وزير التعليم الفلسطيني في حواره لـ"الوطن": فوز "الحروب" بأفضل معلمة انتصر لهويتنا

كتب: أماني عزام

وزير التعليم الفلسطيني في حواره لـ"الوطن": فوز "الحروب" بأفضل معلمة انتصر لهويتنا

وزير التعليم الفلسطيني في حواره لـ"الوطن": فوز "الحروب" بأفضل معلمة انتصر لهويتنا

{long_qoute_1}

"احتلال غاشم، تدمير شامل للبنى التحتية والمنشآت، غارات، استيطان، اعتقالات، وتضييق على الحريات".. وأزمات أخرى لا تعد ولا تحصى، يعاني منها الفلسطينيون، في ظل ظروف أقل ما يقال عنها إنها "غير إنسانية"، لكن رغم المشاكل الكبيرة والأزمات التي لا تنتهي، اختارت مدارس فلسطين خطا مختلفا عما تعيشه بلادها من أزمات، ونجحت بإمكانياتها المتواضعة في الفوز بلقب "أفضل معلمة في العالم"، والذي حصدته الفلسطينية حنان الحروب من مؤسسة "فاركي فاونديشن" البريطانية.

"الوطن" حاورت وزير التربية والتعليم الفلسطيني الدكتور صبري صيدم، وناقشته في القواعد والآليات، التي مكنت فلسطين من الفوز بلقب "أفضل معلمة في العالم"، كما سألته عن الامتيازات التي يحظى بها التعليم في فلسطين، والأزمات التي يُعاني منها، وإلى نص الحوار..

 

- بداية كيف نجحت "فلسطين" في الفوز بلقب أفضل معلمة في العالم في ظل الاحتلال الإسرائيلي؟

= وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، بذلت جهدا كبيرا بالتعاون مع مجموعة من المعلمين والمدارس؛ لتقديم نماذج للتقدم بها في مؤسسة "فاركي فاونديشن"، ومؤسسة المُعلم الدولية، وبالفعل، وفقنا الله وفزنا بـ3 أفضل معلمين على مستوى العالم من بين الـ50 الأوائل، وذلك من بين 8 آلاف مشارك.

 

- كيف أهلتم المعلمين للمشاركة في المُسابقة، ووفقًا لأي قواعد تم اختيارهم؟

= اختيار المُعلمين جاء وفقًا لاستخدامهم الأساليب الحديثة، وضمانات التعليم التفاعلي، وتدريب الطلبة على تنشيط وسائل التعليم المشتقة من البيئة، إضافة إلى تدريبهم على إعادة تدويرها، وتمكين الطالب من تنفيذ التجارب العملية بشكل صحيح، فهي ثورة خارج نطاق التعليم التقليدي، تهدف لتعزيز مفهوم التعليم القائم على العلم والأنشطة.

 {left_qoute_1}

- كيف فازت "الحروب" تحديدا باللقب، وما هي الأشياء التي تميزت فيها عن باقي المتسابقين؟

= حنان الحروب تعمل في مدرسة حكومية بفلسطين، وكانت حريصة على فتح مجال التعلم باللعب والأنشطة وترسيخ هذا المفهوم، تحت متابعة من الإدارة العامة للاكتشاف.

 

- ما هي الجهة التي تعد المناهج الدراسية لمدارس فلسطين، ووفقا لأي قواعد؟

= يتولى إعداد المناهج، مركز المناهج الحكومي، والإدارة العامة للإشراف، وذلك وفقا للمناهج والقواعد السليمة التي ينبغي أن تتوافر فيها.

 

- ما هي آخر التطورات التي وضعتها فلسطين لتطوير التعليم؟

= وضعت اللجنة الوطنية للإشراف، مشروعا لاستبدال المناهج الحالية وبخاصة "التوجيهي"، تبدأ عملها مطلع مايو المقبل، وتهدف لاتباع الطرق الذي تستخدمها المدارس العالمية، إضافة إلى دمج التعليم المهني والتقني في النظامي، كما سيتم الاستعانة ببرنامج النشاط الحرفي في العطلة الرسمية، بحيث يتم ترسيخ مفهوم "الرجل البرمجي"، ويعني تدريب الطلاب على الأنشطة الرياضية والأدبية والعلوم الذهنية، كما بدأنا مشروع "الرقمنة والحوسبة"، بحيث يتم إدخال نظام الحاسوب بدءا من الصف الدراسي الثالث وحتى السادس الابتدائي؛ ضمن "الخطة الوطنية لتسريع وتطوير التعليم".

 

- هل تعاني فلسطين من مشكلة "الدروس الخصوصية"؟

= رغم أن مُعظم دول الجوار تعاني من تفشي "الدروس الخصوصية"، إلا أن الواقع الصعب الذي تعيشه فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي، والإمكانيات المالية المحدودة للأهالي، ساعدت في دحر الظاهرة، حيث إن معظم الأهالي لا يستطيعون دفع نفقاتها الباهظة.

 {left_qoute_2}

- كم يبلغ راتب المعلم الفلسطيني، وهل يختلف راتب معلم "الابتدائي" عن "التوجيهي"؟

= يبلغ الراتب الأساسي للمعلم في فلسطين نحو 400 دولار فأكثر، فيما يصل دخله إلى نحو 600 دولار بعد "العلاوات".

 

- كيف يتم اختيار وتأهيل المعلم قبل توظيفه في وزارة التربية والتعليم؟

= الأولوية لاختيار المعلمين في فلسطين تكون لشهادات الاختصاص، فلا بد أن يكون المُعلم متخصص في مجاله، وأن يحصل على شهادة التأهيل التربوي، وبداية من العام المقبل، لن يلتحق أي معلم بالتربية والتعليم، دون أن يكون متميزا في اختصاصه، وإن لم يكن متدربًا، فمتاح له التدريب من خلال المعهد الوطني للمعلمين.  

 

- هل يوجد أسس وقواعد مُنظمة لطريقة تعامل المُعلم الفلسطيني مع التلاميذ؟

= نظرًا لكثرة وقدرة المُعلمين، لا نطرح كُتب أو شروط مرجعية، وإنما هناك عناصر إرشادية لاستخدام التعليم في المراحل الأساسية، وبناء عليها يترك المجال للمعلم حسب قدرته على توصيل المعلومة في إطار 4 زوايا، كل زاوية منهم تمثل اتجاهًا مختلفًا.

 

- كم يبلغ عدد المدارس في فلسطين تقريبًا، وهل يوجد تعليم خاص بها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها؟

= يختلف عدد المدارس من منطقة إلى أخرى في فلسطين، وجار الآن عمل مسحًا ميدانيًا لتحديدها، لكن لدينا نحو 450 مدرسة خاصة، و2110 مدرسة حكومية، و350 مدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين.

 {left_qoute_3}

- كم تبلغ كثافة الفصول الدراسية بفلسطين "عدد الطلاب بكل فصل"، وكيف تستطيعون التغلب على أزمات الدراسة في أوقات القصف؟

= عدد طلاب الفصل في الضفة الغربية لا يزيد عن 34 طالبا، وإن كانت الأمور في فترة الاعتداءات على قطاع غزة، دفعتنا إلى زيادة نسبة كثافة طلاب الفصول بمدارسها، والضغط على المدارس بعمل عدة فترات تعليمية بكل مدرسة على مدار اليوم لمواجهة القصف.

 

- كم تبلغ ميزانية التعليم من إجمالي ميزانية فلسطين؟، وما هي أبرز المشاكل التي تواجه القطاع التعليمي؟

= بحسب الموازنة الجديدة للدولة، فإن نسبة قطاع التعليم تبلغ 20% منها، ويعتبر الاحتلال الإسرائيلي هو "الشبح الأكبر" الذي يواجهها، إلى جانب شُح الإمكانيات المالية.

 

- كم تبلغ نسبة الأمية في فلسطين؟، وهل يوجد أولوية لتعليم الذكور عن الإناث؟

= نسبة الأمية في فلسطين تمثل 0%، وبخاصة في المراحل الأساسية من التعليم، كما أن نسبة المتعلمين من الإناث أكبر من الذكور، أما المُعلمات من الإناث، فنسبتهم تمثل 61% من القطاع التعليمي المدرسي.

 

- ما شعور الشعب الفلسطيني عقب فوز حنان الحروب بجائزة أفضل مُعلمة في العالم؟

= فلسطين أثبتت وجودها على المستوى الأكاديمي والمعرفي، ونجحت في أن يرفرف العلم الفلسطيني على الخريطة الدولية، وتحدت الصعاب التي قادتها إلى هذا الانتصار، وحسمت الجدل الذي يدور في بعض الأروقة العالمية بشأن الهوية الفلسطينية، فهذه الجائزة بالنسبة لنا انتصار سياسي قبل أن يكون أكاديمي، واختبار نموذجي للاستفادة من التحديات والصعاب.


مواضيع متعلقة