لم أنتظر كثيراً على بداية عرض فيلم "السِرب" فى السينمات حتى قررت الذهاب إلى السينما فى مول شهير بمدينة ٦ أكتوبر لمشاهدة الفيلم، زحام شديد إمام السينما، الأعمار السِنية مختلفة لكن من الواضح أن السينما تمتليء _ عن بَكرَة أبيها _ بالعائلات المصرية، وكأنهم يقولون "لدينا إصرار واضح على مُتابعة قصة أهم ضربة جوية قامت بها القوات الجوية المصرية منذ حرب أكتوبر للثأر للمصريين الذين وقعوا فى يد الإرهابيين فى "درنة" بـ "ليبيا" فى (٢٧ مايو ٢٠١٧).
حالة نَهم غير طبيعية إنتابت الأطفال والشباب الذين وقفوا أمام السينما انتظاراً لدخول عرض فيلم "السرب"، التذاكر نفذت _ ( Sold out ) _ لجميع عروض اليوم بطريقة سريعة، وما أن بدأ عرض الفيلم كان الهدوء يسيطر على القاعة، بداية الفيلم مؤثرة جداً، فهى مشاهد عيشناها وشاهدناها ومازلنا نتذكرها بكافة تفاصيلها.
الطيارون الذين إستشهدوا فى بداية الفيلم كُلاً منهما لديه قصة، الطيارون الذين إشتركوا فى الثأر لديهم قصص كان لابد أن تُحكى لأجيال الشباب، ضابط _ قام بدوره "آسر ياسين" _ ترك إبنته أثناء دخولها غرفة العمليات وذهب لأداء الواجب الوطنى، وضابط شاب أخر حاول بكل الطرق الإشتراك فى العملية وتحدث مع قائده بإصرار شديد رغم صِغر سنه ورُتبته.
القيادات فى غرفة العمليات يتابعون الموقف لحظة بلحظة وعلى الهواء مباشراً يتحدثون مع ضباطهم وهُم فى الجو، أعجبنى المَشاهِد _ الدقيقة جداً _ والتى ظهر فيها التنسيق بين جهات وهيئات وإدارات وأفرُع القوات المسلحة، فالكُل يتحرك بِدِقَة مُتناهية، أجهزة المعلومات جاهزة بأدق التفاصيل، التعاون سَلِس والهدف كان واضح.
رجالنا فى كل مكان ولديهم كل التفاصيل وكل التحرُكات، أحمد السقا الذى قام بِدور "على المصرى" _ ضابط العمليات الخاصة الذى إخترق التنظيم الإرهابي فى ليبيا _ تَفوق علي نفسه وأدى دوره بِخِفة ورشاقة معهودة، الإخراج عالمى للمخرج الشاب "أحمد جلال"، الديكور والصوت المونتاج والتصوير فوق الممتاز، الإنتاج سخى جداً وتم إختيار أماكن تصوير فى غاية الجمال.
مشاهد كثيرة لفتت النظر لإنها مشاهد حقيقية واقعية، لكنى سأتوقف أمام مَشهدين كان لهما مفعول السحر .. وهما :_ (المشهد الأول): الحوار الذى دار بين الممثل محمد ممدوح والممثلة نيلي كريم _ وهُما "زعيم التنظيم الإرهابي والمفروض أنها زوجته" _ وتحديداً فى نهاية الفيلم حينما قال لها ( أنا مش هاموت يا "هند" )، فى هذه الأثناء سمعت صوت طفل كان يجلس بجوارى فى قاعة السينما يقول بصوت عالٍ نصاً ( لا .. هاتموت يا إرهابي .. الطيران المصرى هاينسِفك يا إرهابي .. وهاناخُد حقنا منك إنت وتنظيمك )، وحينما كرر "زعيم التنظيم" نفس الجُملة لـ "هند" وقال (أنا مش هاموت يا هند).
فى ثوانى ردد عدد كبير من الأطفال بالقاعة وهتفوا (هاتمووووووت يا إرهابي ) .. هذا المشهد كفيل بالتصفيق لكل عناصر الفيلم ويؤكد على نجاحهم فى الوصول للهدف المنشود وهو نشر الوعى بين الناس بنبذ التطرف والإرهاب ودعم وتأييد الدولة فى مجابهة التنظيمات الإرهابية والقصاص لشهداءنا والتأكُد من مصر قوية ولديها جيش يحمى أبناءها وأرضها وكل مافيها
( المشهد الثانى ) : حالة الفرح والنشوة داخل غُرفة العمليات التى إنتابت جميع الضباط الذين ظلوا يهنئون بعضهم بنجاح العملية والدموع فى عيونهم، وهى نفس الحالة التى إنتابت جميع الحاضرين فى قاعة السينما والذين هللوا وهتفوا لمصر ولرئيس مصر ولجيش مصر ولطيارين مصر الذين ساووا معاقل التنظيم الإرهابي بالأرض وأخذوا الثأر بسرعة فائقة
فيلم "السِرب" عبارة كتلة كبيرة من المشاعر الوطنية المُلتهبة، "السِرِب" أعطانا طاقة إيجابية جميلة كُنا فى حاجة إليها، لكنه أيضاً ذكرنا بأوقات عصيبة عيشناها وقت أن كُنا نُحارب الإرهاب ونذرف الدموع وخائفون على الوطن من إرهاب كان من المُمكن أن يقضى على الأخضر واليابس فى مصر لولا الوقفة الحاسمة والشُجاعة للرئيس عبدالفتاح السيسي ومعه الجيش المصرى العظيم والشرطة المصرية الباسلة