"نصار" في حواره لـ"الوطن": "السوشيال ميديا" غير ديمقراطية ولا تكفل حوارا حقيقيا

كتب: مصطفى عريشة، محمد على زيدان

"نصار" في حواره لـ"الوطن": "السوشيال ميديا" غير ديمقراطية ولا تكفل حوارا حقيقيا

"نصار" في حواره لـ"الوطن": "السوشيال ميديا" غير ديمقراطية ولا تكفل حوارا حقيقيا

قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن السمة المميزة الآن للجامعة هى الانضباط عبر تطبيق «سيف القانون» على الجميع، مؤكداً أن «حالة الترهل» لم تعد موجودة، وأن من يقول إن الجامعة تركت التعليم وتفرغت «لمنع النقاب» فهو كاذب.

وأضاف «نصار»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه ليس ضد النقاب كما أشيع، معتبراً النقاب «عادة بدوية» قادمة من الصحراء، وأن بعض القبائل حتى الرجال يتلثمون وقاية من الشمس والرمال والأتربة، مشدداً على أنه ليس فى الجامعة نساء «كاسيات عاريات» ضمن أعضاء هيئة التدريس كما يدعى البعض، بل هناك «زى جامعى».. وإلى نص الحوار:

■ ولكن منتقديك يرون أنك «ضد الدين»؟

- هذا غير صحيح، وعندما أغلقنا المصليات وفتحنا المسجد كان هذا بفتوى من دار الإفتاء معلقة على جدران المسجد، وعندما منعنا التدريس بالنقاب أو فى المستشفيات لم يكن هذا أمراً دينياً محضاً، ولم تعارضنا فيه المؤسسة الدينية الرسمية وهى الأزهر الشريف وعلماؤه، ولكن الذين عارضونا هم الجماعات المتطرفة الإخوانية والسلفية الذين يريدون أن يحكموا سيطرتهم على العقل المصرى بهذه المظاهر، أنا مع الدين الصحيح.

■ هل أنت ضد النقاب؟

- لست ضد النقاب كشخص أنا ضد استخدامه فى الجامعة أو فى العلاج ولدينا طالبات منتقبات، ولكنه ليس فرضاً وإنما عادة ومن تريد أن تنتقب فلتنتقب ومن تريد أن تعمل فى الجامعة فلتلتزم بقرارات الجامعة، وكل الجامعات الخاصة والبنوك والشركات الخاصة ليس فيها نقاب والنقاب ليس حرية شخصية. وعندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الناس فى التدريس أو غير ذلك، وأنا من حقى أن أعرف من يعاملنى؛ لأنه إذا ارتكب ضدى جريمة أو مخالفة فكيف نعرف من ارتكبته، واتفق فقهاء الإسلام وقال بذلك وزير الأوقاف والمفتى وشيخ الأزهر إن المرأة حينما تنزل إلى التعامل العام مع الناس يجب أن يرى الناس وجهها، والنقاب عادة بدوية من الصحراء وبعض القبائل حتى الرجال يتلثمون وقاية من حر الشمس والرمال والأتربة، وهى عادات قبلية ما زالت موجودة فى سيناء.

■ لماذا فشل غيرك فى اتخاذ قرار منع النقاب ونجحت أنت فى اتخاذه؟

- لأننى رجل قانون، واتخذت هذا القرار وفقاً للقانون وأيدنى القضاء فيه، ولسنا ضد النقاب كخيار شخصى، بمعنى أن حرية التنقل أهم من حرية الملبس، والتواصل بين الأستاذ والطالب يعتمد فى 70% منه على تعبيرات الوجه، حسب ما يؤكده العلم، والسيدة المنتقبة ارتضت أن تعمل عضو هيئة تدريس وتدرس للطلاب يجب أن تعطى العملية التعليمية حقها وإذا لم تفعل ذلك «تروح تقعد فى البيت بنقابها»، وليس لدينا نساء «كاسيات عاريات» فى الجامعة من أعضاء هيئة التدريس كما يدعى هؤلاء، بل لدينا زى جامعى، وترتدى الطبيبات البالطو فوق زيها هذا عبث وقلب للحقائق ونحن لا نهتم بذلك ولا نهتز، هم يطعنونا فى ديننا وفى عقيدتنا وبيننا وبينهم الله عز وجل سيحاسبنا كثيراً ولا يستطيع أحد أن يحكم على تدين أحد.

■ هل واجهت تهديدات ما على خلفية تلك القرارات؟

- نعم، ولكن لا يهمنا التهديدات ولا تؤثر فينا ولا نخاف منها لأننا مؤمنون بأن الإنسان بين قدرين؛ قدر مكتوب عليه سيصيبه ولا يرفع إلا بإذن الله وقدر لم يكتب عليه لن يصيبه حتى لو اجتمع عليه الخلق، والتهديدات متنوعة لأننا ندخل فى أكثر من مجال لكى نكشف عن معاقل الفساد والإفساد، وكانت هذه التهديدات فى صورة رسائل ومكالمات.

 

■ كيف ترى المشهد الحالى فى مصر؟

- لا يمكن أن تنظر إلى الواقع الذى تحيا فيه مصر قبل أن تأخذ فى الاعتبار مجموعة من الاعتبارات التى تحكم المشهد حتى يكون حكمك عليه حكماً سليماً، أولاً لا بد من التسليم بأن مصر فى الفترة الأخيرة ومنذ ما يقرب من 5 سنوات تواجه حالة استثنائية، فيها نقاط إيجابية ونقاط سلبية؛ وأولى هذه الإيجابيات هى أن مصر تعود إلى نفسها وتواجه خطرا إرهابياً كان يكمن تحت جلدها منذ أكثر من 8 عقود، ومواجهة الدولة لهذا الإرهاب يصيب أجهزة الدولة، خاصة الأجهزة الأمنية، بقدر من العصبية تسببت فى بعض الأخطاء لذلك لا بد من تفهم هذا الأمر.

والاعتبار الثانى هو أننا نعيش فى فضاء مُلتبس ومتداخل بدءاً من كم المعلومات التى تتداخل وتتراكم فى «السوشيال ميديا» ليست كما كانت ويظن الكثيرون أن مجرد حالات فردية هى سياسة عامة للدولة المصرية وهذا غير صحيح، لذلك لا يمكن أن نؤاخذ جهازاً مثل وزارة الداخلية ببعض الظواهر التى تحدث حتى وإن تعددت الأخطاء لأنها تظل نقطة فى بحر، وهى مرفوضة بالطبع، ولا يجب أن تحدث، ولكن يجب فهمها فى إطار الاستثناء وليس القاعدة لأنه عندما يكون لديك 90 مليون مواطن تؤمنهم الداخلية وإذا كانت هناك خروقات فى 100 أو 200 أو 300 حالة أو 500 حالة هى مستهجنة ولكنها ليست ظاهرة، الأمر الآخر أن مقاييس الناس غير موضوعية ووسائل «السوشيال ميديا» غير ديمقراطية لأنها لا تكفل إقامة حوار حقيقى. وإذا تحدثت برأيك فى موضوع ما مع شخص على مواقع التواصل الاجتماعى من الممكن أن يقوم الشخص بعمل «بلوك»، أى حظر، فى حال أنه لم يعجبه رأيك.


مواضيع متعلقة