هيئة «زعزوع» لتنشيط السياحة

«يطعمكم ما يحرمكم يا ألمان»، «حسنة قليلة يا ولاد برلين تمنع عنكم بلاوى كثيرة»، كانت هذه هى الطريقة التى تخيل هشام زعزوع أنها قادرة على دعم وتنشيط السياحة فى مصر.

السؤال الآن: هل هشام زعزوع وزير للسياحة، أم خبير فى إدارة نشاط التسول على أرصفة مسجد السيدة زينب؟، وزير أم متسول، تلك هى المشكلة، والمشكلة ليست فى السياحة، المشكلة فيمن يديرونها بمنطق التسول، و«الشحاتة» على الشعب المصرى، والمصرى الذى يريد تصدير صورة محترمة لوطنه تجذب السائح الألمانى، تم تصديره فى مؤتمر لهشام زعزوع على أنه متشرد متسول لا يجد الطعام لأطفاله، وهل الألمان أو غيرهم أطفال حتى يذهبوا لتمضية أوقاتهم فى وطن سكانه متشردون، لا يجدون قوت يومهم، وبمناسبة الأيام، كان يوماً أسود فى تاريخ هذا الوطن، حينما جلس «زعزوع» على كرسى الوزارة، وبمناسبة الوزارة عليك أن تعلم يقيناً أن السياحة فى مصر لن تسترد عافيتها طالما تدار بنظرية «الخرم»، وكيف أصلاً لوزير سياحة تخيل أنه قادر على إقناع السياح الإنجليز بالعودة إلى القاهرة وشرم الشيخ بجملته الشهيرة: «تعالوا وهنسدلكم الخرم»، «الخرم أصلاً» فى دماغ معالى الوزير زعزوع، فلا يوجد شخص عاقل راشد يمكنه أن يفعل ما فعله «زعزوع» فى ألمانيا.. وماذا فعل؟!

كان وزير السياحة فى ألمانيا لتنشيط حركة السياحة، وتم تنظيم حفل مسائى بعنوان: «الليلة المصرية» حضره أهل السياحة والشركات والمال فى ألمانيا ليسمعوا من الوزير المصرى خطته لتنشيط السياحة والإجراءات التى اتخذها لطمأنة السائح الألمانى على الوضع الأمنى، والخطط والتصورات الجديدة، التى وضعها لتحسين الخدمات المقدمة للسائحين، كان الكل ينتظر عرضاً مبهراً يناسب الأزمة التى تعيشها مصر، عرضاً موثقاً بخطط وتصورات ودراسات وأرقام، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، فوجئ الحضور بأن وزير السياحة المصرى يعرض صوراً لمجموعة من العاملين فى قطاع السياحة المصرى، للتدليل على وضعهم المالى الصعب، صورة لشاب يبيع قطعاً أثرية مقلدة فى الشوارع، وهو فى وضع صعب، وصورة لصاحب حنطور فى الأقصر قال عنه الوزير: أوقفنى هذا المواطن وقال لى يا وزير شايف الحصان ده.. وشايف ابنى اللى على كتفى.. الحال صعب وأنا مش عارف أأكل الحصان ولا أأكل ابنى».

كانت هذه خطة الوزير لإعادة السياحة فى مصر، وهى خطة تأتيكم برعاية «شحاتين السيدة زينب»، تخيلوا وزير السياحة يجعل من الشعب المصرى شحاتين، تخيلوا أن قطاع السياحة الذى يكمن جزء من معاناته فى شكاوى السائحين الأجانب من المتسولين يتم الترويج له بصورة تقول إن العاملين فى القطاع أصبحوا هم أيضاً من المتسولين.

الجريمة أكبر مما تظن، الجريمة ليست سوء عرض، الجريمة تتعلق تماماً بعقل وتصورات وزير السياحة، الذى لم تعلم وزارته أن مطرباً شهيراً بحجم برايان آدمز زارها فى الأيام الفائتة، وفات على وزارة السياحة ومسئوليها استغلال تلك الزيارة، الجريمة تتعلق بأن هشام زعزوع لا يملك تصورات واضحة لهذا القطاع وعملية تنشيطه، الجريمة الأكبر أن وعى هشام زعزوع السياسى بائس ومثير للشفقة.

وزير السياحة لم يدرس حتى الشعب الذى يريد مخاطبته، لم يدرس الشعب الألمانى، لأنه لو قرأ قليلاً أو سأل عن الطريقة التى يمكن من خلالها التأثير فى الألمان، فسيعلم أن الألمان هم آخر شعب يمكن ابتزازه عاطفياً بصورة عن متسول، الألمان شعب عملى، شعب أرقام وحسابات يعرف الخطط والتصورات والإجراءات، وتلك هى المشكلة الأكبر، أن الوزير لم يفهم الشعب الألمانى، كما لم يفهم الشعب المصرى، لم يفهم أن المصريين قد يقتلهم الجوع ولا تدوس كرامتهم بتحويلهم إلى متسولين.

حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا «زعزوع».