صفاء صالح: الاختطاف ومواجهة الذبح أو الاعتقال أخطر ما تعرضت له كمراسلة حربية

صفاء صالح: الاختطاف ومواجهة الذبح أو الاعتقال أخطر ما تعرضت له كمراسلة حربية
- صفاء صالح
- الرئيس السيسي
- ليبيا
- المشير حفتر
- المراسل الحربي
- صفاء صالح
- الرئيس السيسي
- ليبيا
- المشير حفتر
- المراسل الحربي
- صفاء صالح
- الرئيس السيسي
- ليبيا
- المشير حفتر
- المراسل الحربي
- صفاء صالح
- الرئيس السيسي
- ليبيا
- المشير حفتر
- المراسل الحربي
- صفاء صالح
- الرئيس السيسي
- ليبيا
- المشير حفتر
- المراسل الحربي
المراسل الحربي.. مسمى لا يقتصر فقط على الرجال، بل حملته العديد من الصحفيات.. تحدين المصاعب والمخاطر المحفوفة بهذه المهمة، ومن بينهن صفاء صالح، الصحفية بقسم التحقيقات في جريدة "المصري اليوم"، التي سافرت مرتين إلى ليبيا، أثناء الثورة الليبية والحرب الطاحنة هناك، استطاعت فيهما إجراء حوار مع اللواء خليفة حفتر، قائد "معركة الكرامة"، داخل معقله في القاعدة الجوية، وأنجزت فيه تحقيقًا صحفيًا عن المصريين المختطفين في ليبيا، تعرضت أثناءه لعملية خطف، لتصبح شاهد عيان على الأحداث، كما فازت مؤخرًا بالمركز الثاني بجائزة سمير قصير، في فئة الاستقصاء، عن سلسلة تحقيقات الفتنة الطائفية في المنيا، عقب فض اعتصامى "رابعة والنهضة".
وأوضحت صالح في حوارها لـ"الوطن"، اختلاف الأجواء الليبية في عامي 2011 و2014، والمشاكل والعقبات التي تعرضت لها، مؤكدة أهمية تمتع المراسل الحربي بمواصفات خاصة وامتلاكه علاقات داخل البلد التي ينشد التغطية بها، وإلى نص الحوار.
- ما هي أول تجربة لك كمراسلة حربية؟ أول مرة عملت كمراسلة كانت بليبيا، في فبراير 2011، إبان بدايات الثورة الليبية، وتميزت الأجواء وقتها بالرحابة والحب والمودة من قبل السكان الليبين، حيث كان المصريون ينقلون الأدوية والأدوات اللازمة للإيواء، ولم تكن هناك أية مشاكل، ما ساعدني في تكوين علاقاتي طيبة مع السكان، الذين كانوا يشعرون أننا معينين لهم على نشر قضيتهم، وبالتالي كانت التغطية الصحفية حينها أفضل وأسهل، على خلاف المرة الثانية تمامًا.
- ومتى كانت المرة الثانية، وما الذي اختلف فيها؟
ذهبت لطرابلس للمرة الثانية في 22 مايو الماضي، في رحلة استمرت لمدة 6 أيام، حيث كنت بصحبة زميلي المصور بالجريدة طارق وجيه، وكانت أجوائها مختلفة عن المرة السابقة، فكانت عدائية جدًا وحادة تجاه المصريين، في ظل انتقاد حاد لثورة 30 يونيو، والرئيس السيسي (المشير وقتها).
-وما السبب في هذا العداء؟
طرابلس حالة خاصة، لأن بها الحكومة والبرلمان والمؤتمر ومؤيدي النظام، وعدد من أعضاء جماعة الإخوان، فشهدت المدينة رواجا لشائعات مفادها أن الصحفيين المصريين جواسيس وتابعين للمخابرات، ما عرضنا للكثير من المشاكل.
- ما أبرز المشاكل التي تعرضتم لها؟ من أهم المشاكل التي واجهناها، تعرضنا لعملية خطف، واتهامنا بالتجسس، أثناء إعدادنا لتحقيق عن المصريين المخطوفين، ولكني تمكنت من الهروب، في حين لم يحالف الحظ زميلي المصور، وظل مخطوفًا لأكثر من 7 ساعات، أجريت خلالها العديد من الاتصالات مع مسؤولين ليبين، من بينهم السفير الليبي بالقاهرة، وكل الصحفيين ومن لي علاقات بهم في طرابلس، للإفراج عنه، حتى تم خروجه بمفرده، واستمر احتجاز كل أغراضه، بما فيها جواز سفره، ما أعاقه عن السفر معي فيما بعد إلى بنغازي.
-هل تمكنوا من الوصول للمختطفين؟
لا، لأنهم كانوا كتيبة وجماعة مسلحة، معترف بها، ولا يستطيع أحد محاسبتها، حيث إن ليبيا أصبحت تقع تحت مسمى "اللا دولة"، ولا يستطيع أحد التحكم فيها، وخاصة من جماعة "أنصار الشريعة" الذين قتلوا عددا من المصريين ببنغازي، فكنا تحت التهديد والضغط طوال الوقت، إذا علم أحد بهويتنا المصرية، لذلك كنا دائمًا بصحبة رفاق ليبيين، ونلتزم الصمت طوال الوقت، وهو ما كان يمثل أبرز الصعوبات التي تعرضت لها في المرة الثانية.
- هل توقفت العقبات عند عملية الخطف؟
لا، بل استمرت طول الرحلة، فعند سفري من طرابلس لبنغازي، لإجراء الحوار مع اللواء خليفة حفتر، قائد معركة الكرامة، داخل معقله في القاعدة الجوية، كان علي أن أمُر على مطار الأبرق، في يوم صادف منع فيه الصحفيين من الدخول، وهو الصلة الوحيدة لبنغازي، وكنت بمفردي بدون زميلي، لعدم وجود جواز سفره معه، وكان المطار تحت سيطرة قوات حفتر، وأوقفتني القوات، وتم التحقيق معي لمدة ساعتين متواصلتين، عن أسباب ذهابي، وقدومي من طرابلس التي تتمركز بها الحكومة الليبية والقوات المعادية لحفتر، ما تطلب مني أن أبذل قصاري جهدي للخروج من هذه الأزمة، فمثلًا حين سمعت أن الضابط يتحدث عن المشير السيسي بسعادة، فرحت للغاية، لأنها كانت المرة الأولى التي أجد من يتحدث فيها جيدًا عن مصر والثورة، وهو ماقلتله له وقتها، وحاولت كسب وده لتسهيل خروجي، وبالفعل حدث ذلك، وأكد لي أن الخطر شديد داخل بنغازي، ويمكن أن أقتل أو أذبح فيها، ولكنني صممت على الدخول ليوم واحد، لإجراء الحوار.
- كيف اجتزتِ هذه المخاطر؟
تواصلت مع معارفي من المرة الأولى التي سافرت بها، الذين سهلوا لي الكثير أثناء سفري، وهو أهم ما يجدر بالمراسل الحربي الاهتمام به، فلا يجوز أن يذهب إلى مكان محفوف بالمخاطر وعمليات القتل، دون وجود علاقات مع أحد السكان والعائلات.
أرسلوا لي سيارة أجرة بسائق موثوق فيه، أقلتني لمدة 5 ساعات، بطريق به العديد من الكمائن والكتائب، والتزمت في الرحلة الصمت التام حتى لا يتعرفوا على هويتي، باعتبار أني أخت السائق ولا يصح لهم النظر في بطاقتي أو التحدث معي والنظر في وجهي، فهم يمتازون باحترام شديد للمرأة.
- بماذا شعرتِ كصحفية إمرأة وسط كل هذه المخاطر في بلاد غريبة؟
لم أشعر بالخوف في الرحلة الأولى إطلاقًا، بينما في المرة الثانية، بالفعل شعرت بالخوف الشديد، الذي يصل إلى حد الرعب، خاصة بعد عودتي إلى طرابلس من بنغازي وإتمامي للحوار، حيث اخترقت السلطات الليبية هاتفي المحمول من برنامج "الفايبر"، وسجلت رسائلي ومكالماتي، ثم توالت الاتصالات من أرقام خاصة، فطلب مني رئيسي بالعمل أن أفتت الخط الليبي الذي كان بحوزتي، وقضيت ليتي بأكملها بلا نوم من شدة القلق، وفي الصباح كنت في طريقي للقاهرة.
لهذا السبب، يجب أن يحرص الصحفيون على ألا تتواجد على هواتفهم برامج سهلة الاختراق وضعيفة الأمن، أو سيئة السمعة مثل "الفايبر"، حتى لا تسبب لهم الكثير من المشاكل.
- كيف استطعتِ الوصول للواء حفتر، وإجراء الحوار معه، في ظل منع الصحفيين من الدخول لبني غازي؟
تمكنت من الوصول له عن طريق بعض الأصدقاء الليبين، ووافقوا لأني كنت الصحفية الوحيدة هناك، بعد معاناة استمرت لأكثر من 5 أيام.
- قبل السفر.. هل تلقيتِ الدورات التدريبية الخاصة بالحماية الميدانية للصحفيين؟
لا، لم أتلق سوى عدد من الكورسات العادية عن الحماية بنقابة الصحفيين، مع الأستاذة عبير السعدي، والإسعافات أولية، ولكنني أعمل بمجال التحقيقات، ولدي خبرة ودراية بالحماية من خلال عملي بهذا المجال، كما قمت بعمل تصور قبل 8 شهور من السفر عن الأوضاع.
- ما أهم مواصفات المراسل الحربي من وجهة نظرك؟ أن يكون شديد الحب والإخلاص لعمله، وألا يخشى الموت، فالحامي هو الله، ولديه إيمان شديد بالله، بالإضافة إلى سرعة بديهته والتقاطه رائحة الخطر، وكيفية الخروج منه بسرعة، وأن يحاول حماية نفسه بقدر الإمكان، حتى يتمكن من النجاة بقصته وعمله الصحفي الذي خاطر بحياته من أجله.
- وماذا عن النصائح التي تودين توجيهها للمراسلين الحربيين؟
أن يكون لديه مصدر أو معارف وعلاقات طيبة في المكان الذي سيذهب إليه، يوفرون له الحماية والمساعدة، وألا يتحدث مع أي شخص غريب داخل المكان، حتى لا تنفضح هويته، وألا يغامر بحياته من أجل أهداف غير مؤكده، ولا يتورط مع جهات أمنية أو إرهابية، أو يلتصق بجهة معينة بسبب رأي معين، لأن الصحفي محايد وغير منحاز لطرفي النزاع، وأن يكون لديه هدف محدد قبل سفره لأي بلد، وعند تحقيقه يعود سريعًا، بجانب أن يحمل معه حقيبة سفر صغيرة الحجم حتى لا تعوقه في رحلته وأثناء حركته، بها أهم أغراضه.
- هل يجب أن يحمل في حقيبته أدوات الحماية الميدانية للصحفيين المعروفة؟ لا يوجد أي أدوات حماية يمكن أن يحملها معه الصحفي، فالسترة الوقائية لا يسمح بعبورها في المطار، وأتمنى أن نتمكن فيما بعد من الحصول على التصريح بحملها.
- هل تودين تكرار هذه التجربة مرة أخرى؟ أم أنك ستمتنعين فيما بعد عن السفر لبلاد تعاني من الحروب بعد العقبات التي تعرضتِ لها؟
نعم، فأنا فخورة بعملي كمراسلة حربية، وأتمنى تكرارها أو السفر لبلدان أخرى مثل سوريا، فهي تجربة تستحق التكرار.
الآخبار المتعلقة: من قلب النزاعات.. أبطال يدفعون أرواحهم ثمنا لنقل الحقيقة
قوانين حماية الصحفيين.. نصوص "منسية" وانتهاكات "متكررة"
"السعدي" لـ"الوطن": أهم السبل الحماية ضمان عدم إفلات قتلة الإعلاميين من العقاب
صحفي "رويترز": الأهالي يعتبرون المراسل "عدو".. وإنقاذ الروح أهم من التقاط الصورة
ناصر نوري بعد تغطية 3 حروب: كل المتقاتلين "كدابين".. والصحف تتاجر بدم المراسل
مراسلو الحرب في سوريا يخاطرون بحياتهم.. وثمن أسر الصحفي 140 ألف دولار
صفاء صالح: الاختطاف ومواجهة الذبح أو الاعتقال أخطر ما تعرضت له كمراسلة حربية