ساعة على حافة رصيف الخطر: مشادات وتدافع لحظة وصول المترو

كتب: محمد سعيد

ساعة على حافة رصيف الخطر: مشادات وتدافع لحظة وصول المترو

ساعة على حافة رصيف الخطر: مشادات وتدافع لحظة وصول المترو

خلال ساعة قضتها «الوطن» على رصيف مترو الأنفاق، وهو المكان الذى اختاره بعض الشباب ليكون طريقتهم فى الانتحار وإنهاء حياتهم. فى محطة «دار السلام» التى تقع ضمن الخط الأول لمترو الأنفاق فى صباح 23 فبراير الماضى، وبالتحديد من الساعة الثامنة حتى التاسعة صباحاً، رصدت خلالها الحالة العامة بالرصيف وحركة استقلال المواطنين مترو الأنفاق، واصطفافهم وتجمعهم على حافة الرصيف انتظاراً لقدوم القطار وسط زحام شديد وتدافع فى الخروج والدخول إلى العربات.

{long_qoute_1}

يتدفق إلى رصيف القطار، بخاصة فى اتجاه «المرج»، عشرات المواطنين كل دقيقة تقريباً عن طريق السلم الكهربائى، حيث يسير الجميع بشكل سريع محاولين اللحاق بالقطار المقبل أملاً فى وصول كل إلى غايته، الرجال والسيدات إلى أماكن عملهم والشباب إلى جامعاتهم، ويزيد عدد المواطنين وكثافتهم بصفة خاصة بين الثامنة والتاسعة صباحاً، وبين 4 عصراً والسادسة مساءً، وهى أوقات الذروة لمترو الأنفاق.

ونتيجة شدة الزحام على رصيف مترو الأنفاق لا يستطيع بعض السيدات اللحاق بالقطار، فيدخل القطار المحطة ويفتح أبوابه للمواطنين، فتندفع السيدات بشكل لافت للجميع على الأبواب دون إعطاء فرصة للخارجين من القطار لمغادرة العربة، وتصيح السيدات: «ادّونا فرصة نخرج الأول حرام عليكم»، وبعد خروجهن يستطيع بعض المواطنين استقلال القطار بينما تغلق الأبواب على ملابسهم أو على حقائب السيدات، ومن ثَم يلجأون إلى محاولة فتح الأبواب مرة أخرى، والبعض الآخر يسمع صوت الإنذار بإغلاق الأبواب، وتُغلَق قبل دخولهم، فتظهر على وجوههم الحسرة بسبب عدم لحاقهم بالقطار، ويُضطرّون إلى انتظار القطار التالى.

يأتى القطار إلى المحطة مزدحماً بشكل كبير من الداخل، وذلك بسبب تحميله الركاب من المحطات السابقة، كما يزيد الازدحام على الرصيف كلما تأخر القطار فى الوصول إلى المحطة. ويحدث عديد من المشادات الكلامية بين الركاب على رصيف المترو، ومعظمها بسبب الازدحام الشديد والتدافع فى الدخول والخروج من عربات القطار.

حدثت مشادة فى محطة «دار السلام» فى ذلك الوقت، حيث نشبت مشادة كلامية بين مواطنَين كادت تصل إلى الاشتباك بالأيدى، إذ أصرّ الأول على الإمساك بالباب وعدم إغلاقه، وتعطيل القطار بالكامل، مما استفز الآخَر الستينى فقال: «إنت كده بتعطل المترو وبتعطل مشاغل الناس، متعملش كده تانى، عيب، إنت مش صغير على الحركات دى»، فردّ عليه الأول: «أنا مش هاردّ عليك عشان إنت راجل كبير، وأنا كنت خارج من الباب بس لازم أفتح لباقى الناس عشان يلحقوا يركبوا».

وبالنسبة إلى الوجود الأمنى على شريط مترو الأنفاق فى ذلك الوقت فلم يكُن هناك سوى فرد أمن وحيد على المحطة بأكملها، يقف فى الخط فى اتجاه «المرج» أمام عربات السيدات، يراقب الدخول والخروج حتى يمنع استقلال الرجال عربات المترو المخصصة للسيدات، ثم يختفى من الرصيف بأكمله، فيما لم يُعِر فرد الأمن انتباهاً لشدة كثافة المواطنين على حافة الرصيف، ولا يحذّرهم بالابتعاد عن الحافة، لأن من السهل وقوع أحد منهم على عجلات القطار بسبب شدة الزحام والتدافع.

 


مواضيع متعلقة