"السعدي" لـ"الوطن": أهم سبل الحماية ضمان عدم إفلات قتلة الإعلاميين من العقاب

"السعدي" لـ"الوطن": أهم سبل الحماية ضمان عدم إفلات قتلة الإعلاميين من العقاب
"من الصعب أن تكون مصر الدولة الثالثة عالميًا في قتل الصحفيين، ولا توجد بها حرب".. السكوت عن قتل أصحاب السلطة الرابعة هو ما جعل ممتهني الصحافة في خطر حقيقي، والتعامل مع قتل الصحفيين بسلاسة ودون محاسبة للمخطئ هو ما دفع عضو نقابة الصحفيين، عبير السعدي، إلى اتخاذ موقف حاد وصارم في مواجهة من يقتل الحقيقة بدم بارد، فاعتزلت مجلس النقابة كأول خطوة في طريق الدفاع عن سلامة الصحفي.. وهو ما أوضحت عبير تفاصيله، خلال حوارها مع "الوطن".[FirstQuote]
- ما سبل حماية الصحفيين؟
أهم عنصر في سبل حماية الصحفيين، ضمان عدم إفلات قتلة الإعلاميين من العقاب، لأن القصاص يضمن ردعًا حقيقيًا لمن يعتدي على الصحفي ويضمن عدم حدوث اعتداء آخر عليه، وذلك بمجرد معرفة أن هناك عقابًا محددًا وصارمًا يطول كل شخص وجهة تعتدي على الصحفيين.
ولعل الظاهرة الأكثر ألمًا في العالم، وخاصة العربي، هي إفلات قتلة الصحفيين من العقاب، وهذا ما جعل الاتحاد الدولي للصحفيين والمنظمات الدولية تعلن 21 نوفمبر من كل سنة يوم مكافحة إفلات قتلة الصحفيين من العقاب، والغرابة أن هذا يوم يصادف في مصر حوادث كبرى تقع على الصحفي، مثل أحداث محمد محمود التي صادفت سقوط عدد ضخم من الصحفيين.
- كم صحفي قتل خلال السنوات الثلاث الماضية؟
12 صحفيًا مصريًا استشهدوا خلال الأحداث التي شهدها وطنهم من احتجاجات واضطرابات، لكن لم يتم التعرف على الجاني في أي من القضايا، ومحاكمة مرسي على إحداها كانت سياسية وليست جنائية، والجزاء الذي يحقق فكرة العدالة هو الجزاء الجنائي، أين من أطلقوا النار على الصحفيين؟ إذا تمت إدانة أحد منهم فهذا يعتبر ضمانة لعدم تكرار الواقعة مرة أخرى.
- على من وقع عقاب قتل الصحفيين؟
المثير للجدل أنهم دائمًا يتحدثون عن جهة وكأنها لا تخطئ، مثل الحديث عن جهاز الداخلية، دائمًا ما يدافعون عنه وكأنه لا يقترف هذا الخطأ ولا يطلق رصاصًا على صحفي، نحن مع الشرطة ونقدّرها وهي جهاز ملك للشعب، لكن إذا اعتدى عنصر من عناصرها على الصحفي لماذا لا يتم عقابه؟ ونفس الكلام ينطبق على الإخوان عندما اعتدوا على الحسيني أبوضيف، في النهاية من يقتل أيًا كان انتماؤه يجب أن يحاكم ويعاقب.
- ما الجهة المسؤولة عن حماية الصحفيين؟
الدولة ملزمة بحماية الصحفي في حالتين، الأولى حمايته كمواطن مصري، الثانية وفقًا لقانون 96، الذي ذكر في إحدى مواده أن الصحفي موظف عام ويجب أن يعامل على هذا الأساس، والداخلية بالتالي تؤمّنه كمواطن وكموظف يعمل عملًا عامًا في الدولة.[SecondQuote]
لذا يجب أن يحافظ رجال الشرطة على الصحفي الذي يبحث عن زوايا مختلفة للعمل الصحفي، بالتالي لا يجوز أن يكون مصاحبًا للقوات، وهو ما حدث في العراق، حيث تم إهدار دم كل من وقف بجانب قوات الأمن، كما أنه يجب أن تتم حمايو الصحفي من النقابة وهي جهته المسؤولة عنه، وهو ما لا يحدث من جهتها، فهي تتحرك بعد فوات الأوان وموت الصحفي باستخراج تصاريح دفنه وما إلى ذلك؛ فما أقل النتائج التي تأتي من دور النقابة، فقط الدورات التي تعطيها عن السلامة المهنية هي المفيدة.
- وهل الصحفي يستفيد من تلك الدورات.ويصبح ماهرًا في التغطية الميدانية؟
إحنا من أكثر الدول التي يستعين بها العالم لتدريب الصحفيين على تغطية المظاهرات، ولدينا خبرة كبيرة في التعامل مع الشارع، صحفيو مصر تعلّموا بالمحاولة والخطأ وبممارسة العمل الصحفي في الشارع، وهذا يعد أصعب أنواع التعلم، تهدر بسببها أرواح طاهرة وبريئة، وأنا أفتخر أن لدينا أمهر المصورين والصحفيين الميدانيين في العالم في تغطية حروب الشوارع، وخاصة صغار الصحفيين.
- لكن معظم صغار الصحفيين لا يحصلون على حقوقهم.
أبسط حقوق الصحفي أن يعيّن على قدر حرفيته في تغطية حروب الشوارع، إلا أن الجريدة غالبًا ما تستغل حاجته للعمل وتتركه كمتدرب وهذا يعد نوعًا من أنواع الإجرام في حق الصحفيين، كما أن شركات التأمين توقفت عن تأمين الصحفيين منذ بداية أحداث ثورة 25 يناير، ووكالات الأنباء العالمية منعت صحفييها من النزول إلى الشوارع لتغطية المظاهرات وذلك لأن نسبة الخطر في مصر وصلت إلى 70%.[ThirdQuote]
- ومع نسبة الخطر العالية هذه هل توفر سترات الجيش الحماية الكافية؟
أنا ضد استخدام هذه السترة، لأن الجيش طرف من أطراف النزاع، وأول قواعد السلامة المهنية للصحفي هي التخفي عن كونه صحفيًا في مناطق الاشتباكات، وعدم الانحياز لأي طرف على حساب الآخر، لأنه إذا عرف عنه هويته الصحفية سيبدأ عداد أمنه وسلامته في العد العكسي، لأنه سيكون مستهدفًا، أما السترة فهي تعمل على توضيح هويته وأنه قادم لتغطية إخبارية؛ ثانيًا ارتداؤه للسترة تجعله معروفًا، والفئات الموجودة في الشارع، من متظاهرين وأهالي وباعة ومواطنين شرفاء ومتحرشين وأجهزة الأمن، ترصده وتستهدفه بشكل أو آخر.
بالإضافة إلى ثقل السترة التي لا تسمح للصحفي بتغطية جيدة أو التحرك السريع في حالة الاشتباكات العنيفة، وأخيرًا معظم من مات من الصحفيين تم اغتياله برصاص في الرأس وهي الاصابة التي لا تمنعها السترة، وعلى العكس من ذلك تؤدي إلى مزيد من الاستهداف وليس الحماية التي يروج لها الإعلام.
الآخبار المتعلقة:
من قلب النزاعات.. أبطال يدفعون أرواحهم ثمنا لنقل الحقيقة
قوانين حماية الصحفيين.. نصوص "منسية" وانتهاكات "متكررة"
"السعدي" لـ"الوطن": أهم السبل الحماية ضمان عدم إفلات قتلة الإعلاميين من العقاب
صحفي "رويترز": الأهالي يعتبرون المراسل "عدو".. وإنقاذ الروح أهم من التقاط الصورة
ناصر نوري بعد تغطية 3 حروب: كل المتقاتلين "كدابين".. والصحف تتاجر بدم المراسل
مراسلو الحرب في سوريا يخاطرون بحياتهم.. وثمن أسر الصحفي 140 ألف دولار
صفاء صالح: الاختطاف ومواجهة الذبح أو الاعتقال أخطر ما تعرضت له كمراسلة حربية
رئيس "الشارة الدولية" في حوار لـ"الوطن": هناك تحديات تواجه حماية الصحفيين بمصر.. ومعظم القتلى تلقوا تدريبات السلامة
كيف تضع خطة لمهمة صحفية صعبة؟
"الوطن" تقدم صمام الأمان لصحفي "على خط النار"

