بين "الحقيقة" و"المزاولة".. توفيق عكاشة "المُطبّع دائمًا"

03:17 م | الخميس 25 فبراير 2016

"همّا المسلمين ليهم إيه في القدس غير المسجد الأقصى"، كلمات صادمة خرجت من توفيق عكاشة عضو مجلس النوّاب، في إحدى برامج المقالب في رمضان عام 2012، حيث بدا مرحبًا بالحوار مع قناة إسرائيلية، كما أبدى ترحيبه بالوجود الصهيوني على أرض فلسطين، وباستمرار العلاقات السياسية والاقتصادية مع الصهاينة.

4 أعوام مرت على ظهور عكاشة في برنامج "الحكم بعد المزاولة"، وحديثه عن علاقاته المتميزة مع اليهود العرب الموجودين في إسرائيل، وموافقته تصدير الغاز إلى دولة الاحتلال، وترحيبه بإذاعة برامجه في قنوات "الكيان الصهيوني"، وخلال تلك الأعوام، كان له أكثر من تعليق تشير إلى شخصية "المُطبع توفيق عكاشة"، والذي رفع في برنامجه على "الفراعين" القبعة لإسرائيل، موجهًا لهم رسالة: "بقول لجيش إسرائيل وللقيادات وللشعب الإسرائيلي أنتم رجال اتقتل منكم تلاتة موتوا قدامهم 300" (في إشارة إلى شهداء فصائل المقاومة في غزة)، كما خرج في العام 2015، قبل انعقاد الانتخابات البرلمانية مهددًا: "سأتقدم بطلب هجرة إلى إسرائيل لو تم استبعاد السلطة القضائية من الإشراف على الانتخابات".

هذه كانت تصريحات عكاشة مالك قناة "الفراعين"، ولكن الأمر تجاوز كل الحدود عندما أصبح عضوًا في مجلس النوّاب اختاره الشعب ليمثله تحت القبة، حيث خرج في 11 فبراير 2016، بتصريح مثير للجدل، مدعيًا أنّ "مشكلة سد النهضة ستحل فورًا إذا طلبت مصر وساطة إسرائيل لحلها، ولكن إسرائيل ستتدخل في مقابل الحصول على 2 مليار متر مكعب من مياه النيل، خلي كل واحد يفكر بعقله نرمي 10 مليارات متر مكعب في البحر الأبيض ولا نتعامل مع الأمر بفلسفة سياسية غير تقليدية، فنحن لدينا 4 مليارات متر مكعب مياه صرف زراعي بنرميها ممكن نديها لإسرائيل تكررهم وتاخد 2 مليار وناخد إحنا 2 مليار ونحل أزمة سد النهضة".

بالأمس القريب، أبى عكاشة، أن يكون "مطبع قولًا" فحسب، فقرر أن يبدأ فعليًا التطبيع مع "الصهاينة" بدعوة السفير الإسرائيلي في القاهرة حاييم كورن، لحفل عشاء في منزله، ما أثار سخطًا في الرأي العام المصري من تلك الدعوة، ولكنه ضرب عرض الحائط بهذا السخط الشعبي والإعلامي، واستقبل السفير الإسرائيلي والملحق الثقافي الإسرائيلي في منزله بالدقهلية أمس الأربعاء، والتقط معهما الصور التذذكارية، واصفًا الزيارة بأنّها جاءت لمناقشة بعض الأمور التي طلب استيضاحها، بشأن كتاب "دولة الرب والماسونية والألفية السعيدة"، كما تسربت الأنباء عن مناقشته في تأثير سد النهضة على مصر، ومدى استفادة مصر في التكنولوجيا الإسرائيلية في استخدامات المياه، لينال "توفيق عكاشة" لقب "المُطبِع" عن جدارة.