النفايات الطبية تحاصر عنابر المرضى فى «مستشفى الصدرية» بالغربية

07:57 م | الأحد 28 فبراير 2016

استمرت معاناة مرضى مستشفى الصدر بمدينة المحلة الكبرى فى الغربية، نتيجة النقص الحاد فى الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية وتعطل عدد من الأجهزة الطبية، فضلاً عن تدنى مستوى النظافة وتدهور الخدمة الطبية، الأمر الذى أثار حفيظة المواطنين لتجاهل المسئولين لمأساتهم طوال الأشهر الماضية، رغم إطلاق المرضى وذويهم العديد من المناشدات.

{long_qoute_1}

«مستشفى الصدرية أو المصحة».. هكذا يطلق عليها الأهالى هذا المسمى بعد بنائها منذ أكثر من 5 عقود على مساحة تتسع لأكثر من 4 أفدنة، خصص منها فقط مساحة لا تتجاوز الفدان لبناء أقسام الطوارئ والاستقبال، بينما تركت باقى المساحة، فتحولت إلى «مقلب للقمامة والنفايات الطبية»، وسكنتها القطط والكلاب الضالة فى غياب المسئولين والعاملين بالمستشفى.

وعلى مسافة 50 متراً من أبواب مبنى مجلس إدارة المستشفى يقبع مرضى الصدر فى «عنابر الحجز».. مقاعد محطمة ومياه ملوثة وسط انتشار الحشرات والقطط، والنفايات الطبية، ولا يملك المرضى الاعتراض، لأن مصيرهم سيكون الطرد، حيث أكد عدد من ذوى المرضى أن المستشفى وإدارته وطاقم الأطباء والتمريض يبررون الفوضى التى اجتاحت المستشفى بعدم وجود ميزانية مخصصة لها، الأمر الذى يجبر المرضى على تلقى العلاج، إن وجد، وسط تلك الفوضى مشيرين إلى أنهم يضطرون لشراء الأدوية من الصيدليات، خارج المستشفى.

وأكدت مصادر طبية بالمستشفى، تلوث مياه الشرب، فضلاً عن تعطل عدد 3 أجهزة تنفس صناعى، وتلف المقاعد والأسرة، وأفادت المصادر الطبية أن الإهمال طال غرف العزل المخصصة لعلاج ورصد إيجابية وسلبية الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور والخنازير، حيث لا يقوم الأطباء بتعقيم الأدوات، رغم استخدامها طوال أكثر من 3 سنوات، إلى جانب تعطل أجهزة «إيكو وأشعة السونار»، لعدم وجود قطع غيار لها بعد طرح الشركات أجهزة طبية حديثة، مما دفع الشركة المنتجة إلى حظر تداول بيع قطع غيارها مما تسبب فى خسارة مادية تجاوزت حاجز 300 ألف جنيه. وقال محمد العجوز، أحد أقارب المريض «فاروق العجوز»، الذى توفى منذ عدة أسابيع داخل المستشفى بسبب الإهمال: «الحاج فاروق دخل المستشفى بضيق فى التنفس، وكان محتاج جلسة تنفس صناعى، ولم نجد أطباء فى الفترة المسائية فتم حجزه فى الدور الثانى فى عنبر الرجال الاقتصادى، إلا أنه توفى بسبب جهل الأطباء، وعدم اهتمام الممرضات بعلاجه».

وأشارت مى حسن، طالبة بجامعة طنطا، أقارب أحد المرضى، إلى أنها لجأت للمستشفى بعد إصابة نجل شقيقها، محمد على حسن، 8 سنوات بضيق فى التنفس وعدم قدرته على الحركة، إلا أنها فوجئت بعدم وجود أى تجهيزات فى غرفة العناية المركزة أو جهاز تنفس صناعى، واضطر طاقم الأطباء إلى توفير جهاز لتنفس الصناعى بعد سلسلة من المشادات الكلامية مع أطباء وعاملى المستشفى، وعلى خلفية المشادات طردونا من المستشفى بحجة تحويلنا إلى مستشفى المحلة العام.

وأضافت: «المستشفى يعانى من قصور فى كافة الخدمات الطبية وخاصة فى الطوارئ.. ولادنا لو تعبوا هيموتوا فى المستشفى بسبب الإهمال والأطباء دائماً متغيبين، ولما نسأل التمريض على دكتور يعالج ابننا يقولوا لنا ده فى الاستراحة ونفاجأ بمجيئه بعد ساعات من عيادته الطبية الخاصة».

وناشدت الطالبة عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بتكليف المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، بسرعة التحرك لإغاثة المرضى وتطوير المستشفى أسوة بمعهد القلب بالقاهرة نظراً لكون المستشفى يخدم قطاع الدلتا والمواطنون يضطرون للجوء إليه رغم سوء الخدمة بسبب عدم وجود بديل.

فى المقابل، أكد الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بالغربية لـ«الوطن» أن وزارة الصحة قررت اعتماد مبلغ مالى قدره 2 مليون جنيه و200 ألف جنيه، لإجراء عمليات التطوير بكافة المرافق والخدمات والبنية التحتية بالمستشفى، وإنشاء محطات صرف وشبكات مياه جديدة بطوابق المستشفى وتوفير آليات جديدة لرفع كفاءة الخدمة الطبية ومواجهة كافة أوجه قصور الرعاية الصحية التى تواجه المواطنين والمرضى.

وأوضح «شرشر» أنه تم تشكيل لجنة طبية برئاسة وكيلة المديرية والدكتور محمد حيدر، مدير مستشفى الصدرية لمتابعة سير عمليات التطوير وإجراء إحصائيات كاملة عن المعدات والأجهزة الطبية والأدوية اللازم توفيرها وصيانة المعدات الطبية، لافتاً إلى أنه جارٍ إجراء دراسة لتطوير الحدائق والمتنزهات داخل المستشفى، وتدشين وسائل طبية حديثة للتخلص من النفايات الطبية أولاً بأول.