حاييم كورين.. عدو "حرب أكتوبر" ومحتل "الضفة" ضيف في منزل عكاشة

كتب: سارة سعيد

حاييم كورين.. عدو "حرب أكتوبر" ومحتل "الضفة" ضيف في منزل عكاشة

حاييم كورين.. عدو "حرب أكتوبر" ومحتل "الضفة" ضيف في منزل عكاشة

في موكب من 6 سيارات، وحالة تأهب وتأمين، وقفت خلالها الشوارع على قدم وساق، ذهب السفير الإسرائيلي، حاييم كورين، إلى منزل النائب توفيق عكاشة، عضو مجلس النواب، بمنزله في القاهرة، وبرفقته الملحق الثقافي الإسرائيلي، تتبعه موجة من الجدل والهجوم على عكاشة، لاتهامه بالتطبيع مع الجانب الإسرائيلي بعد استقباله الحافل للسفير على مدار 3 ساعات متواصلة من النقاش.

حاييم كورين.. اسم له ثقل لدى إسرائيل، رجل المهام الخاصة كما تراه الدولة، ما جعله ماهرًا في عمله كـ"سفير"، إلا أن عمله في إحدى الكليات الأمنية الإسرائيلية منحه وصمة "الموساد"، الأمر الذي جعل دولة تركمانستان ترفض اعتماده كسفير لتل أبيب لديها عام 2011، معتبرة أن عمله هذا يعطيه طابع عضو الموساد أكثر من الدبلوماسية، وحاول حينها وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، في الإقناع بعكس ذلك، دون جدوى "الشرق الأوسط" كان دائمًا محل اهتمام كورين.

حصل على بكالوريوس دراسات الشرق الأوسط والإسلام بجامعة حيفا، ثم التحق بعدها بالعمل في مكتب المستشار للشؤون العربية في الشمال؛ ليقوم بمهام استخباراتية، ومن هنا أجاد اللغة العربية، وحصل على الماجستير من الجامعة العربية، وركز في دراسة اللغات إلى جانب العربية والتركية، وحصل بعدها على الدكتوراة في معهد الدراسات الآسيوية والإفريقية التابع للجامعة العبرية.

بعد رفض تركمانستان لكورين كسفير لديها، انتقل إلى مرحلة مختلفة، فعين كأول سفير لتل أبيب في جنوب السودان، بعد زيارة لرئيس جنوب السودان لإسرائيل، التقى خلالها بنتنياهو والرئيس السابق شيمون بيريز، وبعد انفصال جنوب السودان، اعترفت تل أبيب بها، وأعلنت إقامة علاقات دبلوماسية معها.

جنوب السودان كانت مفتاح كورين لبقاء إسرائيل في الشرق، إلا أنه كان يدرك جيدًا وضع إسرائيل في الدول العربية، فقال في إحدى حواراته الصحفية "ليس من السهل أن تكون دبلوماسيًا إسرائيليًا في الوقت الحاضر، فالسفراء الإسرائيليون يطردون من الدول مثل مصر، وتركيا، باستثناء الأردن، التي ما زالت محتفظة بعلاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل"، وهو ما جعله يتوسع في تنمية العلاقات في جنوب السودان، من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل.

العديد من المناصب الدبلوماسية شغلها السفير الذي ولد عام 1953، فعمل في قنصليات إسرائيل بشيكاجو ونيبال والإسكندرية، وترأس لجنة رئيس موظفي وزارة الخارجية، كما ترأس قسم التخطيط الاستراتيجي بنفس الوزارة أيضًا.

إلى جانب العداء من المصريين تجاه الجانب الإسرائيلي، والتي دفعت للهجوم على عكاشة، واستقباله للسفير في منزله بحفاوة، ومناقشة العديد من القضايا والمشكلات معه، حملت الضغينة ضد هذه الزيارة جانبًا آخرًا لا يعرفه كثيرون، فكورين، قد شارك في حرب أكتوبر عام 1973، حيث اشتبك حينها مع القوات السورية، ومن قبلها كان اللواء الذي احتل هضبة الجولان والضفة الغربية خلال حرب 1967.

"ثورات الربيع العربي سبب عزلة إسرائيل، والحال في الدول العربية يبعث على القلق بالنسبة لي".. رأي تبناه كورين، مؤكدًا عليه في أحد تصريحاته، التي أشار فيها أنه لا يحب مفهوم "الربيع العربي"، استشهد خلالها بأحوال مصر وتونس وليبيا، مستنكرًا أن تكون هذه الديمقراطية، فالنظم الحاكمة فيها ما زالت تحكم، وأن إسرائيل لن تغير من سياستها الإقليمية في المنطقة حتى لو تغير الحكام فيها.

 


مواضيع متعلقة