بالصور| 400 مصري في شركة "بن لادن" بلا رواتب.. والعودة "حلم صعب المنال"

بالصور| 400 مصري في شركة "بن لادن" بلا رواتب.. والعودة "حلم صعب المنال"
- العناية الإلهية
- المملكة العربية السعودية
- بن لادن
- انتحار
- المصريون بالسعودية
- العناية الإلهية
- المملكة العربية السعودية
- بن لادن
- انتحار
- المصريون بالسعودية
- العناية الإلهية
- المملكة العربية السعودية
- بن لادن
- انتحار
- المصريون بالسعودية
- العناية الإلهية
- المملكة العربية السعودية
- بن لادن
- انتحار
- المصريون بالسعودية
هجروا أحبتهم مُكرهين بحثًا عن لقمة العيش ورحلوا بعيدًا عن الأوطان هربًا من الجوع وتكبّدوا عناء السفر ومشقات الغربة، أملًا في توفير حياة كريمة لذويهم، وبعد رحلة عناء طويلة تحمّلها عمال مصريون للحصول على عقد عمل في شركة "بن لادن" بالسعودية، استيقظوا من أحلامهم الوردية التي نسجوها في خيالاتهم وأدركوا أنّهم كانوا يركضون خلف سراب.
لم يكن يعلم عمال شركة "بن لادن"، أنّ المستقبل يخفي لهم سوء الحظ وبؤس الحال، فحتى "لقمة العيش" التي كانت سببًا رئيسيًا وراء اغترابهم لم يتمكنوا من توفيرها طوال 4 أشهر كاملة امتنعت فيها الشركة عن صرف رواتبهم وتركتهم يعيشون في "كرفانات" أشبه بمُخيمات اللاجئين يستدينون ثمن طعامهم.
لم يقف سوء حظهم وبؤس حالهم عند ضيق رزقهم فحسب، ولكن العودة إلى أرض الوطن مرة أخرى أصبحت حلمًا صعب المنال لنحو 400 مصري يعملون في شركة "بن لادن" بالمملكة العربية السعودية، دون إقامات ولا رواتب بعد أن أخلّت الشركة بجميع بنود العقد الذي وقعته معهم، وتركتهم مكتوفي الأيدي أمام واقع مرير، فأصبحوا كمن "رقصوا على السلالم"، فلا منهم حصلوا على لقمة عيشهم، ولا عادوا إلى أوطانهم.
"راميينا في سكن متسكنوش الحيوانات من غير أكل ولا فلوس، وممعاناش إقامة مش عارفين نرجع بلدنا ، ولا عارفين ناخد مستحقاتنا، ولا عارفين نطلع من السكن، ولا عارفين ننقل كفالة، ولا نعمل إقامة ومحدش سائل فينا"، هكذا اختزل مصطفى السعيد أحد العاملين بالشركة، مُعاناة 2250 عاملًا من جنسيات عدة بينهم 400 مصري.
بنبرة يملأها اليأس، وعبارات يكسوها الألم، استكمل "السعيد"، الذي لم يعد يمتلك من سعادة الدنيا سوى اسمه:"بقالنا 4 شهور كل ما نكلم مدير الفرع يقول مفيش، ممعايش غير 3 ريال تخدوهم؟" وتابع: "أقسم بالله أنا زوجتي وضعت ملقيتش فلوس أبعتهالها، وعايش بالسلف وديوني وصلت 4000 ريال".
ورغم أن العقد الذي وقعه العمال مع الشركة شامل الإقامة والطعام والشراب والسكن، إلا أنّها أخلت بكل بنوده، وتركتهم دون إقامة، نظرًا لخلافها مع مكتب العمل، وسحبت منهم جوازات سفرهم، وأعطتهم صورًا منها يواجهون بها كمائن الشرطة، ولكنها لا تجدي نفعًا، حيث ترفض الشرطة الاعتراف بها في كل مرة، وتجبرهم على عمل "بصمة" بغرامة تقدر بنحو 1000 ريال يدفعونها قبل عودتهم لبلادهم.
4 شهور من الفقر والحرمان كانت كفيلة بضياع أحلامهم البسيطة وتحويلها إلى سراب، فكان "الانتحار" الحل لدى أحد زملائهم، الذي ألقى بنفسه من الطابق الرابع، للتخلص من حياته، بعد أن مر بأزمة مالية عجز فيها عن الإنفاق على نفسه وأسرته، إلا أنّ العناية الإلهية أنقذته، فظل على قيد الحياة يعاني كسورًا مضاعفة.
العودة إلى الوطن أصبحت حلمهم الأوحد، ولكنها تبدو في ظاهرها صعبة المنال :"مش عايزين حاجة غير يطلع لينا إقامة، أو ننقل كفالة، أو نروح بلدنا، معانا ناس كتير هنا من جنسيات مختلفة متفنشين ومحبوسين في السكن وعايزين يرجعوا بلادهم ومش عارفين عشان مفيش إقامة ومحدش بيسأل فيهم"، وتابع السعيد: "ولو المسؤولين تدخلوا ورجعونا مين يجيب لنا حقنا في 4 شهور اشتغلناهم بدون مقابل، وغرامات إقامة علينا مفروض تتدفع"، مؤكدًا أنّهم لجأوا إلى السفارة المصرية بالسعودية عدة مرات دون جدوى.