حينما نقول إن أرض «سيناء» -الحبيبة- غالية علينا ونعتز بها، وحَبات رمالها نضعها فى «ننى عنينا» فإننا نقول ذلك حباً وفخراً وتشرُّفاً بهذه البقعة الغالية من أرض مصر. وحينما نقول إن أرض سيناء ارتوت بدماء الشهداء الأبرار من أبناء الشعب المصرى الذين ضحوا من أجلها فإننا نقول ذلك لنُذكِّر أنفسنا -قبل أن نذكِّر الآخرين- بأننا ما زلنا على العهد ومُستعدون للفداء والتضحية وقادرون على حمايتها وصونها وتنميتها.. ففى هذه الأوقات التى نعيشها ونحن نرى المتغيرات السريعة التى يشهدها محيطنا الإقليمى نؤكد أننا فى أشد الحاجة إلى أن نُدشن شعاراً جديداً يستوجب منا جميعاً أن نقف أمامه وهو (إلا سيناء).
نعم «إلا سيناء»، فنحن لن نسمح أبداً لأحد بالاقتراب منها أو اقتصاص جزء منها أو تهجير الفلسطينيين إليها، بل إننا نرفض تصفية القضية الفلسطينية وسنظل مُدافعين عنها حتى تعود الحقوق الفلسطينية لأصحابها وحتى تُعلن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل (٥ يونيو ١٩٦٧).. «إلا سيناء» فهى الأرض الطيبة التى دفع آباؤنا الكثير والكثير من دمائهم لاستعادتها، ونحن دورنا المحافظة عليها وتنميتها وتطويرها وتعميرها.
لـ«قبائل سيناء» نفس المعَزَّة الخاصة التى نُكنها لـ«سيناء»، فهُم الذين خلَّد التاريخ دورهم العظيم فى الوقوف مع القوات المسلحة لاستعادتها والحفاظ عليها، ورفضوا فى حضور وسائل الإعلام العالمية خلال مؤتمر الحسَنة فى (٣١ أكتوبر عام ١٩٦٨) أى محاولة من إسرائيل لتدويل سيناء، وأعلنوها صريحة وقالوا (إن سيناء أرض مصرية وستبقى مصرية ولا نرضى بديلاً عن مصر، وما أنتم إلا احتلال، ونرفض التدويل، وأمر سيناء يخُص المصريين وحدهم وفى يد المصريين وحدهم، وسيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبراً واحداً يُمكننا التفريط فيه، ومن يُريد الحديث عن «سيناء» يتكلم مع زعيم مصر «جمال عبدالناصر»). إنكم نعم الأصل يا قبائلنا ويا مشايخنا، إنكم صنعتم التاريخ وأفحمتُم العدو الإسرائيلى، ونحن أيقَنا بأن لـ«سيناء» قبائل تحميها وتقف فى الصفوف الأولى لحمايتها جنباً إلى جنب القوات المسلحة، إنكم علَّمتم العدو الإسرائيلى بأن «قبائل سيناء» مخلصون وشرفاء وداعمون للدولة فى كل خطواتها المدافعة عن سيناء ومؤيدون لموقفها القوى المدافع عن القضية الفلسطينية، إنكم -يا قبائل سيناء- خير خلف لخير سلف بمواقفكم المحترمة وتاريخكم النضالى المستمر من سنوات طويلة حتى وصلنا لـ«عصر الجمهورية الجديدة».
فعلى بركة الله تم تدشين «اتحاد القبائل العربية» لتوحيد صف القبائل العربية والمصرية ودمج كل الكيانات القبلية لمواجهة التحديات التى تُهدد أمن مصر لأن الفترة التى نعيشها تتطلب يقظة من الجميع وتستوجب الوقوف خلف «الرئيس السيسى» للتصدى لمخططات تُحاك لتصفية القضية الفلسطينية، لذلك فإن «اتحاد القبائل العربية» سيكون حائط الصد لمواجهة أى مُخطط والتأكيد على ثوابت الدولة المصرية بـ«لا للتهجير ولا للتصفية».. على بركة الله يا قبائلنا فى شمال سيناء ومطروح والصعيد والعرب جميعاً، وخاصة (الترابين والسواركة والمساعيد والأحيوات والسماعنة والسعديين والرميلات والبياضية والعقايلة والدواغرة والرياشات.. وقبائل أخرى).