بعد فشل القوات الأمريكية.. الأفغان يسيطرون على أحد معاقل طالبان

كتب: أ ف ب

بعد فشل القوات الأمريكية.. الأفغان يسيطرون على أحد معاقل طالبان

بعد فشل القوات الأمريكية.. الأفغان يسيطرون على أحد معاقل طالبان

يحمل القائد الميداني سلطان محمد بندقية اغتنمها من أحد مقاتلي طالبان في منطقة جنوبية أفغانية، كانت وكرًا لمسلحي الحركة، حيث حقق الجيش الأفغاني انتصارًا نادرًا فشلت في صنعه القوات الأمريكية.

وكانت بنجاوي إحدى المناطق التي ركزت عليها خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لزيادة عدد القوات المنتشرة في أفغانستان في 2009، وهدفها إلحاق الهزيمة بطالبان، إلا أن هذه المنطقة الجنوبية سرعان ما أصبحت رمزًا لفشل تلك الخطة.

وتمكن بعض القادة وبينهم سلطان محمد، قائد شرطة بنجاوي، الذي اشتهر بقساوته، في السنوات الأخيرة من فعل ما لم يتمكن الأمريكيون من فعله، وهو ترويض معقل المتمردين الذي عرف بمسمى "نافورة الدم".

ولم يعد مقاتلو طالبان يشاهدون في هذه المنطقة من ولاية قندهار، وتنتشر بساتين الرمان في الحقول التي كانت مليئة بالألغام، وأصبحت زارعة الخشخاش التي كانت مصدر تمويل للمتمردين أمرًا من الماضي.

وقال محمد يتبعه مسلحون موالون "عندما كانت القوات الأمريكية هنا، كان مقاتلو طالبان على بعد كيلومتر واحد من قواعدهم، والآن لم يعودوا حتى على بعد 100 كلم".

وأضاف "لقد فعلنا ما لم يستطعه الجنود الأمريكيون وهو تخليص المنطقة من طالبان"، وللحصول على صورة أوضح للتغيير، يمكن مقارنة الوضع في بنجاوي بالوضع في المنطقة الأوسع حيث يتواصل قوات حلف الأطلسي إلى النزاع بعد عام من انتهاء مهمتها القتالية، وأصبحت ولاية هلمند المجاروة الغنية بالافيون على حافة الانهيار".

وتتراجع القوات الأفغانية التي تتعرض لضغوط كبيرة في المناطق الجنوبية المضطربة، متخلية عن مساحات شاسعة في مناطق رئيسية إلى قوات طالبان.

وبلغ عدد النازحين 1.2 مليون شخص العام الماضي بسبب زحف التمرد باتجاه مدن كبرى الولايات.

لكن الوضع في بنجاوي مختلف فالأطفال يتوجهون إلى المدارس لتعلم الجبر بدلًا من تعلم مناهج طالبان، وعاد مزارعو العنب للعمل في كرومهم حتى بعد الغروب، وأصبح الزوار يأتون إلى المنطقة في رحلات صيد الطيور.

ويتحدى تحول بنجاوي معقل حركة طالبان المفهوم العام بأن قوات الأمن الأفغانية التي تعاني من ارتفاع عدد القتلى بين صفوفها إضافة إلى ازدياد حالات الفرار، لا تستطيع الوقوف وحدها دون مساعدة قوات حلف شمال الأطلسي.

ويقول المراقبون أن بنجاوي لا تعاني من خليط معقد من العوامل القبائلية والاقتصادية، وعلى عكس المناطق المجاورة التي تعاني من العنف، فإنها لا تقع على طريق رئيسي لتهريب المخدرات.

وقال مسؤول غربي يعمل في "كابول"، إن عدم وقوع المنطقة على طريق رئيسي ساعدها في تحقيق انفراج أدى إلى عودة العديد من المسلحين المتمردين إلى الزراعة، إلا أن ما تحقق في بنجاوي يعود بشكل أساسي إلى الرجال الأقوياء المعارضين لطالبان، وبينهم الجنرال عبدالرازق، قائد شرطة قندهار القوي، الذي يسيطر على الولاية بالحديد والنار، ويتهم بأنه يدير غرف تعذيب سرية لكنه ينفي ذلك.

وقال مسؤول مقرب من عبدالرازق، إن تعليمات عبدالرازق لرجاله بسيطة، "لا تجلبوا العدو حيًا".

وأعلنت وزارة الداخلية، الأسبوع الماضي، أنها تحقق في تسجيل فيديو وحشي يظهر رجال محمد على ما يبدو يعذبون شخصًا يعتقد أنه كان سينفذ هجومًا انتحاريًا.

وظهر الرجل في الشريط الذي انتشر بشكل كبير، ويداه موثقتان إلى عربة شرطة تجره على طول الطريق قبل أن تنقض عليه الحشد ويحاول أحد الضباط عضه بشدة في ذراعه.

وبالنسبة لانصار عبدالرازق وسلطان محمد، فإن مثل هذه الوحشية جعلتهم أقوياء في مواجهة التمرد الصعب، وهو الأمر المهم جدًا أكثر من أي وقت مضى مع تدهور أفغانستان إلى الفوضى.

وقال سراج الدين، مسؤول الشرطة، الذي يعزي إليه الفضل في التخلص من آلاف الألغام في بنجاوي "لو أمسكت بأحد أنصار طالبان يزرع لغمًا، فسأجعله يجلس عليه لينفجر".

 

وأوضح قائد شرطة بنجاوي سلطان محمد، أن الانتصار في المنطقة تحقق لدى خروج آخر جندي أمريكي منها، وقال "بعد خروج الأمريكيين لم يعد يوجد مبرر أخلاقي لدى طالبان لتتواجد هنا".


مواضيع متعلقة