يا وزارة الصحة.. نريد «الهارفونى» أقراصاً لا أوهاماً

خالد منتصر

خالد منتصر

كاتب صحفي

ليس كل ما يلمع ذهباً، وليس كل ما يُعبأ فى شرائط وعلب دواء!! المهم أن يمر هذا الدواء بكل التجارب المنضبطة ولا يوجد أى داع للسربعة والضغوط على وزارة الصحة للموافقة على تصنيع دواء فى مصر لمجرد أن الناس تحتاجه، فالمهم أن يكون دواء أصلاً مطابقاً للشروط والمواصفات العالمية وليس وهماً. وحتى هذه اللحظة، وللأمانة، وزارة الصحة تتخذ موقفاً جيداً من ضغوط بعض الشركات التى تصنع دواء الهارفونى، فقد انتشرت فى الآونة الأخيرة بعض الصيحات من بعض مصنّعى مثيل (الهارفونى) المصرى -العلاج الحديث لمرضى فيروس «سى»- للضغط على الحكومة والوزارة للسماح لهم بطرح منتجاتهم فى السوق المصرية، كما زعموا أن الإدارة المركزية لشئون الصيدلة تتعنت لتأخيرهم لصالح شركات أخرى بعينها، وكان لزاماً علينا تحرِّى الأمر وتوضيح الصورة للقارئ وللمريض المصرى. يمتاز الدواء الحديث لعلاج فيروس «سى» بوجود مادتين فعالتين بالعقار، الأولى هى «السوفوسبوفير»، وهى المادة الموجودة فى عقار السوفالدى مضافاً إليها مادة أخرى تسمى «ليديباسفير» والتى بوجودها فى هذا العقار يتم الاستغناء عن العلاجات المساعدة التى كانت تعطى مع السوفالدى. وبهذا يستطيع المريض الاعتماد على هذا الدواء منفرداً لعلاج فيروس «سى»، وبالسؤال عن تقنية تصنيع هذا المستحضر وُجد أن مادة «ليديباسفير» لا يمكن استعمالها منفردة لكى تضاف داخل القرص مع السوفوسبوفير وإنما يجب أن يتم استيرادها كمخلوط مع مادة أخرى تسمى «كوبوفيدون» بنسبة 1: 1، حيث إن براءة اختراع هذا المستحضر تنص على خلط هاتين المادتين بتقنية متطورة فى مصانع المادة الخام قبل استخدامها فى المصانع المحلية لإنتاج المستحضر النهائى.

دون الإسهاب فى التفاصيل الفنية وطريقة التصنيع، وُجد أن بعض المصنّعين لا يلتزمون باشتراطات التصنيع المذكورة ويقومون بإضافة المادتين داخل قرص واحد دون الالتزام بهذا المخلوط الذى هو فى الأساس الاختراع الذى يساعد على امتصاص الجسم للعقار بشكل سليم ومن ثم القضاء على الفيروس، ومن هنا جاء دور الوزارة فى الاعتراض على عدم التزام هؤلاء بالاشتراطات والمعايير الصحيحة فى التصنيع، فى حين أن هناك مصنّعين آخرين محليين مصريين التزموا بهذه الاشتراطات والمعايير، وبدلاً من تصحيح أوضاع هؤلاء غير الملتزمين واتباع المقاييس المعتمدة من وزارة الصحة فى أسلوب تصنيع هذه العقارات الاستراتيجية والمهمة، اتجهوا إلى صفحات الصحف والصوت العالى للضغط على إدارة الصيدلة للرضوخ لرغباتهم فى مخالفة الاشتراطات والمعايير فى التصنيع.

خطورة هذا الأمر، إن تم التصريح بتداول مثل هذه الأصناف غير المطابقة، هى الانتكاسات فى العلاج، وربما يؤدى استخدامها إلى طفرة وتحور فى الفيروس.

ومن هنا نشد على أيدى القائمين على إدارة شئون الصيدلة فى الوقوف بقوة بجانب مصلحة المريض المصرى والحفاظ على مستوى وسمعة الدواء المصرى وعدم الرضوخ لأى ضغوط من جانب من يبحثون عن مصالحهم الخاصة على حساب المرضى والمجتمع.