يرفض الإسلام أن يكون الإنسان كماً مهملاً، يعيش على الهامش، لا دور له فى الإصلاح، ولا أثر له فى النفع العام
إن المسلم الحقيقى هو ذلك الذى يتفاعل مع الحياة تفاعلا نافعا، بحيث يكون وجوده فى الدنيا مصلحة له وللبشرية
أخرج الخطّابى فى «العزلة» والبيهقى فى «شعب الإيمان» عن مالك بن دينار رحمه الله قال: «مَثَلُ قُرّاءِ (أى علماء) هَذَا الزَّمَانِ كمثلِ رجلٍ نَصَبَ فَخّا ونَصَبَ فيه بُرَّةً
كشف النبى صلى الله عليه وسلم عاقبة العالم الذى انتفع الناس بعلمه فنجوا، ولم ينتفع هو بعلمه فخاب وخسر
مر أحد الصالحين بحلقة فى المسجد، فقال: لعلهم فى ذكر الله عز وجل أو فى تلاوة للقرآن، فلأجلس معهم
أخرج البيهقى فى شعب الإيمان عن أبى عثمانَ النهدىّ رحمه الله أنه كان يقول: «ما فى القرآنِ آيةٌ أَرْجَى عندى لهذه الآية من قوله ﴿وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآَخَرَ سَيِّئاً﴾» الآية.
أخرج أبونعيم فى حلية الأولياء وابن عساكر فى تاريخ دمشق عن مطرف بن عبدالله بن الشخير قال: «إنى لأستلقى من الليل على فراشى فأتدبر القرآن، وأعرض عملى على عمل أهل الجنة، فإذا أعمالهم شديدة
تتجلى سماحة النفس الكبيرة تماما فى تعامله صلى الله عليه وسلم حين مكنه الله جل وعلا من رقاب المشركين
فى المدينة، يتوقح رأس النفاق عبدالله بن أبى ابن سلول على النبى صلى الله عليه وسلم ويقول له: إن كان ما تقول حقاً، فلا تؤذنا فى مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه
هاجر النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأقام دولة الحق والعدل، ولكنه تعرض لألوان من الأذى لا حصر لها، فواجهها بروح التسامح العجيب