مستشار أكاديمية ناصر: "رعد الشمال" رسالة بعدم حاجتنا لقيادة الأجانب لمواجهة الإرهاب

مستشار أكاديمية ناصر: "رعد الشمال" رسالة بعدم حاجتنا لقيادة الأجانب لمواجهة الإرهاب

مستشار أكاديمية ناصر: "رعد الشمال" رسالة بعدم حاجتنا لقيادة الأجانب لمواجهة الإرهاب

قال اللواء أركان حرب متقاعد، محمد الغباري، مستشار مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن تدريب "رعد الشمال"، الذي شاركت فيه 14 دولة عربية، و6 دول إسلامية بالسعودية مؤخرًا، أكد للعالم أجمع عدم حاجتنا لـ"القيادة الأجنبية" لمواجهة الإرهاب على الأراضي العربية، مشددًا على أن الدول العربية وحلفاءها من الدول الإسلامية قادرون على مواجهة شرور الإرهاب.

وأضاف الغباري، في حوار لـ"الوطن"، أن الرياض أصرت على مشاركة الجيش المصري في تدريب "رعد الشمال"، والقوة الإسلامية المشتركة نظرًا؛ لأنه جيش يشتهر بأنه وطني وغير عقائدي يتحرك للدفاع عن مصالح وطنه العليا فقط، ومن ثم فإن تلك القوة ليست موجهة ضد عقائد بعينها مثل السنة أو الشيعة، ولكن لمواجهة من يعتدي على المصالح العربية، أو يمس الأمن القومي المصري أو العربي أو الخليجي.

ويرى مستشار مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن القوة الإسلامية ليست بديلًا عن "القوة العربية المشتركة"، ولكنها قوة شكلت لموقف طارئ غير دائم لمواجهة الإرهاب، وصانعيه بالمنطقة، ومن ثَم فإنها "قوة غير ثابتة" على نقيض "القوة العربية"، التي سيقودها وزراء الدفاع العرب، ويكون هناك نظام خاص بجامعة الدول العربية.

وشدد الغباري على أن "رعد الشمال" عكس للعالم جدية الجيوش العربية في مواجهة العناصر الإرهابية، وأنه جهز الجيوش المشاركة به؛ لمواجهة أي تهديدات سواء كانت من جيوش نظامية أو تنظيمات إرهابية، وإلى نص الحوار:

{left_qoute_1}

• لماذا اجتمعت جيوش الـ20 دولة للمشاركة في التدريب العسكري المشترك "رعد الشمال" بالسعودية والذي اختتم أعماله أمس الأول؟

- "المملكة" تريد أن تشكل "تحالفًا" لكي تقول للدول الأجنبية العاملة في المنطقة أن العرب والإسلاميين من الممكن أن يتحدوا؛ ليفعلوا شيئًا ضد الإرهاب في المنطقة، وبالتالي فإننا لا نحتاج لتدخل دول خارجية في المنطقة؛ ولذا فإن "التحالف الإسلامي" الذي تتحرك السعودية فيه سيكون له شقين؛ أولهما سياسي، والآخر عسكري، لأنه لا يوجد تحالف عسكري يعمل دون إطار سياسي يجهز له "مسرح العمليات" لعمل "القوة العسكرية".

• ذلك كان هدف إنشاء "التحالف الإسلامي"، لكن لماذا انعقد تدريب "رعد الشمال"؟

- لأن التحالف بدأ بالتدريب المشترك؛ فأنت حين تعمل داخل إطار جيش دولة واحدة؛ فأنت تدرب أسلحة، وأفرع جيشك الواحد للعمل سويًا عبر "المناورات"؛ فسلاح المشاة يتدرب مع المدرعات مع المدفعية مع غيره من القوات؛ لخلق حالة من وحدة الأسلحة المشتركة الحديثة للقيام بمهمة واحدة عبر تلك الأسلحة المختلفة للتحرك لتحقيق أهداف أي قوات مسلحة، وينغمس مع تلك القوات في التدريب بعدها الأفرع الرئيسية من قوات جوية، وبحرية، ودفاع جوي، حتى ترتقي قواتك في النهاية للقيام بأى مهمة يكلف بها، وإذا كان هذا ينطبق على جيش دولة واحدة ليجهز لمهمته؛ فما بالك بـ20 دولة كل منها لها مفاهيمها العسكرية، ونظامها في التدريب والقتال، ومن ثم كان يجب أن يتم عمل تدريب مشترك بين تلك القوات لإيجاد مفاهيم مشتركة يمكنهم على أساسها القيام بأي مهمة يكلفوا بها مجتمعين.

{left_qoute_2}

• وهل هناك دلالة لهذا التدريب المشترك؟

- دلالته أن الدول العربية جادة في محاربة الإرهاب؛ لأننا لو لم نعمل هذا التدريب لتنسيق جهود تحرك القوات؛ فإنني لن نكون جادين في مسألة محاربة الإرهاب، والمملكة العربية السعودية كانت مصرة على ضرورة اشتراك مصر في هذا التدريب "العربي - الإسلامي" المشترك.

• ولماذا أصرت "المملكة" على مشاركة مصر في "رعد الشمال"؟

- لأن الجيش المصري معروف أمام العالم أجمع أنه ليس "جيش عقائدي"، ولكنه ينفذ المهام المطلوبة منه طبقًا للمصلحة العليا لوطنه، ومن ثم فلن يكون هناك شبهة عقائدية بالتدريب أو القتال الذي قد ينشأ؛ فالتحالف ليس مشكلًا لمقاتلة أصحاب العقيدة السنية ولا الشيعية، ولكن سيقاتل من يعتدى على مصلحتنا أو يمس الأمن القومي المصري أو العربي أو الخليجي.

• تمتلك من الخبرة العسكرية الكثير في عددٍ من المناصب التي جعلتك تشاهد تدريبات، ومناورات، وغيرها؛ فكيف ترى "رعد الشمال" إذاً؟

- التدريب استمر لنحو 15 يومًا، واحتوى على شقين؛ أولهما تدريب تقليدي للجيوش، وتشكيلاتها العادية مع بعضها على البعض سواء كتيبة مع كتيبة أو لواء مع لواء، وهو تدريب جيوش نظامية لمواجهة أي اعتداء نظامي قد يهدد أمن الدول، وكيفية التحرك لمواجهته، أما الشق الثاني؛ فكان التدريب ضد الإرهاب حتى أطلق على أماكن التدريب أسماء قوة مختلفة مثل قوة "رفح" أو "العريش"، وهي مسميات مناطق بها منظمات إرهابية لكي يتم عكس إيحاء أن التدريب ليس لصالح المملكة السعودية فقط، ولكن أي أماكن يتواجد فيها العناصر الإرهابية بالمنطقة، ليتم التحرك لحماية الدول بعد استيافاء الإجراءات القانونية المطلوبة لذلك.

{left_qoute_3}

• وما معنى أن يحتوي التدريب على هذين الشقين؟

- دلالته أننا يمكن أن نحارب جيوش أو مجموعات إرهابية، ومن ثم يعطي "عمومية المهمة" للمجموعات التي تدرب؛ لتكون جاهزة لأي مهمة تُكلف بها.

• وما دلالة حضور السيسي وقادة وزعماء الدول المشاركة بالتدريب في بيانه الختامي؟

- التحالف كما ذكرت يجب أن يكون له شق سياسي مع العسكري؛ فحضور القادة لبيانه الختامي يعطي للتحالف، والأعمال التي قد يقوم بها غطاء سياسيًا، وهو ما كانت تطمع أن توصله المملكة السعودية للدول التي تدعم الإرهاب أو من يعمل على تحقيق "الشرق الأوسط الجديد"، وهو التهديد الأكبر الذي تشهده المنطقة حاليًا.

{long_qoute_1}

• وما رسائل "رعد الشمال" إذًا؟

- رسالته أننا يمكن أن نجتمع، ونتحد، و"نعمل عمل معين".

• وهل سيكون "التحالف الإسلامي" قوة ثابتة على غرار "درع الجزيرة" أو "القوة العربية المشتركة" التي نطالب بإنشائها مثلاً؟

- لا؛ فهي مشكلة بغرض مقاومة الإرهاب؛ فليست تنظيم ثابت يتبع قيادة ثابتة في مكان ما؛ فمثلًا "القوة العربية المشتركة"، التي تنادي مصر بتشكيلها، يقودها مجلس وزراء الدفاع العرب، ومكانها في جامعة الدول العربية، ولها نظام في الجامعة، ولكن هذه القوة لم يحدد أيًا من هذا بعد.

{long_qoute_2}

• لكن القادة مجتمعين يعطونها الشق السياسي؟

- نعم، ومن ثم يمكن أن تقوم بأعمال، لكن لم يقول أحد مين سيقودها أو أين ستتدخل؛ فمثلًا في "عاصفة الحزم" كانت القيادة سعودية؛ لأن العمل سيكون انطلاقه من "المملكة"، لكن لو عملت في سوريا من الذي سيقودها، وهكذا.

• حسبما تقول فإنها "قوة لمهمة خاصة"؛ فلماذا لم تتعاون دول منفردة مثل مصر والسعودية في التحرك؟

- القادة العرب يقودون تلك القوات مشتركين لكي لا تكون قيادة أعمال مكافحة الإرهاب في المنطقة تحت "القيادة الأمريكية"؛ فهي حل لموقف طارئ، وهو الإرهاب، وليس بالأمر الدائم، و"القوة" ستواجه الإرهاب، وصانعه في منطقة الشرق الأوسط.

• لكن مصر ترفض التدخل العسكري في سوريا.. والعراق ترفض تدخل القوة بها؟

- الرئيس العراقي كان قلقًا من التدريب لأنه على حدوده، والإرهاب في أراضيه، والقوة موجهة ضد الإرهاب، ومن ثم قد تدخل تلك القوات لأراضيه، ومن ثم جاء لمصر ليتأكد من الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن "الموضوع مش في نيتنا خالص"، وينبغي أن يعلم الجميع أن الموقف في المنطقة معقد للغاية.

• ولماذا لم يشترك جيش عربي قوي بحجم الجزائر في التدريب المشترك؟

- لأن الجزائر لها تجربة سابقة في مقاومة الإرهاب، والذي انتهي بـ"الحل السلمي السياسي" بعد 10 أعوام من القتال، وبالتالي ترى أننا يجب أن نبدأ بالحل السلمي، وكان هذا الأمر في الشأن الليبي على سبيل المثال، وكانت تؤيدها تونس بسبب تواجد إخوان مسلمين في ليبيا، وتواجدهم لديها، ولكن بعد أن استهدفت الأراضي التونسية؛ فبدأت في استخدام القوة العسكرية، والأمر الذي لم يمتد للجزائر حتى الآن.


مواضيع متعلقة