الأستاذ الجامعى: دروس.. وتحرش.. وسرقة أبحاث

كتب: محمد على زيدان

الأستاذ الجامعى: دروس.. وتحرش.. وسرقة أبحاث

الأستاذ الجامعى: دروس.. وتحرش.. وسرقة أبحاث

خلف أسوار الجامعة، طلاب وطالبات يتلقون العلم على يد أساتذة، يفترض أنهم يجلسون فى المجتمع بين صفوف النخبة، يعتلون رأس الهرم الذى يتكون منه أضلاع مثلث الجامعة من «أستاذ جامعى وطلاب وموظفين»، لكن بالرغم من مكانتهم المرموقة، إلا أن مثلهم مثل الذى يبحث عن زيادة نفوذه فى مكانه، واستغلال أستاذيته هذه فى رسوب طلبة وطالبات، والتحرش بأخريات، وإعطاء دروس خصوصية للطلاب، ومراجعات نهائية للمواد من يلفظ منهم فى الإقبال عليها يتم وضعه اسمه فى «قائمة سوداء» ليكون مصيرهم الرسوب فى المواد، ومن هنا يتم استغلال الطلبة، التى تتخوف من الرسوب فى الكلية، فيلجأون مضطرين إلى دفع الأموال لتلقى الدروس الخصوصية خوفاً على مستقبلهم.

{long_qoute_1}

أحد طلاب كلية الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة، والذى رفض ذكر اسمه خوفاً من ذكر اسم الدكتور الذى يتعمد، بجانب عدد من زملائه، ترسيبهم فى المادة الخاصة به، يروى أنه التحق بكلية الهندسة منذ 7 سنوات، ولم يتخرج فى الكلية حتى هذه اللحظة، نتيجة رسوبه فى الفرقة الثالثة لثلاث سنوات متتالية، بسبب عزوفه عن تلقى دروس خصوصية لدى أساتذة الجامعة، قائلاً: «قبل الامتحانات الدكاترة بتعمل مراجعة نهائية بمبلغ 150 جنيهاً، ودى إحنا بنحضرها عشان تحط اسمك مع الدكتور أنك حضرت، وحتى لو عرفت الأسئلة من زمايلك فأنت هتسقط لأنك مارُحتش ودفعت الفلوس».

من خلال عدة وقائع يمكن رصد بعض المخالفات الشاهدة على وقوع فساد من قبل أساتذة الجامعة، التى دفعت إدارات الجامعات إلى تحويل العديد منهم إلى التحقيق، ومنهم من تم فصله، نتيجة أفعال منافية لاحترام مكانة أستاذ الجامعة فى وسط المجتمع. خلال شهر يناير الماضى، أحال الدكتور أحمد عبده جعيص، رئيس جامعة أسيوط، أحد الأساتذة بقسم علم الحيوان بكلية العلوم إلى الشئون القانونية، وذلك للتحقيق فى الشكاوى المقدمة ضده من بعض زملائه وعدد من طلاب الفرقة الأولى بكلية الزراعة. وأكد رئيس الجامعة أنه اتخذ هذا القرار بعد تلقى شكاوى توضح تعدى الدكتور لفظياً على الشاكية، وذلك لطرد الطلاب ومنع زميلته من إجراء الامتحان الشفوى لهم، ما تسبب فى إهانتهم وإلحاق الضرر النفسى بهم. واقعة أخرى ترجع إلى شهر نوفمبر الماضى، أحال خلالها الدكتور عادل النجدى عميد كلية التربية بجامعة أسيوط رئيس كنترول البرنامج الخاص فى الدراسات العليا إلى التحقيق الإدارى بالكلية، لقيامه بتسريب نتيجة الكنترول إلى إحدى الطالبات، وذلك بعدما نشرت الطالبة النتيجة كاملة على صفحات التواصل الاجتماعى.

يقول محمد النوبى، الذى تخرج منذ عامين فى قسم اللغة العبرية بجامعة عين شمس، «أستاذ الجامعة عامل زى مدرس المدرسة، مايشرحش كويس فى المحاضرة عشان الطلبة تروح تاخد عنده درس بفلوس، وعشان ياخد منه أسئلة المادة قبل الامتحان». مردفاً «مفيش طالب عايز يسقط ويعيش حياته جوه الكلية».

يوضح «محمد» أن هناك العديد من الوقائع التى يمكن أن تكون شاهدة على فساد أساتذة الجامعة، فهناك بعض وقائع التحرش التى كانت تقع داخل الكلية من قبل الأساتذة فى حق الطالبات، ومنهم من تم فصلهم نتيجة ممارسات غير أخلاقية. قائلاً: «الدكاترة كانت بتتحرش بالبنات، وتحاول ابتزاز الطلبة وإجبارهم على الدروس الخصوصية عشان ينجحوا». هناك العديد من وقائع التحرش التى يمكن رصدها خلف أسوار الجامعة، والعديد منها وقع خلال الشهور الأخيرة الماضية، وإحالة العديد من أساتذة الجامعة المتهمين فيها إلى التحقيق. ومنهم من تم فصله.

فى شهر مارس من العام الماضى، أحالت جامعة القاهرة أستاذاً بإحدى الكليات للتحقيق بتهمة اغتصاب طالبة. تكرر الأمر مرة ثانية فى جامعة القاهرة أيضاً، بعدما تقدمت إحدى طالبات الجامعة ببلاغ للإدارة بتعرضها للتحرش من قبل أحد أساتذة الجامعة، وتمت إحالة الواقعة إلى النيابة للتحقيق فيها. وتم وقف الأستاذ عن العمل لحين انتهاء التحقيقات، وأكدت الجامعة فى ذلك الوقت أنها فى حال ثبوت الواقعة، سوف تصدر قرارها بفصله. يقول أحد طلاب كلية الصيدلة بجامعة القاهرة والذى طلب عدم ذكر اسمه: «دكتور الجامعة رئيس جمهورية المادة اللى هو بيدرّسها، ومحدش يقدر يتكلم معاه، وممكن يسقّط أى حد». يوضح الطالب أن الدكتور له مساحة كبيرة تجعله يتحكم فى الطلاب، ويحميه القانون عن طريق الصلاحيات التى تتوفر له، وعن طريقها يقوم بترهيب الطلبة وإثارة الخوف داخلهم، والتى تسمح له باستخدام ألفاظ كما يحلو له، وأى طالب يحاول الاعتراض على تصرفات الأستاذ الجامعى يكون مصيره الرسوب فى المادة، قائلاً «الطالب لو اعترض على حاجة قالها الدكتور، وقتها الدكتور بيحطه فى راسه، وممكن يشيل المادة بسبب خلافه ده».

كما تعد ظاهرة سرقة الأبحاث العلمية أحد أشكال الفساد لأساتذة الجامعة، والتى دفعت وزارة البحث العلمى، إلى تشكيل لجنة لمواجهة ظاهرة سرقة واختلاس الأبحاث العلمية من جانب الباحثين بالمراكز والجامعات المصرية المختلفة، والتى كان من ضمنها إحدى الوقائع فى شهر يناير الماضى، عن وقوع فضيحة علمية داخل جامعة دمياط، تتعلق بمنح درجة الماجستير لطالب على بحث قام باقتباس أجزاء كبيرة منه من أبحاث أخرى.

 

 


مواضيع متعلقة