يولد الإنسان على الفطرة، فيأتى المماليك فيطبلانه أو يزمرانه «من الطبل والزمر يعنى»، فعندما يبدأ المرء خطواته الأولى فى حضانة النفاق يتعلم أن الدرس الأول «أنا سبت ضميرى على باب الكلاس» فعندها يأتى الحارس الأمنجى، ليختم على قفاه بخاتم «الحذاء على القفا» أو يوشم الإناث بـ«صورة للفراشة التى تطير وتحط من زهرة إلى زهرة فى رحاب الدواوين»، شكلى كده هلخبط ولهذا ولذلك علينا بالمفيد.. كيف تستطيع أن تصبح مطبلاتى فى عشر خطوات؟ وإليكم الروشتة:
أولاً: لا بد أن تقرأ ما كتبه الآباء المؤسسون للتطبيل وأنصحك بروائع «طشة الملوخية» وتطبيقات النفاق الورقية فى الصحف الحكومية إبان «ثورة مبارك الدستورية فى مدرسة المساعى المشكورة»، فهى معين لا ينضب وملاذ لأى باحث فى دنيا النفاق.
ثانياً: أن تستسلم لقناعة «من ليس معى فهو ضدى» ويا ريت تجيبلك شوية «فاشية» وبـ«2 جنيه» كراهية وتغطس شوية فى يوتيوب «الملحن اللى قرر يغنى» مع كام قصاصة ومداخلة من صحابه على شاشات مدينة الإنتاج.
ثالثاً: أن تجعل نفسك أحد أيتام الدولة، ولهذا عليك الظهور فى أى مناسبة «أفراح ماشى، مأتم ماشى، طهور ماشى»، أى أن تتحول إلى «كله ماشى»، حسب التعبير العبقرى الشهير.
رابعاً: عليك أن تتعلم أصول المبالغة، فهى السبيل للأفورة، خاصة إذا كنت تجلس على الهواء بالساعات وتستنشق هواء مملوكياً فى الاستوديوهات التى بناها الحاج صفوت الشريف.
خامساً: أن تقرأ كثيراً فى الروايات الخيالية وتسمع راديو كتير عشان الراديو بينمى الخيال وهو بالمرة تتسع بوابات الوصف لكى تطلق قذائف «البخور» عند أى فعل يقوم به الأسياد فى أى موقع أو كرسى.
سادساً: عليك أن تأتى بكتب الأحياء وتفتح دروس «التكيف البيئى»، فهى ضرورة لكى تستطيع أن تلحق بأى قطار مهما كان جنس سائقه، ومن الواجب أن تتذكر دائماً كلمة «ADAPTATION» أى «التكيف»، خليها حلقة فى ودنك، وشوف يا عم إنت هتختار أى نوع من التكيف «هتميل مع الضوء زى النبات ولا هتغير منقارك زى الطيور ولا هتبقى زى الدب القطبى وتكيفك يكون فسيولوجى ولا هتشوف نفسك تعبان بيحافظ على نفسه من السم يا سم «الأمثلة كتيرة برطع فيها ياعم العبد المبخراتى».
سابعاً: هناك حتمية للمعايشة خلال فترة الإعداد الأولى إذا لم تجد لك مدرساً ليحفظك بعضاً من قواميس الأزقة والحوارى والأرصفة علشان تعرف تشتم «ولاد التيت» المعارضين يعنى.
ثامناً: أى حد يكلمك قوله «إوعى تتكلم إحنا بنواجه حروب الجيل الخامس والعشرين والتلاتين كمان» عشان يخاف ويتلم، ولو نسيتها اكتبها فى ورقة وحطها فى ميه ورشها قدام باب البيت عشان الشياطين اللى بيشككوا فى كل حاجة.
تاسعاً: شاهد فيلم «القاهرة 30» وكن محجوب عبدالدايم لتعيش فى سلام وتبرأ بنفسك من إثم التفكير و«خلى شعارك طظ»، وهنا تصل إلى المنتهى فتكن مطبلاً فى سرك وعلانيتك وأهلاً بك فى النادى وستتسلم الرخصة خلال أيام..!
عاشراً: مفيش عاشراً عشان أنا مكسل، بس أحب أقولك إنك هتبقى عبيط لو عملت اللى قولتهولك لإنى ما قولتلكش إنك هتترمى فى الآخر فى الزبالة يا عبيط وهتتحرق هتتحرق، وشوف أرشيف «الهبل» -بضم الهاء- اللى زيك وهتعرف إن وقود دولة النفاق هم أنفسهم من حملوا جنسيتها «يا مبخراتى يا مطبلاتى.. عد فأنت هالك لا محالة.. ورجع الطبلة عشان مأجرينها يا أهبل»..!