«أم القرى».. دار أيتام لـ«المخدرات وسهرات الليل»

«أم القرى».. دار أيتام لـ«المخدرات وسهرات الليل»
- أذان الفجر
- أم القرى
- الآيات القرآنية
- الأحاديث النبوية
- التضامن الاجتماعى
- الخامسة مساءً
- السن القانونية
- القبض على
- المشرف العام
- أذان الفجر
- أم القرى
- الآيات القرآنية
- الأحاديث النبوية
- التضامن الاجتماعى
- الخامسة مساءً
- السن القانونية
- القبض على
- المشرف العام
- أذان الفجر
- أم القرى
- الآيات القرآنية
- الأحاديث النبوية
- التضامن الاجتماعى
- الخامسة مساءً
- السن القانونية
- القبض على
- المشرف العام
- أذان الفجر
- أم القرى
- الآيات القرآنية
- الأحاديث النبوية
- التضامن الاجتماعى
- الخامسة مساءً
- السن القانونية
- القبض على
- المشرف العام
دار للأيتام، لتربية ورعاية الأبناء الذين يفقدون آباءهم، لكن الأمور لا تسير على هذا الحال دائماً، فى دار «أم القرى الإسلامية» بمدينة 6 أكتوبر، لا تربية ولا رعاية، فقط ساحة لتعاطى المخدرات وممارسة الأعمال المنافية، «الحشيش ده مش حلو، شوفلنا حتة تانية»، جملة من المتوقع أن يكون مصدرها «دولاب مخدرات» فى حى شعبى أو منطقة عشوائية، لكن المثير للانتباه أن تنبع تلك الكلمات من داخل دار أيتام، يقف 3 من أبناء الدار فى مشهد صادم يتفحصون قطعة حشيش، أمسك أحدهم بها وأخذ يتشممها، بالتزامن مع هذا المشهد خرج أحد الأبناء، يدعى «سمير» من المبنى المخصص للنوم مسرعاً نحو السور الحديدى للدار، وكان فى انتظاره غريب يقود سيارة «ملاكى» وقفت أمام السور، استبدل كلاهما الحشيش والمال، وعاود كل منهم أدراجه.
{long_qoute_1}
عالم آخر يعيش فيه أبناء دار أيتام «أم القرى»، سطرت تجارة المخدرات فيه تاريخاً عريقاً، وجاءت العلاقات غير الشرعية لتجعل هذا العالم أكثر بشاعة وإثارة للدهشة لمن يتفحصه، تباين كبير يفوق الخيال لمن يرى هذا الدار من الخارج، ومن يخترقه ويتابع تفاصيل حياة هؤلاء الأبناء، يبدأ يومهم عصراً وينتهى عقب أذان الفجر، فيقضون النهار بين أعمال مختلفة، تناول الطعام والنوم ولعب كرة القدم أحياناً، أما الليل فله ممارساته الخاصة، مشاهد متكررة كل يوم لبيع «الحشيش» داخل الدار بعضها يكون خلف السور الحديدى للبوابة الرئيسية، والآخر يكون أمام البوابة الخلفية. فى الخامسة مساءً توجه أحد أبناء الدار إلى البوابة الخلفية التى تتوسط بناء صغيراً نقشت على جدرانه عبارة «غرفة الأمن»، لكن لا وجود لأى فرد أمنى، وبوابة صغيرة يخرج منها الأبناء، ظهر «موتوسيكل» يستقله شاب من خارج الدار وقف بضع ثوانٍ، حتى ظهر له واحد من أبناء الدار، أعطاه ما طلبه من «الحشيش»، وأخذ المال وعاد مرة أخرى.
{long_qoute_2}
أقاويل كثيرة أثارت جدلاً حول هذا الدار، وما يحدث داخله من مخالفات، ما جعل المشهد شديد المأساوية لمن يقف بالخارج، ليبدو فيه الأبناء ضحايا ظروف قاسية فرضت عليهم. «الوطن» وجدت فى الدار لمدة 3 أيام على مدار ساعات مختلفة، مراقبة دقيقة لما يحدث بالداخل تبين المشهد الحقيقى. «سمير»، أحد المقيمين بالدار، ويعمل صنايعى شيشة، «27 عاماً»، يقول إن الظروف التى يواجهونها بالداخل صعبة جداً، دفعتهم للجوء لبعض الأعمال غير الشرعية، «بنصحى العصر، نستنى لو جيه حد نستّفه وناخد اللى معاه، لأن محدش بياخد فينا جنيه من الدار»، «وائل» زميله المقيم بالدار، «23 عاماً»، يعترف بلجوئه إلى المخدرات لإيجاد المال: «إحنا مش بناخد حاجة من الدار، فتحنا شباك المخدرات سنتين، وكان فيه 4 عيال محتاجة عمليات ومكنش فيه فلوس ودفعنا ليهم فلوس من الشباك، لولا الفلوس دى مكنوش عملوا العمليات، واللى محبوس بسبب الشباك والله مكنش مخلينا محتاجين أى حاجة، جاب لينا عجلين ودبحهم بقى فيه لحمة وكنا بناكل، هى فلوس حرام بس أحسن من مفيش، إحنا بنبيع بس غصب عننا لازم نجيب مصاريفنا».
على الجدران الملاصقة للبوابة الخلفية للدار وضعت لافتة كُتبت عليها بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأدعية، كان أبرزها: «وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات»، أمام تلك اللافتة يجتمع أبناء الدار لبيع المخدرات، أحد العاملين فى الدار وقد رفض ذكر اسمه خوفاً من إلحاق الأذى به يقول: «أنا شغال هنا من سنتين وشفت بلاوى كتيرة بتحصل، كل يوم بتجيلهم بنات، وبيدخلوا من البوابة الخلفية ويطلعوا ويباتوا فوق، دخلت عليهم مرة وشوفت البت بتلف الحشيش مع واد منهم بس مقدرتش أتكلم علشان أكل عيشى وهيطردونى». يضم الدار 5 مبانٍ، المبنى الأول على الجانب الأيمن بدا مهجوراً تعم الفوضى فى ثناياه ويشمل غرف العاملين بالطابق الثانى، كان هذا المبنى خاصاً بالمسنين من قبل لكنهم غادروه. أما المبنى الثانى على الجانب الأيسر فيحتوى على غرف شباب الدار الذين تتراوح أعمارهم جميعاً بين 18 و30 عاماً. المبنى الثالث كان يحتوى على ورشة نجارة لكنها مهجورة حالياً، المبنى الرابع خاص بخدمات المطبخ. والمبنى الخامس كان مخصصاً لحضانة أطفال، لكنها أغلقت من فترة، يؤكد العامل: «مخدرات ودعارة، الأخلاق هنا وحشة ومحدش فيهم عِدل، وساعات بينزلوا ضرب فى بعض بسبب الحشيش»، يتذكر إحدى المشاجرات التى نشبت بينهم: «2 منهم مسكوا فى بعض، والتانى خبط دماغ أخوه فى الأسفلت لحد ما جابت دم، الناس فكراهم ملايكة لكن هما شياطين فى الحقيقة».
.. وثلاثة من الشباب المقيمين بالدار فى فترة الصباح
يعتبر الوقوف أمام الدار بمثابة «شبهة» كبيرة لصاحبها، فما بالك بالذين يعملون بداخلها، وتنتشر أعمال بيع المخدرات ما بين المقيمين داخل الدار، والمتعاطين الذين يترددون من الخارج، وفق تسعيرة تتراوح بين 100 و150 جنيهاً، مخالفات وتجاوزات لا حصر لها، على مرأى ومسمع من المشرف العام للدار «سامح سلام»، لكنه يلتزم الصمت خوفاً، حسب العامل: «هو عارف كل اللى بيحصل فى الدار بس هيعمل ليهم إيه يعنى، هو متجوز ومعاه عيال ومش عاوز المشاكل لنفسه».
سامح سلام، مشرف عام دار «أم القرى»، فى حديثه إلى «الوطن» نفى تجارة المخدرات بالدار فى الوقت الحالى، وأكد أنها كانت موجودة وانتهت عقب القبض على مجموعة من الأبناء: «صحيح كان فيه تجارة مخدرات الأول، لكن انتهت. كانت بتبقى زى طوابير العيش، لأنهم قاعدين من غير شغل، أكل ونوم ومش تعبانين فى حاجة لازم أخلاقهم تكون وحشة»، يرى أن الوجود الأمنى ضرورى لمواجهة الظاهرة «المفروض وزارة الداخلية تحط شرطة هنا تتابعهم، واسم الدار موجود فى جدول مكافحة المخدرات، ولما كنا بنلاقى مخدرات كنا بنبعت مذكرات سرية للحكومة، وهى كانت بتتعامل.
عصام فوزى، وعبدالرحمن، 25 سنة، كانوا مقيمين بالدار ومحبوسين فى قضية قتل، دلوقتى مبقاش فيه مخدرات، مكنتش بقدر أقول أسماء، لأن مش صعب على واحد فيهم يسلط عليا حد يقتلنى، وده مش خوف، لكن ده أمان ليا». وأكد «سلام» أن إدارة الدار غادرت بأكملها ولم يتبق سواه: «اللى كانوا موجودين مشيوا، كان عندنا مدير عام ومشرف للفترة المسائية ونائب مدير، فيه اللى مشيوا من نفسهم، وفيه اللى طفشوا خالص، وأنا شغلتى هنا مشرف عام، ونوعاً ما المسئولية عليا لوحدى»، تشمل الدار 102 شاب أغلبهم تخطى السن القانونية، حسبما أوضح المشرف العام، مشيراً إلى أن وجود الأبناء بالدار سببه عدم توافر أماكن سكنية لديهم وليس رغبة منهم فى الرعاية أو التربية: «القانون واللائحة بتقول إن السن القانونى 21 سنة ونتابعه لحد 26 سنة، لكن بعض النزلاء عندنا سنهم تجاوز ذلك، وده سببه إن العيال مفيش سكن ليهم خارج الدار». ويضيف: «فى ولد عندنا مدمن، ويتعاطى مواد كيميائية، ويخرج يتسول خارج الدار، ونعلم ذلك، بيسرح وبيشحت كل ده علشان يجيب برشام»، مع اعترافه بكل هذه التجاوزات إلا أنه نفى العلاقات غير الشرعية بالدار: «الدعارة أخطر من المخدرات، لكن بكل صدق مش موجودة هنا إطلاقاً».
أوضاع مختلفة فى غياب الرقابة من جانب المسئولين، من جانبه أكد كمال الشريف، وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعى، أنه لا يعلم شيئاً عن دار أيتام أم القرى، إلا أنه أكد استعداده للتحقيق فى هذه المخالفات: «هنحاول نتأكد من الكلام ده، وهبقى أرد عليكم»، «الشريف» اعتذر عن عدم مواصلة التعقيب على هذه الوقائع، موضحاً أنه سيراجع الأمر لدراسة الموقف، وأضاف فى غضب: «هنشوف إيه اللى بيحصل، ونرجع ليكم».
- أذان الفجر
- أم القرى
- الآيات القرآنية
- الأحاديث النبوية
- التضامن الاجتماعى
- الخامسة مساءً
- السن القانونية
- القبض على
- المشرف العام
- أذان الفجر
- أم القرى
- الآيات القرآنية
- الأحاديث النبوية
- التضامن الاجتماعى
- الخامسة مساءً
- السن القانونية
- القبض على
- المشرف العام
- أذان الفجر
- أم القرى
- الآيات القرآنية
- الأحاديث النبوية
- التضامن الاجتماعى
- الخامسة مساءً
- السن القانونية
- القبض على
- المشرف العام
- أذان الفجر
- أم القرى
- الآيات القرآنية
- الأحاديث النبوية
- التضامن الاجتماعى
- الخامسة مساءً
- السن القانونية
- القبض على
- المشرف العام