بعد 3 آلاف سنة تم الكشف عن قتلة «رمسيس».. عقبالك يا شهيد

كتب: محمد منصور

بعد 3 آلاف سنة تم الكشف عن قتلة «رمسيس».. عقبالك يا شهيد

بعد 3 آلاف سنة تم الكشف عن قتلة «رمسيس».. عقبالك يا شهيد

ظلام دامس يحيط به من كل حدب وصوب، يستلقى على ظهره ملفوفاً بجلد الماعز على غير العادة، ملامحه تدل على الخوف، فم مفتوح جاهداً لالتقاط أنفاس تعين الجسد على الحياة، آثار للحبال على عنقه تشير إلى محاولة لقتله بالشنق فشلت فقرر قاتلوه جز عنقه، عين حورس لم تتمكن من حمايته فى حياته فقرر المحنطون وضعها على صدره عساها تحميه فى رحلته إلى العالم الآخر، ألغاز عديدة دارت حوله، أفلت الجناة من العقاب فى وقتها، وبعد مرور آلاف السنين كُشف عنهم النقاب مؤخراً بعد عامين من البحث والتدقيق قام بهما فريق مصرى حمل على عاتقه كشف القاتل، النتيجة ظهرت، رمسيس الثالث قتله أحد أفراد عائلته عن طريق سكين مشحوذ بالكراهية. المكان مدينة الإسكندرية، الزمان ما يقرب من عامين، فيديو يظهر شاباً أعزل يفتح صدره متحدياً ضابطاً بقوات الأمن المركزى، فقد بلغ الغضب الزبى، صوت طلقة نارية يدوى، يسقط الشاب صريع الرصاصة الغادرة، ينتقل المشهد لميدان التحرير، قنابل دخانية تثير الضباب، عدسات الأخبار تنقل المشهد على الهواء مباشرة، سقوط شهداء ودوى رصاصات يخيم على ميدان الموت، محاكمات تلت عمليات القتل الممنهجة أسفرت عن لا شىء، براءة جميع المتهمين كانت صوت العدالة. «فى ثورة 1919 مات حوالى 700 شهيد ولحد دلوقتى معرفناش مين اللى قتلهم»، يقولها المؤرخ والكاتب الصحفى صلاح عيسى، شيوع الجريمة وصعوبة تحديد القاتل السبب الرئيسى فى براءة المتهمين، وأحداث ثورة يناير لم تختلف كثيراً عن أحداث ثورة 19، فصعوبة توجيه الاتهام إلى شخص بعينه قتل شهيداً بعينه ترقى إلى مرتبة الاستحالة -حسب عيسى- الذى يؤكد أن اختفاء الأدلة الدامغة تجاه قيادات بعينها أمر يثير الريبة وتحوم حوله الشبهات «كاميرات الفيديو كانت بتصور، يا ترى الشرايط راحت فين، وأوامر القوات اختفت لصالح مين»، يتساءل الكاتب الصحفى بدهشة، مؤكداً أن الحقوق لا تموت «الفيديوهات ممكن تظهر فى المستقبل، بعد سنة أو اتنين أو 1000 هيعرفوا مين الجانى ومين المجنى عليه، التاريخ بيسجل كل حاجة، رمسيس الثالث عرفوا مين اللى قتله بعد آلاف السنين، وهيجى الدور أكيد على الناس اللى ضحت بحياتها فى سبيل الحرية، الشهدا هيخلدهم التاريخ والجناة هيروحوا المزبلة».