علامة الاستفهام الوحيدة التى يبحث لها الجميع عن إجابة؟!

الباحثون حائرون، والدولة «هتجنن»، والصحافة تبحث، والبرامج تسأل، والتنظيرات على مواقع التواصل الاجتماعى وصلت إلى مستوى معقد من الفلسفة وأحياناً الجهل، والتقارير الأمنية تكتفى بتوصيف الحالة، قائلة إن المذكور يعانى من إحباط ورغبة فى العزلة وبعض من الغضب، والمقصود هنا بالمذكور هو بعض من الشباب المصرى وبعض من قطاعات وفئات شعبية تعيش حالة من الغضب والإحباط، لا ترى ما تنشره الحكومة من أرقام تحدد معالم واضحة لإنجازات سريعة عاشت مصر عشرات السنوات من أجل تنفيذها والآن نراها على أرض الواقع فى أقل من 20 شهراً.

إحباط بعض الشباب لا يتوقف عند الإحساس ذاته، بل يمتد إلى تطور أخطر فى بعض القطاعات، تطور نحو العنف، بينما فى قطاع آخر يتبلور فى شكل رغبة فى العزلة، عزلة كل شىء سياسياً واقتصادياً، والأول -أى العنف- خطر على وطن يسعى للاستقرار، ولن ينجح فى توفير ذلك إلا بوحدة الصف، والثانية -أى العزلة- كارثة على وطن يسعى للتقدم ولن ينجح فى تحقيق ذلك إلا بتضافر كافة الجهود.

السؤال الذى تحول إلى صداع فى رأس الدولة الآن يقول، لماذا لا يرى الشباب المحبط هذه الإنجازات؟

قبل الإجابة أدعوك لأن نعيد طرح السؤال بزاوية عكسية، ونسأل: هل أصلاً نصف الكوب الممتلئ بالإنجازات واضح للناس كى يروه، أم أن هناك غطاء ما أو أمراً ما يمنع عيون الشباب والفئات المحبطة من رؤيته؟

وفق ما هو مطروح على الأرض من أحداث أستطيع أن أخبرك الإجابة، ونبدأ بنعم هناك أشياء تمنع الشباب المحبط من رؤية الإنجازات ونصف الكوب الممتلئ بالنجاح، هذه الأشياء تنقسم إلى مرحلتين..

المرحلة الأولى تخص الحكومة أو مؤسسات الدولة. بعض من أفعال المسئولين الكبار فى الدولة وتصريحاتهم كفيلة بأن تزرع الشك فى نفوس الناس حول عدم قدرة هؤلاء المسئولين على الإنجاز أصلاً، وبالتالى عدم الوعى الكامل بالإنجاز الذى تم على وجه الأرض، هذه التصرفات الهزلية والتصريحات الكوميدية تجعل الدولة محل شك، وتجعل من قدرتها على الإنجاز محل شك، فليس معقولاً أن يثق الناس فى أن محافظاً أعلن انبهاره وأصدر بياناً رسمياً بسبب حصوله على بيضة يُشتبه فى وجود لفظ الجلالة عليها، قادر على أن يتعاطى مع مشاكل محافظته بشكل علمى ومنهجى، وليس معقولاً أن يثق الناس فى قدرة وزير الآثار على تطوير وحماية آثار مصر وهم يرونه مقتنعاً بأن تعامد الشمس على وجه رمسيس صدفة، وليس معقولاً أن يثق الناس فى قدرة وزير السياحة على إعادة السياح وهم يرونه يقول للسياح الإنجليز: «تعالوا وهنسدلكم الخرم»، وليس معقولاً أن تثق فى قدرة الهلالى الشربينى وزير التعليم على الإنجاز وأنت تراه مقتنعاً بأن ترتيب مصر فى قائمة جودة التعليم مؤامرة سببها الإعلام المصرى وليست مشكلة فى منظومة التعليم المصرية.

المرحلة الثانية من أسباب عدم رؤية الشباب المحبط للإنجازات لها علاقة ببعض السياسين والإعلاميين المؤيدين تطبيلاً للدولة، هؤلاء يتركون المهمة الأساسية وهى شرح الإنجازات وتحركات الحكومة للناس، ويتفرغون لاتهام هذا بأنه طابور خامس، وذاك بأنه عميل، وهذه بأنها تحصل على تمويل وهؤلاء بأنهم خونة، فيضطرون الناس للانسحاب أو الإحباط.

أهل علم النفس يعرّفون الإحباط بأنه استجابة عاطفية لحالة من الاعتراض، بشكل أوضح رد فعل نفسى يعبر عن حالة عدم الرضا، حيث يعيش الإنسان وهو يعتقد بأن الطريق مسدود أمام أحلامه بسبب ممارسات الآخرين، وللإحباط مصيران، الأول أن تعالجه وتفتح طاقة أمل جديدة، أو تترك المحبطين يتكيفون مع إحباطهم.. ووقتها لن تحصل إلا على نتيجة واحدة.. أشخاص أكثر عدوانية، أو أكثر ميلاً للعزلة.

• أرض الواقع
• الإعلام المصرى
• التعليم المصري
• التقارير الأمنية
• التواصل الاجتماعى
• الشباب المصرى
• المرحلة الأولى
• المرحلة الثانية
• آثار مصر
• أحداث
• أرض الواقع
• الإعلام المصرى
• التعليم المصري
• التقارير الأمنية
• التواصل الاجتماعى
• الشباب المصرى
• المرحلة الأولى
• المرحلة الثانية
• آثار مصر
• أحداث
• أرض الواقع
• الإعلام المصرى
• التعليم المصري
• التقارير الأمنية
• التواصل الاجتماعى
• الشباب المصرى
• المرحلة الأولى
• المرحلة الثانية
• آثار مصر
• أحداث
• أرض الواقع
• الإعلام المصرى
• التعليم المصري
• التقارير الأمنية
• التواصل الاجتماعى
• الشباب المصرى
• المرحلة الأولى
• المرحلة الثانية
• آثار مصر
• أحداث