى مظاهرة للمطالبة بالقصاص، تنفيذاً لأمنية الأم.

«الوطن» حصلت على كلمات قليلة من والدة الشهيد، وسط دموعها، قالت فيها: «لم يتبق له سوى عام واحد لينهى خدمته، لكن الموت خطفه يا نور عينى، فهو عاد إلى الكمين ليقضى الخدمة بدلاً من زميله، فهو فداء زميله، وراح من أجل وطنه، وأنا حرمت منه طول العمر»، وتضيف، وهى تتذكر آخر مرة شاهدته، «كان فى إجازة قصيرة معنا قبل 9 أيام، وروى لنا ما يتعرض له مع زملائه من مخاطر». وخارج المنزل، جلس والد الشهيد وسط المعزين، زائغ العينين، وقال لـ«الوطن»، «راح سندى وابن عمرى، اللهم انتقم من الخونة القتلة، وتولَّ مصر واحمِها من أعدائها»، ثم أكمل وسط دموعه: «خلاص مفيش حاجة لها طعم، مات عكازى وسندى فى الدنيا، وراح فداء لزميله، بعدما نزل الخدمة بدلاً منه».

أما نورا، ابنة عمة الشهيد، فقالت: «ربنا يصبرنا، فالشهيد كان حسن الخلق، ويخدم الصغير قبل الكبير، كما كان دائم الابتسامة فى وجه الجميع، وكنا ننتظر أن ينهى خدمته حتى يخطب، لكن إرادة الله كانت نافذة، واغتالته أيدى الخسة والندالة»، موضحة أن الشهيد ينتمى إلى أسرة بسيطة الحال، فهو لم يكمل تعليمه، وكان يعمل «أويمجى» فى ورش الأثاث، بينما يعمل والده مزارعاً.

واتشحت قرية الشهيد بالسواد، وغطى الحزن شوارعها وبيوتها، وقالت «انتصار»، عمة الشهيد: «لا أريد سوى القصاص من الخونة، فما يحدث لأبنائنا لا يمت للإسلام بصلة.


مواضيع متعلقة